مجموعة قصص قصيرة جدا...

 

ثلاث قُبَل
حينما حان موعد الالتحاق دغدغ صغيره وضمّه إلى صدره، تاركاً قُبلة على جبينه... بينما كانت عيناه تبحث عنها !
فتّش في الغرف حتى وجدها عند مصلاها تمتم ببعض الدعوات... ، انتظرها حتى فرغت وقبَّل كفّيها
ولما لثمت جبينه رصاصة غادرة هوى كالنجم ليرسم بدمائه قبله على خدِّ الوطن.


الأمل
كل صباح عندها ليل طويل ولن ينيره سوى طلعته الغرّاء ، الأماني تعرّش في قلبها المنتظِر بعدما صار الانتظار علقماً ، وعندما هوت إلى السجود أحسّت بالألم والحرقة يعتصرانِ قلبها فسالت الدموع بحرارة... لم يطفئها سوى ندى كلمات من فم شيخ مرَّ بقرب بيتها فجراً ، وهو يردِّد بصوت خاشع : لولا ظهور الحجة لساخت الأرض بأهلها ، فشعّ من نافذتها الأمل.


زهرة ذابلة
عند سكة القطار ظلت منى واجمة ، تنتظر وجه أبيها وفي يدها أزهار تلوّح بها للجنود العائدين من الجهاد، لم تشعر بالبرد القارس من حولها وهي توزّع أزهارها بكل حرارة ، صافحت كل الوجوه إلّا الوجه الذي تنتظره...، ولما لم تشم رائحة الوجه الذي قبّلها عند آخر لقاء، ولم تجد الكف التي تمسح دموعها وتحيطها بالدفء عادت وفي يدها زهرة ذابلة.


رسائل الله تعالى
في أروقة القداسة صفقت الحمائم وانتشر عبير المسك والطيب وعماد يتعلق بالأستار خوفاً ورهبة ، وفي جوارحه تتلجلج مشاعر الندم والأسف لما انصرم حتى تمتم بصوت خفي : إلهي بحق مقامات الأبرار هذه هل من مغفرة ، هل من عودة إليك يا رب الرحمة والتوبة ؟
وإذا بيدٍ تربّت على ظهره... كانت يد إمام الجامع وهو يردد : قال تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا).

 

وعد
ها هم الأخيار يغدقون علينا بالعطاء، إنه الشهر ذاته يا أمي الذي تصلنا فيه الهدايا فهو شهر الله ، كفّي عن البكاء... ستفرحين وستزورنا السعادة يوماً ما بعدما أكبر وأنجح ، وسنعود هاهنا سوياً في نفس هذا المأوى حينها سنوزع الهدايا .....أعدك يا أمي .


هبات
لا تعد ما أنفقته على هؤلاء الأيتام، بل أحصِ كم هي الابتسامات التي ارتسمت على ملامحهم البريئة وقت الغروب, فثمة من يتعهّد لك بها ضِعفا ، والأهم كم ستنال أجراً ؟ وكم تمحو بها من خطيئة؟

 

منتهى محسن محمد