للعلياء أنتَ تبقى ، ويبقى اسمك للخلود وساما ، تبقى المسيرة إليك ؛ عام بعد عام ؛ كقبلةٌ للعاشقين ، يُرى لها بريق ويسلط عليها ضوء ، لأنها تتأزر عنوان الفداء ، وتنادي " حسينيون ما بقينا ... حسينيون الى المماتِ " ، فهي ثورةٌ لها غايتها في حيازة قبول سيدها ؛ بخطواتٌ ترسم أقدامٌ فوق الثرى ـــ بل الثريا ـــ ببصمة الوفاء .

عيون ملئى بالدموع وأكفٌ ترفعُ الى بارئها ؛ إجابة لمن نادى " هل من ناصرٌ ينصرنا ؟ " وكأن صداها يجيب :

" جئناك سيدي ... رجال ونساءٌ ؛ نرتدي جلباب الحزن الأسود ، لففنا بداخله أوجاع مولاتنا زينب وشموخها وعنفوانها وهيبتها ، ولسان حالنا يقول ؛ لبيك يا حسين ... لبيك يا زينب " .

فـ " لبيك " باتت نشيدا للحزن والولاء ، ولوحة رسمناهُا بمآقي العين .

 

سيدي ...

ها هم عشاقك لا يهدئون ولا يكلّون من تعب ، ينثرون الخير في دربك سيدي كما الغيث من فيضك ؛ لأنك فديت وكنت اوفى واصدق بعد ان فديت شيعتك بنفسك واهلك ورضيعك .

 

سيدي ...

لن تموت ثورتك ، وأصواتنا فيها لم  تكمم ، طالما فيها " حسين " و " عباس " و " اكبر " و " عبد الله " .

ثورتك سيدي تصدح بالمهدي في خطاها وتعلن الولاء له ، لتكون بذلك مشعلا لحشد خطه المرجع فوق جيد العراق وأسدلته يد الرحمة فوق شيعته ومحبيه ، حشد بقدم تمشي الى كربلاء وقدم تدك أوكار الشر ، وتذب وتحمي عن الحرمات ولا تطأطئ لهم رأسا ، حشد نذر فيه المحتشدون انفسهم وعفروا جباههم ، لا يبغون سوى خلودك في ضمائرهم ، ورجاء بعين منك تنظرهم بسكون ؛ ودفا من أنفاسك يجري في أوداجهم .

 

بان سمير