مرت سنتان على فتوى الجهاد، كل الذي سمعته منك خبرته ، صرت أتفرس وجوه الملتحقين للقتال ، أصغي بدقة لكلماتهم ؛ جَدهم وهزلهم ، وما ينبئ عن لهفة ذلك اللقاء ... لم يعد استبشار الوجوه غريبا، وﻻ سماحة النفوس بالجود عجبا ، وﻻ نقص أدواتهم مانعا ؛ بل داعيا لتوفيرها وكأنها شأن شخصي ﻻ تختلف عن زي يتأنق به لموعد حبيب، ما ابخس سعره وأعظم من بذل له ... حتى غصة الفراق تغير طعمها .. حلاوة العروج فاقت مرارة الفقد ! ولعلها موضع غبطة ...

إنه العبور من الظلام الى النور ، ومن الصعب الى الرحب ، وعلى هذا درجت أرواح المؤمنين ...

ها أنا أتجول في روضاتهم ، مدافنهم الزاهية فخرا ، وكأني اسمع تمازح الراقدين فابتسم !!!

ـــ  كلكم هنا الا أنا ؟!

هكذا كنت تقول ولم أكن افهم ... قطع مناجاتي صوت هاتف جديد ...

"نسألكم الدعاء فقد أوشكنا على الظفر بإحدى الحسنيين "

إنتباهة للدعم، ثمة واجب ينتظرني ... ساحات الإعلام الزينبي وقلم حسيني نطق قبل ان يحار ...

ـــ  " صبرا على الموت يا بني عمومتي والله ﻻ رأيتم هوانا بعد هذا اليوم " ، إصمدوا في سواتركم، وأمهلوني مسافة العودة وحمل قلم ...

الى نصركم تتوق السموات .

لبنى مجيد حسين