تستحضر قوافل الحزن كل عام في الثالث عشر من عاشوراء الفجيعة ، ذكرى الدفن للإجساد الطاهرة فالنساء يجتمعن على نية المواساة ليتوضَّأن بالدمع ويقمن بعد ذلك صلاة العزاء على مصاب آل بيت المصطفى (صلى الله عليه وعلى آله) حيث ترسم في هذا اليوم لوحة أخرى من لوحات عاشوراء الدامية ليشعر الناس بوجع زينب وهي التي رحلت مرغمة عن جسد أخيها تجوب الأرض في رحلة السبي الأليمة 

ماذا نقدم حتى نداوي جرح كربلاء؟
ماذا نبذل حتى نواسي الزهراء عليها السلام ؟
بِم نضحي عدا أرواحنا التي تعهدنا بالفداء بها لسيد الشهداء عليه السلام ؟
أية شعائر ولائية تفي قبالة وفاء العباس لأخيه؟
أي نواح يكفكف دمع العقيلة حينما سارت أسيرة تحدوها الرؤوس المشالات على أسنة الرماح من بلد إلى بلد؟
فليس لنا حيلة في إرجاع الزمن لنكون معهم! 
ولنحيي المصاب نعفر وجوهنا بتراب خد كربلاء الذي أنشق فيه فرات الدمع السرمدي
ونسير خاشعين ملبين .. صادحين بألف هيهات من الذلة

داخل الحرم الحسيني المطهر ..

حاملين على رؤوسنا التراب لنواري به عظيم الفاجعة 
فها هي الأرواح قد تيممت به وتطيبت بعبق الضريح

سائلة الله بحق من صان الحق أن تغادر هذه الدنيا بعد ان تنال شفاعة الحسين عليه السلام.

إيمان كاظم الحجيمي