مابين الاعلام الالهي والمعادي.. الامام الحسين نموذجا !!

اكثر من اربعين عاما كان الامام علي عليه السلام خلالها يُلعن ويُسب على المنابر والاقلام المأجورة تبث سمومها ظنا منها بان مدادها سيحجب شعاع الحق في وضح النهار.

وكما يبدو ان هذا المنهج الانحرافي التكفيري التظليلي لم يكن وليد تلك الحقبة الزمنية بل مارسه الاعداء مع جميع الانبياء والرسل بدءا من ادم عليه السلام وحتى خاتمهم النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله الذي تعرض للتشكيك والتشويه والسخرية والاستهزاء والتظليل الى درجة اتهمه قومه بالكذاب والكاهن والساحر والمجنون وغير ذلك الكثير حتى ورد عنه صلوات الله عليه واله (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت) خصوصا ان مظلوميته استمرت حتى بعد وفاته نتيجة استمرار ذلك النهج العدائي مع اهل بيته واتباعهم من بعده.

ويرى مختصون ان هذا المنهج يعمل وفق خطط مدروسة وعمل منظم فضلا عن مواكبته للتطور العلمي والتكنولوجي الى جانب امكانياته المادية الضخمة، اذ انه يمتلك اقمار صناعية وقنوات فضائية وسيرفرات معلومات رقمية ومواقع الكترونية وصفحات تواصل اجتماعي ومدونيين ومطابع وكتب واصدارات ومكتبات وغير ذلك سخرت جميعها لاستهداف الاسلام الحقيقي المتمثل باهل البيت عليهم السلام.

الا ان المخططين والداعمين لهذا المنهج تفتقر دراساتهم ومخططاتهم وخططهم لحقيقة جوهرية افصح عنها القران الكريم في قوله تعالى (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).

ويؤكد المختصون ان هذه حقيقة لابد ان يعيها ويفهمها الجميع وبالخصوص المغرر بهم مفادها ان منهج اهل البيت عليهم السلام يمثل امتداد طبيعي وحقيقي لمنهج النبي الاعظم محمد صلى الله عليه واله الذي يستند لمنهج القران الكريم الذي (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)، وان من الضروري الالتفات عند المرور بالاية الكريمة (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ان الحفظ الوارد في الاية اعلاه لايقتصر على القران فحسب بل انه يشمل حملة القران المتمثلين باهل البيت عليه السلام.

ويؤكد عدد من المختصين ان قضية الامام الحسين عليه السلام تمثل خير دليل وبرهان على ماورد اعلاه، اذ بالرغم من حملات التشويه والتظليل والاستهداف المعلن طيلة القرون الاربعة عشر الممتدة من لحظة استشهاده الى وقتنا الحاضر خصوصا في ظل ما نشاهده اليوم من التسخير الاعلامي المكثف الى جانب استخدام وسائل وادوات وحشية وبشعة لقمع من يسير على منهج الامام الحسين واهل بيته عليهم السلام حتى وصل الحال الى التشريد والتهجير القسري والقتل على الهوية وغير ذلك، الا ان تلك الاعمال والافعال والخطط والمخططات سرعان ما تلاشت وتتلاشى امام تلك العقيدة الحقة والتمسك الكبير من قبل اتباع اهل البيت عليهم السلام.

فدائما ينقلب السحر على الساحر ليكون التمسك والولاء المطلق نتيجة لمحاولات زعزعة عقيدة اتباع اهل البيت عليهم السلام والقضية الحسينية، بل يمتد ذلك الولاء ليعلن عنه من قبل اقوام لاتمت للاسلام باي صلة وشخصيات من جنسيات مختلفة نجدها يوميا تفضح تلك الوسائل والرسائل الاعلامية وتنادي وتحث على ضرورة اعادة قراءة المبادئ الانسانية لاهل البيت عليهم السلام ورسالة عاشوراء والمبادئ الاسلامية التي رسخها الامام الحسين عليه السلام الذي وصفوه بالاسلام الابيض.

ويجمع المختصون بان الاعلام الالهي تكفل بالبث والترويج والنشر لمنهج الحق المتمثل بمنهج الامام الحسين عليه السلام الذي يعد الامتداد الطبيعي لمنهج الرسول الاكرم صلى الله عليه واله، وان على الاعلام المعادي ومن يقف خلفه ومن يموله ان يعي حقيقة فشله الحالي والمستقبلي.

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

gate.attachment