237 ــ حسين المرعشي (1340 ــ 1408 ــ 1922 ــ 1987 م)

حسين المرعشي (1340 ــ 1408 ــ 1922 ــ 1987 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (25) بيتاً وهو يصوِّر موقفاً من المواقف المأساوية يوم الطف:

إني يتيمةُ من قـضى في (كربلا)    بين العدى صـبـراً على البوغاءِ

قلتُ اسـتـقـرِّي لـستُ مَّمَن يبتغي    سوءاً وما قصدي سوى الإطفاءِ

قالتْ فأرشدني إلى حامي الحِمى    فـيـجـيـرُنـي مـن هـولِ كـلِّ بلاءِ (1)

الشاعر

السيد حسين بن مرتضى بن محمد حسين بن محمد علي بن محمد حسين الحسيني المرعشي الشهرستاني، عالم وخطيب وشاعر، ولد في كربلاء من أسرة علمية عريقة تشع أنوار العلم والأدب من رجالاتها فاقتبس من علومها وآدابها.

وأسرة آل المرعشي هي أسرة علوية موسوية نزحت إلى كربلاء في القرن الثاني عشر الهجري ومن أبرز أعلامها السيد محمد حسين بن محمد علي الحسيني المرعشي، سبط الوحید البهبهاني، ونجله السيد محمد علي، ونجله الآخر السيد محمد تقي.

وعن لقب هذه الأسرة يقول السيد على خان المدنى: (والمرعشي بضم الميم وسكون الراء المهملة وفتح العين المهملة وكسر الشين المعجمة نسبة إلى مرعش وهو لقب لجده معلى بن عبيد الله بن محمد بن الحسين ابن الحسين الأصغر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع " لقب به لأنه كانت به رعشة وتشبيها له بمرعش وهو جنس من الحمام يحلق في الهواء والله أعلم) (2)

نهل السيد حسين من مجالس الخطابة في كربلاء، فدرس علم المنبر على يد خطيب كربلاء الكبير الشيخ محسن أبو الحب، كما درس العربية والفقه والأصول وحفظ القرآن الكريم، وكان يلقي محاضراته باللغتين العربية والفارسية ولازم الخطابة حتى آخر عمره

يقول عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: (وكما كان شاعراً وأديباً، كذلك كان خطيباً مُفوَّهاً قويّ الحافظة متوقد الذكاء، أما أخلاقه فقد كان حليماً واسع الصدر دمث الأخلاق لين العريكة، له الجرأة على التعبير وكان ذا صوت جهوري يشنف به أسماع الحاضرين في المآتم الحسينية، حتى صار له مركز مرموق ومكانة محترمة وسمعة طيبة في الأوساط الاجتماعية) (3)

وقد اختتمت حياة هذا السيد الجليل بالشهادة بعد أن أفنى عمره في خدمة المنبر الحسيني وصارفا وقته في الوعظ والارشاد والتوجيه يقول السيد سلمان: (استدعته مديرية أمن النظام بكربلاء مرات عديدة، وفي المرة الأخيرة سقي السم فاستشهد على إثر ذلك... ودفن في كربلاء (4)

شعره

قال في رثاء أهل البيت (عليهم السلام):

بني أحمدٍ أسـعـى إلـيـكـمْ وأجـزعُ    لكم خيرُ بابٍ في الشدائدِ يقرعُ

دعوتمْ إلى الإسلامِ والدينِ والتقى    بكم دعوةُ الداعي تُجابُ وتُسمعُ

لقد سـاءتِ الـدنـيـا إلـيـكـمْ بـنعيها    ومـالـكـمُ فـيـهـا مـجـالٌ ومجمعُ

وقال في رثاء ولدي مسلم بن عقيل (عليهم السلام):

الـعـبدُ قد نادى بذبحِهما ابنه    لـكـنـه لـم يـسـتـجـبْ لـلـظـالمِ

حـتى تولّى الذبحَ ذاكَ بسيفِهِ    أفـديـهـمـا بـدريـنَ بين غمـائمِ

بهما أتى نحوَ الفراتِ وكـلّما    راما النجاةَ أبى فما من راحمِ

مذ صـلّـيا دعـيا عليه وسلّما    أمـريـهـمـا حـقـاً لأعدلَ حاكمِ

وقال من قصيدة:

قام الحسينُ وحيداً بـيـنـهـم وغدا    يدعو نصيراً له منهم فـمـا نصروا

ثم انـثـنـوا لـخيامِ الـسـبـطِ كـلّـهمُ    فأحرقـوها وأهـلُ البيـتِ قـد أسِروا

وهشّموا بخـيـولِ الـشـركِ جـثّته    كـأنـه قـد جـنـى مـا لـيـسَ يُـغـتـفـرُ

فوقَ الصعيدِ ثوى ملقىً بلا كفنٍ    والآلُ من بعدِهِ في السبي قد قهروا

وقال في الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

فـمـا لـنـا مــفــزعٌ حـتـى نـلـوذَ بـهِ    إلا الــذي غـــائــبٌ عــنّـا ومُــسـتــتـرُ

ذاكَ الـذي رايـة الإســلامِ فـي يـدِهِ    والـعـدلُ فــي سـيـفِـهِ كـالـسـيـلِ ينحدرُ

ولا يـكـنْ نـور شـيءٍ مـثـل طلعتِه    لا نور شمسِ الضحى يزهو ولا القمرُ

يا صاحبَ الأمرِ طال الانتظارُ بنا    إنّـا حــــيـــارى لأمــرِ اللهِ نــنــتــظــرُ (5)

.............................................................................................

1 ــ شعراء كربلاء ج 2 ص 9

2 ــ الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص ٥٢٠

3 ــ شعراء كربلاء ج 2 ص 7

4 ــ نفس المصدر ص 17

5 ــ القصائد في شعراء كربلاء ج 1 ص 9 ــ 17

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار