تتميز المرأة بمميزات مثالية تجعلها مدعاة فخر لأي مجتمع تمثله ، وأهم ما يميزها هو العطاء الذي يمثل شريان الحياة وعصب استمرارية الوجود ، حيث تستطيع المرأة أن تعطي في مختلف مراحلها العمرية ، بما في ذلك مرحلة طفولتها ، حيث تجد فطرة الأمومة عندها تدفعها لتغدق على دميتها عاطفة وحنان لا مثيل له كما لو كانت أم حقيقية تحتضن صغارها .

وحينما تكبر قليلاً تصبح محور حياة الأسرة وتغلف أجواء عائلتها بدفئها ولمسة وجودها ، حيث تكون البنت والأخت والصديقة ومن ثم زوجة صالحة تمنح شريكها الاستقرار والحياة الهادئة التي تسودها المودة والرحمة ، ثم أم يتجلى فيها العطاء بأسمى صوره وتتجمع عندها القيم الإنسانية بأتم شمولها لتمنحها هوية الأمومة وتشكل لها كيانها الرائع ، لتستمر بعد ذلك بالعطاء لكل من حولها بامتياز .

ولو أوردنا على سبيل الذكر أنموذج لأمراة أحدثت الفرق في مجتمعها عبر التاريخ لوجدنا أن ذلك يتجاوز العد والحصر ، فعلى مر الزمان هناك نساء ملهمات لدرجة أبى التأريخ إلا ان يحتفظ بملامحهن وسماتهن الشخصية ، بل وسطر وريقاته بشذى اسمائهن تحت تعريف المرأة " المثال " او " القدوة " .

ونجد ايضاً بالمقابل أسماء قليلة لنموذج المرأة بصورته السيئة المرادفة للشر وهذا يدل على أن المرأة بطبيعة خلقها تميل للعاطفة والرحمة والسلوك الايجابي البعيد عن الجانب العدواني والتسلط والغضب .

ولذلك احتلت المرأة المراتب الأولى في تحقيق الغاية الوجودية لخلقها وقدرتها على أداء الرسالة الإنسانية التي حافظت عليها بالرغم من القيود العرفية والمجتمعية التي تحد من عطائها وتستخف أحيانا بإمكانياتها وتنتقد نتاجها .

ولعل أهم ما يمثل بارقة الأمل لكل امرأة هو الدين الاسلامي الحقيقي الذي أنصف المرأة وعبر عن كينونتها بموارد كثيرة وبين سبل التعامل معها ومحاكاتها لعالمها الداخلي (الأسرة ) والخارجي (المجتمع ) مع ذكر الضوابط والركائز التي تمنهج سلوكها وتقيم عطائها وتمنحها حقوقها في التعبير عن تطلعاتها ورغباتها بعيداً عن العنف والسيطرة .

ايمان كاظم الحجيمي