زمن غيبة المعصوم ، زمن موحش للمؤمنين وزمن ابتلاء لعامة الناس ، يصعب فيه معرفة تكليفهم الشرعي الواقعي سواء على المستوى الشخصي او العام ، وفي الجانب العقائدي والعبادي على حدٍ سواء ، فضلا عن طريقة تعاملهم مع الأخر ودورهم في المجتمع ، لذلك يحزن قلب المؤمن ويتلفت طويلا بحثا عن يد تمسك به ، وقلب يشاركه همه ، لئلا يخوض مع الخائضين .

انه ليل طويل ... ومركب صعب ...

وشاء الله ان يؤسس له ذخيرة في كتابه العزيز حيث قال جل شأنه (( فلوﻻ نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون )) ( التوبة ــ 122 ) ، فتفضل علينا بعلماء إعلام ، كانوا ومازالوا سورا لهذا الدين ؛ من كل ابتلاء وفتنة ، وأعلى الله شأنهم حتى عرفهم الخاصة والعامة سيما بعد تطور الإعلام والانفتاح على العالم .

ولكن مما يؤسف له ان يبقى الكثير منا متذبذبا ﻻ عزم له ! او مضللا  بوجوه وأسماء وعمائم طرأت على الساحة تفتقد الى ابسط مقومات العلم والعدالة !

او تأخذه أهواءه وأفكاره للتطرف هنا او هناك ! .

فأي هوان بعد هذا الهوان، ان يضل مسلم وهو في بلد العلماء او يغرق والسفينة أمامه لجهل في علمه او سفه في عقله او حزازة في نفسه تمنعه الركوب ...

أمرا يحدد مصير الإنسان ؛ ليس بالأمر الهين الذي يمكن تجاوزه كما يفعل الكثير بانشغاله بالملذات او الصراعات السياسية والاجتماعية ، فالذي بين أظهرنا اليوم من خزائن العلم قد نفقده غدا ، فاعرفوا قدر مراجعكم و أدوا لله الشكر ولهم الحق ...

وأعلموا ان المرجع الذي يجوز الرجوع اليه هو المجتهد العادل الجامع للشرائط الأعلم او من يليه الذي يشير اليه اهل الخبرة من فضلاء الحوزة الثقات المعروفين ﻻ من يكون له فضائية اكبر وﻻ من تطبع له كتب أكثر وﻻ من يتصدر الاعلام وﻻ من يدعو للمناظرة وﻻ من يجهل تاريخه العلمي وﻻ من يتشدق هنا وهناك منتقصا من المؤمنين ، ويا له من أمر واضح لذوي للفطرة السليمة ، صعب على من فقدها ان يسمع قول عقل او نبي .

ان لنا موعد مع الفجر في اخر هذا الليل البهيم ، ﻻ يقبل منا عمل العامل بلا اجتهاد او احتياط او تقليد من يصح تقليده ...

اللهم فأجعلنا من الراكبين في سفن النجاة ﻻ ضالين وﻻ مضلين ...

 لبنى مجيد حسين