كم تجود علينا الحياة بقصص ﻻ نعتبر منها ، مصرين على اعادة التجارب الانسانية مرة بعد اخرى ، حتى نشرب من ذات الكأس جيﻻ بعد جيل ، متناسين احﻻمنا الصغيرة ومشاعرنا البكر حين تتفتح على وجه الدنيا باحﻻم بسيطة سرعان ما تسحقها عجلة المادة بكل قسوتها .
اغلقت سماعة الهاتف واغلقت معها منافذ قلب الامومة بعد ان شاورت من شاورت في امر زواج ابنتها.. هذا يليق وهذا ﻻ يليق .. نحن اسرة نمتاز بكذا..
على عتبة باب الصالة كان البنات يسترقن السمع لما يدور بين الاهل من حوار، فﻻ يجرأن على دخولها من الخجل . فقد خيل لهن ان احداهن ستزف لبيتها الجديد قريبا..
ومع ارتفاع الصوت انكسرت تلك الابتسامات ووجمت تلك الوجوه الغضة وتوقف نبض كل شيء..
انتهت الجلسة العائلية برفض المتقدم للزواج.. فهو ﻻ يملك مهرا مثل فﻻن من الناس
تثاقلت خطواتهن وهن يصعدنا بخيبة الى الطابق العلوي خيبة لطالما تكررت مع كل رفض..
وفي صباح اليوم التالي تفاجأت الام والاقارب بوجود كرسي قديم في صالة الضيوف . كان قد استقر منذ فترة في غرفة البنات بعد ان اصررن على الاحتفاظ به ذكرى لوالدهن المتوفي .
وقد كتبن على حافته العلوية " ارجوك ابي استقبل الضيوف انت ، فقد كنت أرأف بأمرنا وكان مقياسك رضا الله "
وجم الجميع وساد الصمت الا من بكاء مكتوم صعد الى اعالي السماء .
لبنى مجيد حسين