تأهب لصحبة الأبرار .. لم يثنه عن عزمه شي أبدا . وكأنه يدرك ما يفعل بل هو مدرك فعلا ؛ لم يسمِ نفسه البطل بل قال إنا خادم لتراب هذا الوطن . مادمت على أرضه فلن أبالي بما سيحصل سأكون درعا وأهدي حياتي لأبناء وطني ففي حياتهم حياتي وفي وجودهم وجودي ...

شامخ نهل من فرسان الطف عزيمة لا ينالها الضعف وارتدى قلبه على درعه وتقدم لجهاد نفسه ليجاهد بنصرها الأعداء ؛ ليكون فارسا بكل معنى الكلمة عاش كل الدنيا في لحظات يقضيها مع رفاقه في الجبهات . لم يأبه للعمر الذي مضى قبل هذا العمر الجديد بل قال إنا ولدت اليوم .. يوم انبثاق نور فتوى الجهاد الكفائي .. ثم قال بفخر " من مثلي وأنا اتبع نهج الطيبين محمد واله الطاهرين أضحي بأغلى شي لأفتدي به العيش الكريم لأبناء وطني و أخط بدمي خطابا لا تستطيع محوه كل قوى الشيطان وإن اجتمعت .. كلنا حشد .. إذن كلنا جسد واحد .. هيهات أن نركع إلا لله الواحد .. لن نكون إلا أباة , أحرار كالحسين الشهيد .. فإن استشهدنا فذلك والله جل ما نتمنى وإن لم نرزق الشهادة فسنبقى على العهد بالوفاء والطاعة .

 

رشا عبد الجبار ناصر