الرسالة الأولى.. مشروع شهيد

 

وطني يا من اختارني القدر أن أحيا في أحضانك, أن أرتوي من مائك, أستظل تحت أفيائك, أسمو بعنوانك, أتجرّع مرارة آلامك, أستشهد على ترابك.
نعم أنا الشهيد الحي الذي كتبتُ هذه الرسالة في لحظةٍ عسكرَ فيها اليقين في قلبي؛ بأني سألتحق بمن سبقني في غضون عدد دقات قلبي, حيث يتزاحم النبض ليدرك لذة الشهادة والإحساس الذي سيعتريني حينما تتسرب الروح من الجسد دونما ألم؛ لتخرج إلى متسع من الرحمة, ووافر من السعادة, وفيض من الحقيقة.
وها أنا أنتظر تلك الرصاصة التي رجوتها أن لا تخطئ الهدف وتنفذ إلى جسدي لتوقظني من سبات الحياة إلى حياة الخلود.
أستغرب هذه الخفة التي أكتب بها, وهذه الكلمات التي تنسل من القلم لتسقط على الورق لتوثق هذه اللحظة؛ التي لست أدري كم من الوقت سيمضي حتى يقرأ هذه الرسالة أحدا يبحث عن بقايا أحلام الشهداء بين ركام الغائبين!

 

إيمان كاظم الحجيمي