قض مضاجعهم صوت نداءنا ، وارتسم الرعب على ملامحهم بصور شتى ... ناهيك عن حقدهم الأسود الذي أعمى فيهم كل ما للإنسانية من شعور ؛ وهم يرون هذه الجموع الزاحفة نحو قبر الحبيب .

أشرأبت أعناقهم ليجربوا نوعا جديدا ، وقد دأبوا على بث سمومهم في كل شي ؛ لكنهم لم يفلحوا ؛ ولن يكون هذا لهم ... فأنصار الحسين الشهيد لا يثنيهم عن عزمهم وشجاعتهم أي شيء ، فملهمهم أطلق الصرخة منذ سنين خلت ... صرخة مدوية لا زال صداها قويا ؛ " أن هيهات منا الذلة " ... وصرخة الحق من تلك اللبوة الطالبية حين صدحت بلسانها العلوي وبحجابها الفاطمي ، لتثبت إن " ما كان لله ينمو " و " ان سعي الباطل سعيا مدحورا " ، ومهما جيشوا فأن جمعهم بدد ...

بماذا ينعق أعداء الله هذه المرة ... وقد أعياهم تجمعنا وأوهنتهم وحدتنا وملأ الرعب قلوبهم ... فها هم يحاولون تجربة تذوق شيء استخدموا لإثباته من عدم آلاف الطرق ! لكنهم لن يستطيعوا ...

ها هم يتهمون من زرعت التربية الحسينية في قلوبهن حتى غدت حجورهن أشرف الحجور ، وولدن رجالا أذاقوا أعداءهم الهوان والهزيمة ... حجور طيبة ربت وأنجبت وصار جليا بينا ، سترها وشرفها وذاع صيت عفافها فملأ الدنيا بعبق الستر الفاطمي والحياء الزينبي .

وانتم أيها المساكين ؛ تفننوا ومهما تفننتم ... فلن يركع رجال فيهم حامل اللواء العباس بن علي بن أبي طالب . ولن يرضخ شعب جعل نداء الحسين بن علي بن أبي طالب نصب عينيه . ولن يكون لنسائنا اللواتي اتخذن من عفاف الزهراء وصرخة العقيلة الا العفة والشرف والقداسة .

ما كان هذا لهم ، ولن يكون ... ما دام فينا عرق ينبض بقوة الله ونبيه وأهل نبيه عليهم سلام الله .

 

رشا عبد الجبار ناصر