اخذته شيخوخة العمر بعيدا عنها
فأُسدلت على ذاكرته ستائر النسيان
حتى مكان وجودها هناك أمسى ضباب يخاتل براءة الذكرى..
نسى كل من حوله..
بأمر قدرا خضع له العقل دون إذن من قلبه المحب لها...
طاعة إلى ابد العمر وتغيير بقوة لااردايه
هيا... امسح ماكان هنا.!!
صراخٌ يعتلي داخل الرأس
اااه... انا لا استطع تذكر هذا..!
ولا تلك..!
انا فقط اتذكر مافاتني قبل لحظات
اااااه...!!
رأسي.. ماذا يحصل..؟
وفي تلك الظروف وبعمق الألم الذي اصابه
كان هناك طيفا يزوره كل يوم..
ابتسامات وردية بعطر انثوي قادما نحوه..
عيناها ودموعها التي تنهمر من شدة الصدمة
تحجبها الجفون لكيلا تخذل نبضاته التي ضبطت عليها سعادتها
تلك العينان تفصح عن شوق وتوق للحديث
لكنها لاتلحظ شيئا مغايراً..
ليس هناك ما يوحي على انه من كان يؤنسها دائما
ملامح ابتسامته باتت اثاراً فقط وذكريات لما فات من عمره
فتتساءل مجددا..؟
هل لعينيه ان تستذكر لحظاتي معه ؟
تقترب اكثر.. تتنفس طيب عبيره
فيسألها بلطف..
من انتِ ياصاحبة العينين السوداويين؟
فتتراجع بضع خطوات إلى" الوراء..
وتجيب انا التي تعلمت انها بك ستكون على قيد الحياة..
يا أبي.

 

بهاء الصفار