335 ــ محمد بن الحسن العاملي: (980 ــ 1030 هـ / 1572 ــ 1620 م)

محمد بن الحسن العاملي: (980 ــ 1030 هـ / 1572 ــ 1620 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (18) بيتاً:

كـيـفَ تـرقـى دمـوعُ أهـلِ الـولاءِ     والحسينُ الشهيدُ في (كربلاءِ)

جدُّه المصطفى الأمينُ على الوحـ     ـي مـن اللهِ خـاتـمُ الأنـبــيــــاءِ

وأبـوهُ أخــــو الــــنــــبــيِّ عـلـيٌّ     آيـةُ اللهِ ســـيِّــدُ الأوصـــيـــــاءِ (1)

الشاعر

الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني بن علي بن أحمد بن العاملي، عالم وأديب وشاعر من أعلام الشيعة ومن كبار علمائها، ولد في جبل عامل ــ لبنان ــ من أسرة علمية برز منها كبار العلماء والفقهاء الأفذاذ حيث وصف رجالها بـ (سلسلة الذهب) وكان منهم:

جدّه الشهيد الثاني زين الدين العاملي، ووالده الشيخ حسن المعروف بـ (صاحب المعالم) نسبة إلى كتابه (معالم الدين)، وأخوه الأكبر الشيخ علي بن حسن بن زين الدين العاملي، وابنه الشيخ علي بن محمد بن حسن بن الشهيد الثاني، وابنه الآخر الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني، وحفيده الشيخ علي بن زين الدين بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني، الذي وضع حاشية على تمهيد القواعد، وشرحاً للصحيفة السجادية. وغيرهم (2)

قال الحر العاملي في ترجمته: (الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني بن علي بن أحمد بن العاملي: كان عالماً، فاضلاً، محققاً، مدققاً، متبحراً، جامعاً، كاملاً، صالحاً، ورعاً، ثقةً، فقيهاً، محدثاً، متكلماً، حافظاً، شاعراً، أديباً، منشئاً، جليل القدر، عظيم الشأن، حسن التقرير، قرأ على أبيه وعلى السيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي، وعلى ميرزا محمد بن علي الاسترآبادي، وغيرهم، من علماء عصره، له كتب كثيرة منها:

شرح تهذيب الأحكام

شرح الاستبصار ــ  ثلاث مجلدات في الطهارة والصلاة

حاشية على شرح اللمعة، مجلدات إلى كتاب الصلح

حاشية المعالم

حاشية أصول الكافي

حاشية الفقيه

حاشية المختلف

شرح الاثني عشرية لأبيه

حاشية المدارك

حاشية المطول

كتاب روضة الخواطر ونزهة النواظر ــ ثلاث مجلدات

رسالة في تزكية الراوي

رسالة التسليم في الصلاة

رسالة للتسبيح والفاتحة فيما عدا الأوليين

ترجيح التسبيح

كتاب مشتمل على مسائل وأحاديث

كتاب مشتمل على مسائل جمعها من كتب شتى

حاشية كتاب الرجال لميرزا محمد

ديوان شعره

رسالة سماها تحفة الدهر في مناظرة الغنى والفقر وغير ذلك.

وله شعر حسن. أروي عن عمي الشيخ علي بن محمد بن علي الحر، وعن خال والدي، الشيخ علي بن محمود العاملي، وعن ولده الشيخ زين الدين وغرهم، عنه) (3)

والعاملي هو أحد أسانيد بحار الأنوار (4)

قال عنه ولده الشيخ علي: (كان عالماً عاملاً وفاضلاً كاملاً وورعاً عادلاً وطاهراً زكياً وعابداً تقياً وزاهداً مرضيّاً، يفرّ من الدنيا وأهلها ويتجنب الشبهات، جيد الحفظ والذكاء والفكر والتدقيق، كانت أفعاله منوطة بقصد القربة. صرف عمره في التصنيف والعبادة والتدريس والافادة والاستفادة .....) (5)

وقد انتقل العاملي إلى كربلاء وإلى مكة (6)

قال عنه الشيخ عباس القمي في ترجمة جده الشهيد الثاني: (وخلفه في كل مزيّة له فاضلة ابنه الشيخ محمد بن الحسن العالم الفاضل المحقق المدقق المتبحّر الثقة الجليل القدر الذي بلغ أقصى درجة الورع والفضل والفهم صاحب المصنفات الكثيرة ... وكان من العلماء الربّانيين الذين صاروا محلّا للألطاف الخاصّة الإلهية). (7)

شعره

قال من قصيدته في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

كـيـفَ تـرقـى دمـوعُ أهـلِ الـولاءِ     والحسينُ الشهيدُ في (كربلاءِ)

جدُّه المصطفى الأمينُ على الوحـ     ـي مـن اللهِ خـاتـمُ الأنـبــيــــاءِ

وأبـوهُ أخــــو الــــنــــبــيِّ عـلـيٌّ     آيـةُ اللهِ ســـيِّــدُ الأوصـــيـــــاءِ

أمُّـه الـبـضـعـةُ الـبـتــولُ أخــــوه     صـفـوةُ الأولــيــاءِ والأصـفياءِ

لـيـتَ شـعري ما عذرُ عبدٍ مُحبٍّ     جـامـدُ الـدمـعِ سـاكـنُ الأحـشاءِ

وابنُ بـنـتِ الـنـبـيِّ أضحى ذبيحاً     مـسـتـهـامـاً مُـرمَّـلاً بــالــدمـاءِ

وحـريـمُ الـوصـيِّ فـي أســـرِ ذُلٍّ     فـــاقــــداتُ الآبــاءِ والأبـــنــاءِ

وعـلـيٌّ خـيـرُ الــعــبــادِ أســيــرٌ     فـي قـيـودِ الـعـدى حـليفُ العناءِ

مـثـلَ هـذا جـزاءَ نــصـحِ نـبـــيٍّ     كـلَّ عـن نـعــتِهِ لـسانُ الــثـنــاءِ

أسَّـسَ الـسـابـقـونَ بـيـعـةَ غـــدرٍ     وبَـنـى الـلاحــقـونَ شــرَّ بـنــاءِ

واسـتـبـدّوا بـإمـرةٍ نـصـبـــوهــا     شـركـاً لـلأئـــــمّـــةِ الـــنـجـبـاءِ

مـنـعـوا فـاطـمَ الـبـتـولَ تـراثـــاً     مـن أبـــيـــهـــا بـفــاســـدِ الآراءِ

يـا بـنـي الـوحي لا يُخفَّفُ وجداً     نـالــنـا مـن شـمـاتــةِ الأعـــــداءِ

غـيـر ذي الأمـرِ نـورِ وحي إلهٍ     حــجَّـةِ اللهِ كــاشـفِ الـــغــــمَّـاءِ

لهف نفسي على زمان أرى فيـ     ـهِ مُـزيـلاً لــدولـةِ الأشـــقــــيــاءِ

أتـرى يـسـمـحُ الـزمـانُ بـهـــذا     ويـحـوزُ الـراجــونَ خـيـرَ رجـاءِ

......................................................

1 ــ أدب الطف ج 5 ص 87 / أمل الآمل ج 1 ص 140 / شهداء الفضيلة ص 160 / رياض العلماء ج 5 ص 60 / ديوان القرن الحادي عشر ج 1 ص 49 ــ 51 / معجم رجال الحديث السيد الخوئي ج ١٦ ص ٢٣٣

2 ــ الفوائد الرجالية ــ مكتبة الصادق - طهران ــ 1363 هـ تحقيق: تحقيق وتعليق : محمد صادق بحر العلوم ، حسين بحر العلوم ص 208 / الهامش

3 ــ أمل الآمل ج ١ ص ١٣٨

4 ــ بحار الأنوار ج ١٠٧ ص ١٠٥

5 ــ أمل الآمل ج ١ ص 139 عن كتاب: الدر المنثور ج 2 للشيخ علي العاملي

6 ــ أمل الآمل ج ١ ص ١٣٩

7 ــ الكنى والألقاب ج 2 ص 390

 

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار