السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا امرأة متزوجة منذ عامين, انعم بحياة كريمة مع زوجي, وجل همي أن يهتدي زوجي إلى طريق الصواب بالالتزام بالصلاة.

حينما اقترنت به اخبروني بأنه مصلي وصائم, إلا إن بعد الزواج اتضح العكس, ذهبت محاولاتي سدى بالتحدث إليه بان الصلاة هي عمود الدين حتى حينما استعنت بالمقربين من ذويه وأسرتي.

لا أود أن يبقى زوجي على حاله هذا, فاستعنت بكم لترشدوني ما عساي أن افعل؟

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أختي العزيزة: إن الحياة الزوجية مليئة بالتساؤلات والمواقف والحيرة والمشاعر المتضاربة خاصة عندما يبدأ أحد الطرفين باكتشاف عيوب الآخر، وفي بداية الزواج تحديداً تكون هناك مساحة كبيرة لسوء الفهم، ولكنَّ مشاعر الحب والمودة طالما إنها صادقة ستظل تحيط بالزوجين وتحميهم من الفرقة وتعيدهم بعد كل مشكلة أفضل من قبل وهذا الأمر مبني بشكل أساس على فهم كل طرف للآخر، والزوجة هي من تحمل الحمل الأكبر في هذا الأمر لأنَّ الرجال يفضلون الاحتفاظ بشخصيتهم ، وعدم تغيير عاداتهم ؛ لذلكَ الزوجة تتحول من عالمها إلى عالم يناسب زوجها ،ولتقتربَ منه أكثر ويمكن غض النظر عن بعض العيوب والأخطاء لصغرها ، ولكنَّ بعض الأخطاء تكون أكبر من السكوت عليها ، لأنه به يجلب غضب الله على الأسرة، وفي هذا السياق أتحدث عن الزوج الذي لا يصلي ، أو الذي يصلي بشكل متقطع ، إنَّ مجرد ملاحظة الزوجة لأمر كهذا يجعلها تشعر بالسوء ، ومع الوقت تتحول الزوجة إلى ناصحة للزوج ، ولكنْ هيهات أن يتقبل الرجل هذا الأمر.

هناكَ بعض الأمور التي يجب أن تراعيها الزوجة، كي تعيد زوجها إلى الطريق المستقيم ، خاصة في هكذا أمور لأنَّ الصلاة ليسَ بالأمر الهين  الذي يمكن الاستهانة به، أو السكوت عليه ، إذ يجب على الزوجة أن تغير زوجها  وتوجهه نحو أداء الفرض الأول في الدين، ويكون ذلكَ بعدة أمور هي:

1- عندما تلاحظين كسل الزوج عن الصلاة حاولي تذكيره بالصلاة على اعتبار أنه يسهو عنها أو ينساها, أما إذا وجدتِ منه عناداً ورفضاً للصلاة عندها عليكِ اللجوء لأمر آخر.

2- اختاري فترة هدوء وراحة إذ يكونُ هادئ الأعصاب وتحدثي معه بهدوء ونقاش ، بهدف فهم عدم التزامه بالصلاة وليسَ بهدف إرغامه عليها  وفهم الأسباب أمر ضروري جداً فقد يكون يمر بظروف سيئة في العمل جعلت نفسيته متكدرة اتجاه كل شيء ، وربما يكون قد ابتعدَ عن الصلاة بسبب صحبة ما ، أو مواقع على الإنترنت ، فإذا استطعتِ التوصل لهذا الأمر سواءً بالنقاش أو المراقبة فاعملي على إبعاده عن مسببات المشكلة.

3- رغبيه إذا لم تتمكني من معرفة السبب وراء قطعه لأداء الفريضة, وإن بدا لك الأمر عناد وتكبر عليكِ أن تشرحي له أهمية الصلاة . 

4- ادفعي أطفالك ليطلبوا منه أخذهم للمسجد  ولو حتى لإيصالهم أو يصلي معهم في البيت ربما مع الوقت يراجع نفسه ويتأثر بإصرار أطفاله عليه ويعود للصلاة .

قد يكون المشوار طويلاً ومتعباً ، لكنه سيؤتي ثماره في النهاية وتذكري أنَّ لك الأجر، أجران أجر طاعة الزوج وأجر الدعوة إلى الله.

5- ولا تنسي أهم نصيحة وهي أن لا تنقطعي عن الدعاء له، في كل صلاة وفي قيام الليل  وفي ساعات استجابة الدعوة وأكثري من الاستغفار واجعلي لسانك رطباً به، لأنَّ له فضلاً عظيماً في إجابة الدعوة.

الاستشارية شهلاء الدهش / مركز الإرشاد الأسري