345 ــ فرج آل عمران الخطي: توفي (1135هـ / 1722 م)

فرج آل عمران الخطي: (توفي 1135هـ / 1722 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (41) بيتاً:

ودمـاءُ الأسْدِ غيثٌ هاطلٌ     مُذ همى صيَّر مجراً (كربلاءَ)

هوَ والخلّاق لو شاءَ محى     مـا حـواهُ الـكونُ لكنْ لن يشاءَ

ومُـذ اللهِ دعا السبطَ هوى     سـاجـداً للهِ شـكـراً وثـــــنـــــاءَ (1)

وقال من مطلع قصيدة:

هلّا مررتَ على الديارِ بـ (كربلا)     لترى عظيمَ الكربِ فيها والبلا (2)

الشاعر

الشيخ أبو الفتح فرج بن محمد آل عمران الخطي المعروف بـ (المادح) من شعراء القطيف وعلمائها الكبار، كان معاصراً للشيخ يوسف البحراني صاحب كتاب (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة). وذكر له الشيخ يوسف العصفوري في كشكوله شعراً كثيراً تظهر منه جلالة قدره وبراعته العلمية (3)

قال عنه الشيخ علي البلادي البحراني: (الشيخ فرج المادح الخطي الأديب الأريب الشاعر الصالح الشيخ فرج المادح الخطي كان رحمه الله تعالى من شعراء أهل البيت عليهم السلام ومادحيهم وهاجي أعدائهم ومبغضيهم وقد وقفت له على شعر كثير من هذا القبيل في المدح لهم (ع) والهجاء لأعاديهم، فمنه قوله في (الصواعق المحرقة) لابن حجر:

يا سالكاً في الجحيمِ علَّكَ أن     تسألَ فيها المزنم ابن..

هل أحرقتْ غيرَه صواعقُه     أو ألقمتْ مثله اللعين حجرْ

ومنه قوله (ره) في جواب بعض النواصب في الرد على الشيعة الإمامية في انتظارهم صاحب الزمان عجل الله فرجه وسهل مخرجه...) (4)

وقال عنه الشيخ محمد علي بن محمد تقي آل عصفور: (الشيخ فرج الخطي البحراني هو مستغن عن الألقاب ومن المشهورين بين الأصحاب، له ديوان كبير في مجلدات غير كتاب المدائح والمراثي، ومن جملة قصائد البديعة ما مطلعها:

اسمعتَ سجعَ الورقِ ساعةَ غرَّدوا     فوقَ الغصونِ ونومَ عينيَ شرّدوا

 إلى أن قال:

سجعوا فعيني لا تجفُّ دموعُها     صباً ونارُ صبابتي لا تبردُ) (5)

وقال عنه حبيب آل جميع: (إن له ديوان توجد منه نسخة خطية بحوزة الحاج عبد الله بن نصر المتوفى سنة 1374 وقد اشتمل على خمس وعشرين قصيدة في مدح المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام وكل مفردات تبلغ ستة وخمسين بيتاً) (6)  

وقال عنه الشيخ فرج بن الحسن بن فرج آل عمران القطيفي ال عمران القطيفي (العالم الشيخ فرج بن محمد من آل عمران المكنى بأبي الفتح الملقب بالمادح وقد ذكره المترجم في الأنوار أيضاً كان من شعراء أهل البيت عليهم السلام ومادحيهم وهاجي أعدائهم ومبغضيهم، رأيت له ديوان شعر عند بعض الأصدقاء من أهالي القطيف قد اشتمل على خمس وعشرين قصيدة في مدح المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ، واشتمل أيضاً على مفردات تبلغ ستة وخمسين بيتاً، وقيل ان له ديوان شعر كبير في مجلدات وقد ذكر شطراً من شعره صاحب الحدائق في كشكوله في مواضع عديدة، وكل مَن تأمل شعره عرف جلالة قدره ورتبته العلمية ومكانته السامية، ولا بأس بذكر بعض المفردات من ديوانه قال:

قل لمَن شكَّ في ارتدادِ أناسٍ     لـــــــم يزالوا مـع النبيِّ جلـوسا

وبــغـوا بعده على الآلِ طراً    (إن قارونَ كانَ من قومِ موسى)

رأيت للشيخ فرج ديواناً عند الحاج عبد الله بن نصر الله المتوفى سنة 1374 وقد اشتمل على 25 قصيدة في مدح المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام) (7)

وقال الطهراني: (الروضة البهية في مدح خير البرية قصيدة دالية مفتوحة. للشيخ أبي الفتح فرج الله بن محمد الإحسائي الأصل والخطي المنشأ في مدح النبي. توجد في مجموعة موقوفة في مدرسة البروجردي في النجف. أولها:

سروراً بجمعِ الشملِ فالربعُ قد بدا     ورؤية أصحابي تروِّي من الصدا

قوافيها: فابعدا. لهم فدا. بعد المدا. تأكدا. فعردا. محمدا ... وهكذا. ولعله المعروف بالشيخ فرج المادح، صاحب الرد على الصواعق المحرقة نظما كما مر) (8)

شعره

قال من قصيدته التي قدمناها في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (41) بيتاً:

فــهــمُ الــحـــجَّـــةُ للهِ عـــلــــى     خـلقِه من حـلَّ أرضاً وسـمـاء

وهــمُ الــرحـمـةُ لــلـخـلــقِ بـهمْ     يدفعُ اللهُ عـن الـخـلـقِ الـبـلاء

وبــهــمْ يــشـــفــعُ لـلعاصينَ في     يـومِ حشرِ الناسِ إذ لا شفعاء

حــرَّ قــلـبـي لـهـمُ قــد جُــرِّعوا     غـصصَ الـكـربِ بلاءً وعناء

بعضهمْ ماتَ خضيبَ الشيبِ مِن     ضربةٍ هدَّت مـن الدينِ البناء

وقـضـى بـالــســمِّ بـعـضٌ مـنهمُ     وقـضى بعـضهمُ لم يـروِ مـاء

ذاكَ مَـن جــاءَ بـأهــلــيــــهِ إلـى     أرضِ كربٍ وبها حطّ الخباء

نـصـرتـه فـتيـةٌ قــد طــهُــــرتْ     وزكـت أصلاً وفـرعاً ونـمـاء

تــاجــروا اللهَ بــــأرواحِـــهــــمُ     وأبوا إلا الــرضـا مـنـه جزاء

وكـــفــــاهـــمْ مـــفـــخــراً أنهمُ     مـعَ خـيرِ الـخلقِ ماتوا شهداء

وبقي ابنُ المصطفى من بعدهمْ     مفرداً والجيـشُ قد سدَّ الفضاء

قامَ فيـهـمْ خـاطـبـاً يـرشــدهـــمْ     لـلهدى لو تسـمعُ الصمُّ الدعاء

فــمــذ الـــــــســــبط رأى أنهمُ     لم يجيبوا بسـوى السيفِ النداء

زلزلَ الأرضَ إلــى أن حسبوا     أن يـومَ الـوعـدِ بـالزلزالِ جاء

مــوقــفٌ قـد أظلمَ الــكــونُ به     غـيرَ وجهِ الـسبطِ يزدادُ ضياء

صـوتُـه رعــدٌ وبرقٌ ســيــفُـه     والـغـبـارُ الغيمُ قد غطّا السماء

وقال من حسينية أخرى تبلغ (39) بيتاً:

هلاّ شـمـمـتَ روائــــحَ الـــتــفّـــاحِ     سـحَـراً بـقبّةِ خامسِ الأشباحِ

ورأيـتَ نـورَ اللّهِ‏ يُـشـرقُ عـنــــــده     كالشمسِ تخمدُ نيّرَ المصباحِ

وبكيتَ مـصـرَعَـه الـمـهولَ بلوعةٍ     تغري العـيونَ بدمعِها السّفاحِ

وسـهـرتَ لـيلَكَ بـاكـيـاً لـمـصـابِـهِ     وشكوتَ ذاكَ لـفـالقِ الإصباحِ

خطبٌ إذا اسـتـشـعـرْتْ أيسرَ أمرِهِ     عسرتْ علَيَّ مـسالكُ الأفراحِ

إني لأعـجـبُ عـنـدَ ذكـرِ خـطـيـرِهِ     لـتـعـلّـقِ الأبـــدانِ بــالأرواحِ

آهٍ وقـد فـتـكـتْ بـأحـمـدَ قــومُــــــه     بــأســنّــةٍ فــي آلــهِ وصِـفـاحِ

كـتـمـوا الـنفاقَ وبعد أحمدَ أظهروا     إلــحــادَهـم ونـفـاقَهم بصراحِ

ذبـحـوا بـسـيفِ الـكـفــرِ أبـنــاءً لـه     يـهـدون لـلإيـمانِ ذبحَ أضاحِ

أخـذوا بـثـأرِ الــجــاهــلـيـةِ مـنهُــمُ     أخـذاً وبـيـلاً من قلوبِ شحاحِ

وعدَوا على المولى الحسينِ بخيلهمْ     وبـرَجـلـهـم وصوارمٍ ورماحِ

مـنـعـوهُ مـن وِردِ الـفـراتِ، ومـاؤهُ     لـلـكـلـبِ والـخـنزيرِ أيَّ مُباحِ

فغدا يـكـافـحهـمْ عـلـى كربِ الظما     وهـوَ الـقـمـيـنُ بصولةٍ وكفاحِ

يـحـمـي كـريـمـاتِ الـنبـيِّ مـحـمـدٍ     مـن قومِه النُّصّابِ لا النُّصّاحِ

ويـرى أطـائـبَ قـومِــه ورجــالِـهِ     صـرعـى كستهمْ سافياتُ رياحِ

باعـوا عـلـى اللّهِ‏ النفوسَ فأحرزوا     نـيـلَ الـمُـنى بلْ أعظمَ الأرباحِ

وتـعـاورَ الـنـصَّـابُ مـهجةَ سيدي     ضـربـاً فـتـلـفـاهـا ألِـيـمَ جـراحِ

فأصـابَـه الـسـهـمُ الـمـشـومُ بـقـلبِهِ     كـنـزُ الـعلومِ أتى من ابنِ سفاحِ

وجـثـا لـقـطـعِ وريـدِهِ شـمرُ الخنا     فبراهُ وا أسـفي وطـولِ مـنـاحيِ

أيـنَ الـنـبـيُّ مـحـمـدٌ وحـبـيــبُــــه     يـلـقـى الـمـنـيَّـةَ فـي يـدِ الـذبّاحِ؟

أينَ الـنـبـيُّ ورأسُـــه فـــوق الـقنا     يـجـلـو الـظـلامَ بنورِهِ الوضّاحِ؟

أيـنَ الـنـبـيُّ وخـيـلهمْ تجري على     أعـضائِـه فـي جـولـةٍ وجـمـاحِ؟

أيـنَ الـنـبـيُّ عـن الـيـدينِ وقطعِها     وهـمـا مـحـلُّ كـرامــةٍ وسَـمـاحِ

أيـنَ الـنـبـيُّ عـن الثغورِ وقرعِها     بـالـخـيـزرانِ وهُـنَّ مـثـلُ أقـــاحِ

أيـنَ الـنـبـيُّ وحـولَ رأسِ حـبيبِهِ     كـأسُ الـلـعـيـنِ يـديــرُه بـالـــراحِ

أيـنَ الــنــبـيُّ مـحــمـدٌ وبــنــاتُــه     مـضـروبــةٌ بـيـدي أشــرِّ قـبــاحِ

أيـنَ الـنـبـيُّ ونـوحُـها في أسرِهمْ     يــزري بـكـلِّ مـفـجّــــــعٍ نـــوّاحِ

أينَ النبيُّ عن الـفـتـى السجادِ في     أغــلالِــهـم طـيـرٌ كـسـيــرُ جناحِ

أيـنَ الـنـبـيُّ وزيـنـبٌ تـدعـو بــهِ     فـي غـدوةِ مـن نـوحِــهـا ورواحِ

أيـنَ الـنـبـيُّ مـحـمـــدٌ ونـــداؤها     يـا خـيـرَ مـن يـدعـو لـخـيرِ فلاحِ

يا جـدّ قـد ضـاقـتْ علينا أرضُنا     وتـفـسَّـحـتْ لـلـكـفـرِ أيَّ فـــســاحِ

يا جدّ قد أردى بـنـيـكَ جـمـيعَهم     قـومٌ سـلـكـتَ بـهـمْ سـبـيـلَ نــجاحِ

يا جدّ قد نبذوا الـكـتابَ وراءَهم     بل أفسدوا في الأرضِ بعدَ صلاحِ

يا جـدّ قـد طـافـوا بنا أسـواقَـهـم     بـعـدَ الـخـدورِ بـطـيـبـةٍ وبـــطــاحِ

يا جـدّ لـم يـربـعْ بـنا في أسرِهم     مـغـدى ولـم يـرفـقْ بـنــا بــمــراحِ

يا جـدَّنا قـد مـزّقــوا أجـسـادَنــا     فـي أسـرِهـمْ بـمـقــتّــلٍ وســــــلاحِ

يا جدَّنا مذ غــبـتَ عـنـا لـم نجدْ     فـي الـدهـرِ غـيـرَ مُـعـانــدٍ أو لاحِ

تعِـسـوا وأبـوابُ الـجنانِ تغلّقتْ     عـنـهـمْ وقـد يـئـسـوا مـن الــــفـتّاحِ

فـعـلـيـهُـمُ الـلـعنُ الطويلُ بأنَّهمْ     عـقـدوا عـقـائـدَهـم بـقـولِ ســـجـاحِ (9)

...........................................................................................

1 ــ أدب الطف ج 5 ص 209 ــ 210 عن كشكول البحراني وعنه في دائرة المعارف الحسينية ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 1 ص 70 ــ 73

2 ـــ أدب الطف ج 5 ص 212 / ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 241

3 ــ نفس المصدر ج 5 ص 211

4 ــ أنوار البدرين ص ٢٩٥

5 ــ أدب الطف ج 5 ص 212 عن مسودة تاريخ العصفوري البوشهري

6 ــ معجم المؤلفات الشيعية في الجزيرة العربية ص 460

7 ــ أدب الطف ج 5 ص 213 عن تحفة أهل الايمان في تراجم علماء آل عمران لآل عصفور

8 ــ الذريعة ج 11 ص 292 بالرقم 1759

9 ــ شعراء القطيف، للشيخ علي المرهون ج 1 ص 31 ــ 33

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار