انت عبد ترزح تحت قيود تنهش يديك وتُطفئ بقايا النور بين اضلعك..

عبد مسكين ما دمت تتعلق بفتات وقشور من افكار، عواطف، ثقافات.. وتترك اللب والجوهر..

يستعبدك هوى لإنسان فان ولكنه ينجح في استملاك قلبك.. تستسلم لسلطان حبه فتذل نفسك ويُغلب على عقلك فتغدو ضعيفا والله يريدك قويا وعزيزا ..

انت عبد لتصورات الناس عنك وكيف يرونك وماذا سيقولون ولماذا!

عبد للمال.. لبطنك.. لشهواتك.. للمظهر.. لدنيا هي أشبه بدمية لا قيمة لها ولكن شُغف بحبها طفلا جاهلا..

عبد للأسباب.. للمكتوب.. للقضاء والقدر وادرت ظهرك لمسبب الاسباب ومن مقدراته بين الكاف والنون..

 

وعبد تارة اخرى لاختياراتك التي تحبها وتريدها وتهلك نفسك في سبيلها وغفلت عن قسمة الله واختياراته التي هي بالتأكيد لمصلحتك..

انت عبد للماضي.. لذكريات ولّت.. لليأس.. لمرض.. لألم ما برح يغادرك..

لخوف.. لوهم.. لخرافات.. للعيب.. لعادات وتقاليد تنافي الدين والعقل..

عبد لفكرة انك غير محظوظ.. عادي.. مزاجي.. محسود!.

عبد في سجن الظروف الصعبة والاوضاع التي تعتقد انها لا تتغير..

عبد لثقافات دخيلة جعلتك نسخة باهتة لما يلبس الاخر ويأكل ويتكلم ويتصرف.. فأصبحت مرآة لما كُتب وصُنع واستهلك..

عبد للحياة ونسيت الموت..

عبدت عاطفتك واحساسك على حساب المنطق..

انت عبد حتى في علاقتك مع ربك.. عبد لحاجاتك، للانا؛ تريد من الدنيا ما يأخذ حيزا كبيرا من قلبك!

ولم تسأل نفسك ماذا يريد الله ايضا منك!!

انت عبد للشيطان وانت تعتقد ان عبوديتك للخالق عندما تصر على الوصول اليه مباشرة وهو يأمرك بالوسائل والطرق!

بيدك مفاتيح تلك الاغلال.. اكسرها ودع تلك الجلبة في داخلك تهجع وانصت الى نبض الكون الذي يسبح للواحد الفرد الصمد.. فيتملكك احساس الحرية الغني..

لملم بقايا نبضك المتعب.. اكنس باحة فؤادك من تلك الاوراق الصفراء.. واترك مساحة لتزهر طينتك المقدسة..

اسكن قلبك ذاك المعشوق الجميل..

ولا تُدخل في حرمه ما لا يليق!!

"لاتكن عبدا لغيرك وقد خلقك الله حرا. الامام علي (عليه السلام)".

 

رقية تاج