يقول الله عز وجل في كتابه العزيز (( ولكم في رسول الله أسوة حسنة )) ، وهو ما يحتم علينا أن نوجه بوصلة الاقتداء نحو من انتخبتهم السماء قدوة وأسوة ...

وتعتبر الأسرة المحيط الأول والخلية الأساسية في المجتمع ، ولها دور كبير في التأثير والتأثر على الفرد والمجتمع ، وعادة ما تتكون الأسرة من الوالدين والأبناء ، والوالدان هما الشخصيتان اللتان تؤثران في الطفل منذ بداية نشأته ، وهما قدوتاه ومنبع القيم لديه ، فكل ما يكتسبه الطفل من الصغر يكون له تأثير كبير عليه ، فتنتهي مرحلة الطفولة ببداية مرحلة المراهقة ، فيكون فيها الناشئ غير ناضج جسميا وانفعاليا وعقليا واجتماعيا ، وهنا تكمن مسؤولية الأسرة نحوه ، ويكون واجبها كبيرا جداً في توجيه المراهق الوجهة الصالحة التي تساعده على الابتعاد عن التيارات المنحرفة والتغلب على أزماته النفسية ، وذلك بالقدوة الحسنة .

أهمية اختيار القدوة الحسنة في هذه المرحلة من حياة المراهق تساعده لا محالة في الارتقاء بأخلاقه وإتباعه للسلوكيات الجيّدة التي تتوافق مع مبادئ الدين الإسلامي الصحيح والرسالة النبوية وما حوته من مضامين وأهداف سامية ترتقي بالشخص المسلم الى القمة ، ولاسيّما إذا كانت هذه القدوة هو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله كمثال أعلى وقدوة حسنة .

ولكن للأسف ما نراه الآن عند الكثير من المراهقين الشباب ومن الجنسين ابتعادهم كثيرا عن المبادئ و الأهداف القيمة وتحييدهم جادة الصواب باتخاذهم الكثير من الشخصيات الفاسدة قدوات بين فنان او مطرب او ممثل او غير ذلك مما ل يليق بفرد مسلم ، وراحوا يقلدونه في كل شيء حتى في أدق تفاصيل حياتهم و لا يسمعون في ذلك أي نصيحة يقدمها لهم من هو أكبر منهم سنناً ، وهو ما يؤشر الى منحنى خطير في السلوكيات التربوية التي تحتم منا لفتة مهمة ، ومهمة جدا  .

 

زهراء سالم