كأمواج البحر التي تكبر شيئا فشيئا، وتتصاعد حتى تصل لطول الجبال الشاهقات .. كانت يده الكبيرة ترتجف ، غير أن الماء قد جفّ منها بعد كل هذه السنين في صراع الدنيا ، فأصبحت كالأنهار التي سافر عنها ملك الحياة وغدت تشققاتٌ عميقةُ الجذور .

وعندما صارت الموجات كبيرة ، للحد الذي لم يعد يستطيع أن يشعر بها ، كانت كأنها قد حصلت على جرعة تخدير، تخدرت يده ولم تقوى على فعل شيء .

في تلك اللحظة، جاءت يدٌ صغيرةٌ ناعمةٌ لتعطيه كل ما أحتاجه بشكل مثالي .. لم ينبس ببنت شفة ، فقط ؛ أشار بطرفي عينيه وببسمةٍ على شفتهِ إلى يده التي تحوي مفتاحاً لألبوم صور قديمة ، كان مفتاح لسكون نفسي بعد سكون إرتجافة يدي ، قلق الشيخوخة ينتهي بابتسامة من الحفيد ، ويعود قلبك ليصبح كالحديد ، وتسري رعشة الشباب في جسدك من جديد ، هذا غاية ما كنتُ أريد ، فشكرا للربِّ الذي لا ينسى العبيد .. هكذا ركبَ المفتاحُ الموجة العاتية كما يفعل أمهر المغامرين وصيّرها مسرحاً لحركاته البهلوانية ، ؛ يستعرض عليها قوته وتوازنه .. فعاد الهدوء إلى بحر قلبي .

نور جوهر