381 ــ جابر الجابري ولد (1377 هـ / 1958 م)

السيد جابر بن محمد بن عباس الجابري الموسوي، شاعر أديب وكاتب صحفي عُرف باسمه الأدبي مدين الموسوي، ولد في النجف الأشرف، وتخرج من جامعة الموصل / كلية الزراعة، هاجر من العراق عام (1980)، وتنقّل بين لبنان وسوريا وإيران وواصل دراسته في الأولى فحصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة بيروت، وكانت بعنوان حيدر الحلي: شاعراً. كما أصدر في بيروت مجلة القصب الأدبية. عاد إلى العراق بعد سقوط النظام البعثي البائد.

 جابر الجابري (ولد 1377 هـ / 1958 م)

قال من قصيدة (ميلاد الطفوف) وهي في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (54) بيتاً:

أيّان خضتَ بـ (كربلاء) زحوفها    تسفي الصوارمُ بالرؤوسِ وتحصدُ

فرداً تـلاقـيـكَ الألــــوفُ ولـيـتـها    عـلـمـتْ بأنّـك فـي المـآثـرِ مـفـردُ

ما وحَّــدتــكَ ســيـوفُـهـا لــكـنّـمـا    راحـتْ جمـاجـمُها لسـيفِكَ تـسـجدُ (1)

وقال من أخرى في رثاء الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) تبلغ (36) بيتاَ:

وفي (كربلا) حيثُ الزمانُ تفصّمـتْ    عُراهُ وقد جلّى السماءَ صديعُها

وفي أرضِ فخًّ لا تزالُ جـــمـــاجــمٌ    معلّقة مالتْ عليها جَذوعُــــهـــا

وقد حســـبَــتْ أنّا إذا السيف حُكّمَتْ    قـواعده فينا تطولُ قطـوعُـــهــا (2)

ومنها:

وفي (كربلا) لم تُبق منكَ بقيّةً    ليفـنـى عـلـيها شيخنا ورضيعُها

وأخرى وقـد لاحتْ لآلكَ قـبَّـةٌ    يُلامِـس أبـراج السماء سطوعُها

عفَتها لتعفي نورهــا وسموَّها    وقد خاب، إلاّ أن يطولَ صنيعُها

الشاعر

السيد جابر بن محمد بن عباس الجابري الموسوي، شاعر أديب وكاتب صحفي عُرف باسمه الأدبي مدين الموسوي، ولد في النجف الأشرف، وتخرج من جامعة الموصل / كلية الزراعة، هاجر من العراق عام (1980)، وتنقّل بين لبنان وسوريا وإيران وواصل دراسته في الأولى فحصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة بيروت، وكانت بعنوان حيدر الحلي: شاعراً. كما أصدر في بيروت مجلة القصب الأدبية. عاد إلى العراق بعد سقوط النظام البعثي البائد.

وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب، وعضو اتحاد الكتّاب والأدباء اللبنانيين.

أصدر عدة دواوين شعرية منها:

الجرح يا لغة القرآن ــ 1982

أوراق الزمن الغائب ــ 1986

البادرة

للرياح لا للأشرعة

لهم الشعر ــ 1996

للريح.. والرماد ــ 2003 (3)

شعره

قال من قصيدته في رثاء الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام):

وقـفـتُ وفـــي حـلـقي شجى يستفزني    وقد هُدّ من تلكَ الـعـمـادِ رفـيعُها

أســائــــلـهــــا الزهراءَ كيفَ تهشّمتْ    عشيّة خلفَ البابِ عمداً ضلوعُها

أسائـلُ عن نارٍ بــبــابِـــكَ لــمْ تــزلْ    تحرِّقُ أكـبـاداً تــضـرَّى صديعُها

أســائـــلُ عــن أرضٍ وقد ضمَّ تربُها    طـهـارةَ أجـداثٍ عبـيراً تضوعُها

فما راعني إلا صدىً جاوبَ الصدى    وقد صمَّ من تلك القـلوبِ سميعُها

هيَ الآنَ قـاعـاً صـفـصـفـاً غيرَ أنّها    تُـحـشِّــدُ أمـلاكَ الـسـماءِ ربوعُها

ســلامــاً أبــا الــزهراء إن عصـابـةً    توالتْ على إيذاكَ سـاءَ صـنـيعُها

وإنَّ يـــداً أعــفـتْ قـبـوراً بــطــيـبـةٍ    وباسـمـكَ بـعدَ اللهِ زالَ خـنـوعُها

لــهــا مـن أكـفٍّ ســالــفـاتٍ وراثــةٌ    غـداةَ أحـاطـتْ بالحسينِ جموعُها

وأنَّ أكــفَّــاً أضــرمــتْ بــابَ حيدرٍ    بـنـارٍ ولــلزهراءِ راحتْ تروعُها

هيَ الآنَ تـمري الضرعَ سمَّاً تدوفُه    فـتـقـطـرُ من حقدٍ علينا ضروعُها

وقال من قصيدة (موكب النور) وهي في أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (62) بيتاً:

هاكَ قلبي بعدَ الـقـطـيـعةِ عــــهدا    واتّخـذه لـنـصـلِ حـبِّكَ غِـمـدا

وافترشْ أضلعي لروحِكَ مـــأوى    إنّ في أضلعي لوجـدِكَ مـهدا

بدمي خـضـتَ تـسـتبيحُ كـيــــاني    فـدمي قـد غـدا لـنهـجِكَ وردا

يا أميرَ الـنـدى وحـسـبُكَ مـجـــداً    أن يكون الـنـدى لكفّـكَ مـجـدا

أنتَ ألهـمـتني هــواكَ فـراحــــتْ    أعيني من هدى مساركَ تندى

كــلّـمـا زادني هــداك اقـتــــرابـا    زادني عـن يـدِ الصغائرِ بُـعدا

يا سـميَّ الإلــه حـسـبُكَ مــــجـداً    أن يكونَ العـلـى إلـيـكَ مُــجِّـدا

أنتَ مــولـىً لكلِّ قـــلـــبٍ أبــــيٍّ    صـاغَ أورادَه لـنهجِـكَ عِــقــدا

وأنا عدتُ مـن رحـابـــك أجــلـو    عـن عيونِ الدُّجى لنورِكَ بُردا

أيّ عيدٍ بـكَ أســـتـهـــلَّ وجــــداً    كنت أعطيته على الـدهرِ خُـلدا

أحملُ الجمرَ فـي هـــواكَ نـعيماً    وأرى الذمّ فــي ولائـــك حـمـدا

حينما بلّـغَ الـــرسـولُ وأفـــشـى    ســرَّ مـا شـاءت السماءُ وأبـدى

قال هذا أبو الـحــسـيـن وصـــيّ    وإمامٌ لــه الـصـحـائفُ تُــهـدى

وهـو مولىً للمؤمــنينَ وكــهـفٌ    يـكـملُ الـشوطَ والمسارَ المُندّى

وهو عندي كما لهارونَ موسى    حاملاً حـجّـتـي لـيـحـفظَ عــهـدا

فاستجاشت نفوسُ قومٍ وهـاجت    نـارُ حـــقــدٍ بـــهــا تــبـيِّـتُ ردّا

وسعـت ألــســنٌ تـبـايـعُ جـهـراً    وهـيَ تـغـلي مــن الكراهةِ حقدا

ولـكَ امــتـدّتِ الأكـــفُّ بـوعـدٍ    أضمرت سـرّهـا لـتُـخلِفَ وعـدا

بدأوهـا مِـــنَ الـسـقـيـفةِ حـربـاً    تتـوارى بـهـا الـضـغائن حـشـدا (4)

وقال من قصيدة (أمير بيوت الوحي) وهي في أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (65) بيتاً:

تــوحّدتَ فـي ذاتِ الــــرسولِ فـكـنتَها    لتملأ من صدرِ الرسولِ بكَ الصدرا

وكــنتَ كمـثـلِ الظــــلِّ ترعـاهُ يـافـعاً    وتحرسُـه شـبـلاً وتـحـمي لــه قــدرا

إلى أن دعا داعــي الخطوبِ وكبَّرتْ    مـآذنُــه واغـــتـاظ شـــانــئـه كُــبــرا

حــمـلـتَ بــكــــفٍّ ذو الفـقارِ مجـلّـياً    بـه كــربـاً مـحمومةَ الــمـلتقى نـكـرا

وفـي يـدِكَ الأُخــرى بلاغاً ومصحفاً    به شارحاً من كـلِّ ذي عــنتٍ صدرا

ومــالـتْ لـزنديـكَ القـلوبُ تـحـوطها    ذراعاكَ تـفري دونـها مـهـجةً حـرّى

فـفـي يــومِ بـدرٍ أظلـمَ الـكونُ حـولها    فــكـانَ لها لــيـلاً وكـنـتَ بـــهِ بــدرا

وفـي يومِ أُحـدٍ ماجتِ الأرضُ تحتَها    ودارتْ رحاها كي تـكونَ لــها قـطرا

ويــومَ حــنــيـنٍ والــرجـالُ تـنـاهبتْ    خُــطـاها رمــالُ البيدِ واجـمةً حـيرى

وقــفتَ لــهــا طـــوداً تـبـاعـدَ هـمّـه    ويــمـناهُ عـند الروعِ تسبقـها الـبشرى

وغـائلـةُ الأحـزابِ فـاضـتْ بــخندقٍ    إلـى الــيومِ لمْ تدركْ لـخنـدقِها الـقعرا

لـقـد صوّبتْ فيـكَ الـسـماءُ سـهـامَها    وكــنـــتَ لـمرماها كـنـانــتُها الـبِـكـرا

فــكـنـتَ كــتابَ اللهِ يحـكـي رســالـةً    يــنـوءُ بــها صـمـتاً وتـنـطقها جـهـرا

لــتـفـخـرَ بــالـقـرآنِ نهجـاً وثــــورةً    ويـحـمـلـكَ الـقـرآنُ فــي يـــدِهِ فـخـرا

وأســـريَ فــي عـلـياكَ مجداً مخـلّداً    إلـى آخــرِ الدنيا فـسبحانَ من أسـرى

تــجـلّـى لــنــا يـــومَ الـغـديرِ رسالةً    مـكـتّــمةً لـم تــروِ حرفـاً ولا سـطـرا (5)

وقال من قصيدته (ميلاد الطفوف)

عُـدْ بي إلى يوميكَ يومَ تمخّــضــتْ    عنكَ البتـولُ بـما رجاهُ مــحـمّدُ

ولـيومِ عاشوراءَ يــومَ تـوحَّــمــــتْ    فيكَ الطفـوفُ ولـمْ تلامسها يــدُ

لأرى بأيِّــهـمـا ولـدتَ مـــكـــــرمـاً    وبـأيّ عــاشـورٍ يـكُ أنتَ مـخلّد

هــذا بـكـى فـيه الرسول وأيـــقظت    أحزانــه عــينـاكَ فهــو مـسـهّـد

وبكى أبوكَ به ونـاحتْ أمُّــــكَ الـز    هـراءُ وانـتحبَ العلى والـسؤددُ

وبيومِ عاشوراءَ فاضتْ أعيـــنُ الا    فـلاكِ دمــعــاً والملائكُ حُــشَّــدُ

أيـقـظتها بنداكَ تــجـمـعُ حـزنَــــهـا    فلكلِّ بـاكٍ غــاضَ طرفٌ أرمـدُ

مـــا يومَ مولدِكَ الـعـظـيمِ بـمــــولدٍ    تــحيا به عبرَ الـعصورِ وتـخـلدُ

اليومَ لاقــتكَ الــحـيـاةُ بـوجــــهِـهـا    ليُـضاءَ مِـن نـوريكَ دهرٌ أسـودُ

حـضـنتكَ فـاطمةُ البتولُ بـحـجرِها    طـابَ الـولـيدُ لـها وطابَ المولدُ

وسـقتك مـن دمها الطهور لينـجلي    لغــدٍ تفـورُ به الطـفـوفُ وتـوقـدُ

حـرَّى يـهيجُ بــهـا الـحـنينُ فـتـارةً    تبكـي وأخرى فـي عُــلاكَ تُغردُ

فـكــأنّـهـا قرأتْ بـنـحـرِكَ قــصّــةً    صـاغَ الفصــولَ بها حسامٌ أجردُ

الــيــومَ رأسُـــكَ ماثلٌ في زنـدهـا    وغـداً علـى رأسِ السنـانِ مُشيَّــدُ

الـيــومَ جـسـمُكَ هانئٌ في حجرِها    وغداً على حرِّ الصعيدِ مُــــجـرّد

الـيومَ صدرُكَ ضارعٌ في صدرِها    وغــداً تـجولُ بــه الخيولُ العُرَّدُ

الــــيـومَ ثــغـركَ بـاسمٌ في وجهها    وغداً بـســوطِ الـبـغي ظلماً يُجلدُ

فـلأجــلِ ميلادِ الطفوفِ تمخّضت    عنـكَ البتولُ وكـــان فـيـها المولدُ

يا فـاتــحـاً عــهـدَ الكـرامِ بصـوتهِ    صلّى الكرامُ بما هـــتفتَ ورددّوا

ومـجــدّداً صوتَ الـنبـوّةِ وحـيـهـا    وحـي السـمـاءِ وغيـــثها لا ينـفـدُ

وهــبــــتـكَ قافلـةُ الأُباةِ زمــانَـهـا    ورأتكَ أنّكَ مُـبـتـغـاهــا الأوحـــدُ

يـــا مــلــهـمَ الأحرارَ سرَّ روائها    لمْ تشكّ مِـن ظمأ وأنتَ الــــموردُ

وقال في الإمام زين العابدين (ع) تبلغ (46) بيتاً:

فيا ابـنَ الـنبيِّ وقـــد قـاربــــتْ    معــانيكَ منـه المعاني الغـررْ

ويا ابن عليٍّ ويـا ابـنَ الـبتــول    ويا ابـنَ الـحسينِ سراةُ مضرْ

جـمعتَ شمائـلـها الــزاكـيـــات    فكنتَ الغــراسَ وكنتَ الـثـمرْ

أبا القيدِ من أيـنَ بــي أن أمـــر    إلــيــكَ لا دنـو وأين الـممرْ؟

وكلّ شواطـيكَ صارتْ بـحاراً    وبــحــرُكَ لـــيـسَ يقيهِ الحذرْ

فــيـا مـرهقاً من ثقـيلِ الـحـديدِ    كـسـرتَ الزمـانَ بـــه فانكسرْ

ويا متعباً من مطافِ الـرؤوسِ    ويا موجعاً مــن سهامِ الـنـظرْ

ســــلامٌ عليكَ أسيــرَ الـــعــداةِ    ســــلامٌ عليكَ رهـينَ الــكـدرْ

سلامٌ على الأعـيـنِ الــذابـلات    تــثـقـلـهـا جارحاتُ الــســهـرْ

أسيرٌ يــطــوفُ بــه آســــروه    فــيـتـركَ فـــي كلّ شبـرٍ أثـــرْ

ويــفـتـحُ بـالـقـيـدِ قصرَ الشـآم    فــلــم يــبــق في قيدهِ أو يـــذرْ

ويـــرســمُ بــالـعبراتِ الرقاق    دمـــاءَ الردى ودمـوعَ الـعـبـرْ

ليهزمَ بالسبي عصرَ الـضلال    ويـنـزلَ عــن عـرشهِ من غدرْ

ولـــــمْ أرَ مِـــــن قبله فارسـاً    بــركـبِ الـسـبـايا غـزا فانتصرْ (6)

وقال من قصيدة (ليلة الخلد) وهي في ليلة عاشوراء

يا لـيـلـةً وقــفَ الـزمـانُ بـهـا    وجـلاً يــدوِّن أروعَ الصورِ

وقفَ الـحـسـينُ بها ومَنْ معه    جبلاً وهــمْ كجنادلِ الـحـجرِ

ما هزّهمْ عصفٌ ولا رعشتْ    أعطافــهمْ في داهـمِ الـخطرِ

يـتـمـايـلـونَ وليسَ من طربٍ    ويُسامــرونَ وليس في سمرِ

إلاّ مع الـبـيـضِ التي رقصتْ    بأكــفّـــهـمْ كـمـطـالعِ الزُهر

يتلونَ سرَّ الــمـوتِ فـي سُـوَرٍ    لم يـتلُها أحـدٌ مــع الـسـورِ

ويـرتّـلـون الــجـرحَ فـي ولـهٍ    فــكـــأنّــه لحنٌ عـلـى وتـرِ

خفّوا لداعـي الـمـوتِ يسبقهمْ    عـزمٌ تـحـدّى جامدَ الصخرِ

مذ بـانَ جـنـبُ اللهِ مـقـعـدُهـمْ    ورأوهُ ملءَ الروحِ والبصرِ

هـدروا كــمـا تحمي لها أجماً    أُسْـدٌ دمـاة الـنـاب والـظـفـرِ (7)

وقال من قصيدة في الـعـقيلة زيـنب (عليها السلام):

حـنـانـيـكِ سـيّـدتـي زينبُ    حنانيكِ فـالجرحُ مُستعذبُ

بفيئكِ جئنا نـشـدُّ الـضـمادْ    وفـيـئــكِ لـلـمـتـعـبـينَ أبُ

تقطّرَ مـن دمِـنـا ما يفيض    لظاهُ عـلى الجمرِ إذ يلهبُ

وأتـعـبنا النزفُ بعد النزال    فجئناكِ والقطرُ لا ينضبُ

وأنتِ التي تمنحينَ الرجال    رجولتهم وهي تستصعبُ

وقــبـرُكِ مــأوى لـكـلِّ يــدٍ    يـزلـزلُ سـاعدَها الملعبُ (8)

وقال من قصيدة في مدح الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) تبلغ (42) بيتاً:

مُدَّ لــلــحـقِّ ذراعـــاً وحساما    يـــومُــكَ الآتي فحيّاهُ هـيامـا

باتَ يـسـتـجـلـيكَ حدّاً قاطـعـاً    بعدما حزَّ بهِ الـقـيـدُ عـظـامـا

وغدا ينتظـرُ الـفـجـرَ عــلــى    شمسِ كفّيكَ ويستجلي الغماما

أنتَ قد أعطيته الموعـدَ فـــي    ظـلـمةِ الدربِ إذا عـادَ ظلاما

أنتَ قد واعدته فـي ساعةِ الـ    عـــســرِ يـسراً أبدياً وقـيــامـا

فـإذا مـا ازدحمَ الــقــلـبُ بـهِ    حـسرةً وامــتلأ الصدرُ غراما

مَدّ عيـنيهِ إلى دربِكَ كـالصا    دي يرى القطرَ هديراً وسجاما

وترجّـاكَ على الــوعـــدِ لما    أثخنتْ أضلاعُه الزرقُ سهـاما

وهوَ يدري إنّما الغائـبُ فـي    وســطِ الــدربِ سيأتيهِ لــزامــا

كــلّمـا ضاقــتْ بـــــه أيّـامُـه    ذكر الوعدَ فــأرخــاهُ وهــامــا

هـــذهِ الأيّــامُ مــهــمـا أثقلتْ    ألماً وارتادَهــا الظـلـمُ ســنـامـا

فهــيَ حُـبـلى بـكَ لابدَّ لـهــا    مـن يـــدٍ لليسرِ تعطينا المـراما

وإذا وجـهـكَ يـبــدو مشرقـاً    بين أوصالِ الدجى بـدراً تمـاما

مرّةً أُخرى على الوعدِ هـنا    نلـتـقـي يـجـمـعُـنا الحبُّ لـمـامـا (9)

.............................................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 1 ص 292 ــ 294 عن مجلة الموسم العدد 12 ص 315 ــ 319

2 ــ كتاب للزهراء شذى الكلمات، تأليف المكتبة الأدبية المختصة ص ٥٦

3 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 106 ــ 107 / علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٧١

4 ــ علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٧٣ ــ 374

5 ــ نفس المصدر ص 371 ــ 373

6 ــ موقع شعراء أهل البيت / موقع الشيعة

7 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 159 ــ 160 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 16 ــ 17

8 ــ موقع الولاية الإخبارية بتاريخ 15 / 10/ 2019

9 ــ نفس المصدر

ترجم له:

الشيخ عبد الله الحسن / ليلة عاشوراء في الحديث والأدب ص 327

الحاج حسين الشاكري / علي في الكتاب والسنة والأدب ج 5 ص 371

عبد العزيز البابطين / المعجم ج 4 ص 722

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 66

إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 3

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 1 ص 387

كامل سلمان الجبوري / الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 106 ــ 107

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار