طُورُ السّجون

إلى سيدي موسى بن جعفر (عليه السلام)

قَـبَـسُ الـوجـدِ لـنـارٍ مِـنْ شُجـوني      لـكـلـيـمِ اللهِ فـــي طُـــورِ الــسّــجونِ

قـد أَضَـأتُ الــحُـزنَ منهُ ذاتَ تِيهٍ      في بَـوادٍ مُــوغِـــلاتٍ بـــالــحـنـيـــنِ

جَـذوةُ الـقـيـدِ عـلـى قـلـبـي أَلَحَّتْ      مِــرْجَـــلاً يــغـلـي بــأَلـــوانِ الأَنـيـنِ

يا طَـوامـيـراً تَـلَــتْ آياتِ مـوسى      بـلـسـانٍ مِــــنْ عــــذابــــاتٍ مُــبـيـنِ

يـا عَـصـاهُ الـتّـفـلـقُ الـظّلماءَ نورٌ      قـد تَـجَـلّـى مِـنْ أَخــــاديـــدِ الـجـبينِ

أَيُّـهـا الـزّوراءُ قُـصِّـي ذكــريـاتٍ      مُـوجـعـاتٍ رغـمَ تــكرارِ الـقُــــرونِ

هَيِّجِيْ المكبوتَ مِنْ همّي استَفِزِّي      رَزِنَ الـدّمـــعِ اهـتـكـي سَتْرَ الجـفونِ

عـن تـفـاصـيـلِ اغـتـرابٍ وعذابٍ      وافــتــراقٍ واشــتـيـــاقٍ حـدّثـــيـــني

عـن سـجـودٍ كـاظـمـيٍّ مُـطـمَـئـنٍّ      ودُعـــاءٍ مُـسـتـجـــابٍ فـــي يــقــيــنِ

عـن حَـديـدٍ مِـعـصَمُ الدِّينِ اشتكاهُ      عن رُضوضِ السّاقِ عن جَورِ السِّنينِ

عن أذى كُـوَّةِ سِـنْــدِيٍّ حــقـــــودٍ      عــن سُــوَيْــدٍ وانـتـكـاسـاتِ الـظّـنونِ

عـن لـقـاءٍ كـم تَــرَجَّــتـــهُ ولـكـنْ      لـم تَـفُـزْ فـيـهِ رجـــاءاتُ الــعــيـــونِ

حـدّثـيـنـي وإلـى الـطَّــفِّ خُـذيني      مِـنْ قـتـيـلِ الـسُّــمِّ لـلـظّــامـي الطّعينِ

قـارِنـي بـيـنَ إمــامٍ وأَبــــيــــــــهِ      سُـقِـيـا صـبـراً بــكـاســاتِ الــمـنــونِ

حَـدّثــيـنـي وأنـا عـنـدي حــديــثٌ      أَيُّـهـا الـزّوراءُ أَيـضـاً ذو شُــــجــونِ

بـكِ هــارونٌ وحـيـداً كـانَ يطغى      ألـفُ هـارونٍ بــنـا فـي زِيِّ دِيــــــــنِ

أَيُّها الـزّوراءُ مــا أعــنـيــهِ بــــادٍ      لـم يـكـن يـخـفـى عـلـى حُـرِّ  فَـطـينِ

مثلَ تـعـويــذةِ حـفظٍ صارَ موسى      مـلَّ هُـجـرانـاً كــقــرآنٍ حــــزيــــــنِ

نـقـلـبُ الـدُّنـيـا عـلى ذكراهُ حُزناً      ونُـغـالـي بـالـــعَـــزَا حــــدَّ الــجُــنونِ

ونُـبـاهـي فـيـهِ إحـسـانـاً وصَـفحاً      ثُـمّ نـعـتـاشُ عــلــى حــقــدٍ دَفــــيـــنِ

أَيُّـهـا الـزّوراءُ فـيـنـا كُــلُّ جُــرمٍ      مــا أَتــانــا عـن يــســارٍ أو يــمــيـــنِ

نـقـتـلُ الـمـولـى حُـسـيناً كُلَّ حينِ      نـدفـعُ الــسُّــمَّ لِــمـوسـى كُــلَّ حـيـــنِ

ثُـمّ نُـجـري دونَ وعــيٍ واعـتـبارٍ      دمـعَ جـــلّادٍ لآلامِ الـــــــمُــــتـــــونِ

حسن الحاج عگلة ثجيل

gate.attachment

: حسن الحاج عكلة ثجيل