كيف قضى الامام الحسين واصحابه ليلتهم الأخيرة وماذا فعل محبيه لإحياء ذلك

الحاجة إلى نفحات القرآن الكريم في مواسم القرب الإلهي ومنها زيارة الأربعين لا تضاهيها حاجة ، فهذا الإمام الحسين عليه السلام الأكثر قرباً من الله ؛ لم يستغنِ عنها حتى في ليلته الأخيرة ، إذ ينقل أنه وأهل بيته وصحبه قضوا ليلتهم الأخيرة ولهم دويٌ كدوي النحل، إشارة إلى تلاوتهم المستمرة للقرآن الكريم في تلك الليلة، فهي ذاك الغذاء الذي تبحث عنه الروح الإنسانية إذا ما تعبت .

وفي محاولة منها لتوفير هذا الغذاء الروحي والمعنوي الذي يحتاجه زائر الحسين عليه السلام ، الى جانب الخدمات الأخرى المتعارف عليها لدى الجميع؛ أطلقت المؤسسات القرآنية خلال زيارة الأربعين برامجها القرآنية المتنوعة، والتي حاولت قدر المستطاع أن تكون مواكبة لحركة الزائر منذ لحظة انطلاقه .

 

دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية ... (313) مخيم قرآني ...

باكورة هذه النشاطات كانت مع انطلاق (313) مخيماً قرآنياً على طرق الزائرين المؤدية إلى كربلاء ، تابعة لقسم دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة .

وقد تبنت هذه المخيمات ، تصحيح قراءة الزائرين العرب والأجانب  لقصار السور القرآنية ؛ سيما التي تقرأ في الصلوات اليومية ، وكذلك عقد الجلسات والمحافل القرآنية صباحاً ومساءً .

وقال مسؤول التعليم القرآني للدار علي عبود سلمان : " إن من بين المخيمات (63) مخيماً قرآنياً متجول تقوم بذات المهام التي تقوم بها تلك المخيمات الثابتة المنتشرة على طرق الزائرين ، وهي تصحيح القراءة واقامة المحافل القرآنية " .

وأضاف : " إن المخيمات القرآنية هذه تأتي ضمن مشروع المخيمات القرآنية العالمية التي تقيمها العتبات المقدسة والمزارات الشريفة والمؤسسات القرآنية " .

ويعد مشروع المخيمات القرآنية العالمية ، توسعة لمشروع تصحيح سورة الفاتحة الذي اطلقته العتبات المقدسة في العراق خلال الزيارات المليونية بدءً من صفوان وحتى مدينة كربلاء .

أما على الصعيد الخدمي، فقد أقام قسم دار القرآن الكريم التابع للعتبة الحسينية المقدسة موكباً خاصاً بطلبة الجامعات العراقية لتقديم الخدمات للزائرين في شارع السدرة المؤدي إلى حرم الإمام الحسين عليه السلام .

وقدم الموكب الذي يشرف عليه طلبة المشروع القرآني في الجامعات العراقية ـ الذي ترعاه الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية ـ الآلاف من وجبات الطعام المتنوعة ومختلف الأشربة طيلة أيام الزيارة وعلى مدار اليوم .

 

محفل دولي ... مسيرة الأربعين وآيات الذكر المبين .

كما أقام قسم دار القرآن الكريم وتحت شعار "مسيرة الأربعين وآيات الذكر المبين" محفلاً قرآنياً دولياً في مدينة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام للزائرين، والذي شهد مشاركة نخبة من القراء الدوليين إلى جانب قراء العتبة الحسينية المقدسة ، كُرّمت خلاله المحفل مؤسسات ودور قرآنية عديدة كانت قد شاركت في مشروع المخيمات القرآنية العالمية خلال زيارة الأربعين .

في السياق ذاته ، أقيمت سلسلة من المحافل القرآنية للزائرين على مداخل مدينة كربلاء ، حيث توافد الملايين من الزائرين من هناك ، وكذلك في المزارات الشريفة كمرقد الحر ابن يزيد الرياحي، والمخيم الحسيني الشريف، و مقام الامام جعفر الصادق عليه السلام .

وفي ذي قار وبالتعاون مع موكب شهداء الخدمة الحسينية في منطقة "المنصورية" أقيم محفل "طريق الحسين القرآني" ، شارك فيه عدد من الزائرين المتوجهين مشياً على الأقدام صوب كربلاء إلى جانب نخبة من قراء القرآن الكريم ، فضلاً عن ذلك، فقد عمد فرع دار القرآن الكريم في ذي قار خلال فترة الزيارة إلى تصحيح قراءة الزائرين للسور القرآنية القصيرة وتقديم الخدمات لهم من خلال عدد من مشاريعه القرآنية والخدمية .

معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية ... تصحيح قراءة الزائر للسور القرآنية .

أما معهد القرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدسة ، فقد عكف خلال زيارة الأربعين على نشاط تصحيح قراءة سورة الفاتحة المباركة للزائرين الوافدين إلى كربلاء .

إذ أعلن الموقع الرسمي للمعهد أن " جميع فروع المعهد داخل كربلاء وخارجها ، سخّروا جهدهم خلال زيارة الأربعين لهذا الأمر ، أي تصحيح القراءات القرآنية .

فيما قام المعهد بتوزيع كرّاس " إضاءات قرآنية " والذي يحتوي على مواضع الخطأ من حيث الحركات أو مخارج الحروف التي يقع فيها عامّة الناس أثناء قراءة سورة الفاتحة ، وتوزيع إصدارات قرآنية أخرى على الزائرين .

العتبة العلوية المقدسة ... أنشطة قرآنية متنوعة .

ومن جهتها أعلنت العتبة العلوية المقدسة اختتام برنامجها القرآني الخاص بزيارة الأربعين لهذا العام، والذي تضمن "مشروع تعليم القراءة الصحيحة لسورة الفاتحة" و "برنامج الزائر الصغير".

وأكد المشرف على البرامج القرآنية التابعة للعتبة العلوية المقدسة السيد محمد علي حبل المتين : " أن البرامج القرآنية الخاصة بزيارة الأربعين لم تقتصر على تصحيح القراءة، بل شهدت نشاطاً آخراً وهو نصب خيمتي "المحسن عليه السلام " و "رقية عليها السلام " واللتان تضمنتنا فقرات منوعة منها التلوين والرسم واقامة مسابقات دينية ومعرفية وعلمية قرآنية " .

منشدون وأكاديميون يطلقون مشروع كتابة القرآن الكريم بأنامل زوار الحسين عليه السلام في الأربعين.

وفي بادرة تعد الأولى من نوعها، شهد موسم زيارة الأربعين لهذا العام إطلاق عدد من الشباب المنشدين والأكاديميين لـ "مشروع كتابة القرآن الكريم بأيدي الزائرين" .

وعلى طريق النجف المؤدي إلى كربلاء راح يبحث هؤلاء الشباب بين الزائرين الوافدين سيراً على الأقدام على من يستطيع من بينهم كتابة آيات من القرآن الكريم بخط واضح وأنيق ليطرزوا لوحتهم القرآنية هذه .

وقال مسؤول مؤسسة وفرقة ذو الفقار الاسلامية علي جميل ظاهري : " إن هذا المشروع واحدة من الطرق الجديدة للخدمة الحسينية ، وهي أن تكتب أنامل الزائرين القرآن الكريم خلال مسيرهم نحو الحسين عليه السلام ".

وفي التفاصيل أكد ظاهري ، أن " كل زائر يمر من امام هذا الموكب ، نجري له اختباراً بكتابة آية قرآنية نقيم من خلالها  إمكانية مشاركته بكتابة بعض آيات القران الكريم ".

وأشار، إلى أن " هناك الكثير من المشاركين الأجانب من مختلف بلدان العالم كبريطانيا وباكستان وإيران ودول عربية أخرى فضلا عن العراق " .

ظاهري وعد بأن ستكون هناك أكثر من محطة متنقلة لإكمال القرآن الكريم بخط الزائرين في المستقبل القريب ، كي نقدمه كهدية إلى متاحف العتبات المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية المقدسة "

حسين الخشيمي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

gate.attachment