للمطر قصص ندية ترتمي بخفة تتصفح وجه الأرض الصلدة وتعانق الحقول الغضة وتلامس الإزهار العابقة وتدغدغ جمال الخليقة تسقط ... لتسرد على أنغام تساقطها ألحان الذكرى وتصف لنا على أوتارها أنشودة الأحلام القادمة وتروي لنا قصص الأمل والزهر والندى . قطرة واحدة تنعش الوجود وترمم الأوجاع وتعلق الآمال برب الحب والخير والنجوى ، فقلب كسير هنا مازال يئن لوجع اللظى ،وروح تسامت إلى العلياء هناك تفترش الأرض سبحة ومصلى ، ونبض يخفق بالدعوات والشوق واللهفة نحو الأمل المنتظر ...

حبات المطر ليست ككل الحبات ، فهي انفراج للاماني وتنفيس للكربات وغُسل للأوجاع وهدهدة للأحزان  أن اغربي لا مكان لكِ اليوم فينا .

حبات المطر ... حكاية عشاق ينتظرون معشوقهم ، ونظراتهم تزهر بالصلوات ؛ وأرواحهم تحيا لأجل ذلك المنظر، الذي لابد ان يقبل ذات لقاء

 حبات المطر... تكسر غلاظة الصدور وتفتت أحجار القطيعة ، وتنبت الورد والياس بعدما استفحلت كرها وحقدا .

حبات المطر ... تسافر في المدى ،تقبل كل الوجوه الطيبة والأرواح النقية لترسم البسمات وتحيل الوجود إلى صرح يرفل بالخير .. فسبحان من وهبها لنا .. وجعل من حجمها الصغير سرا لعظمته وسلطانه ...

 

منتهى محسن محمد