212 ــ صفوان المرسي الأندلسي: (561 ــ 598 هـ / 1166 ــ 1202 م)

صفوان المرسي الأندلسي: (561 ــ 598 هـ / 1166 ــ 1202 م)

قال من قصيدة حسينية تبلغ (31) بيتاُ:

على (كربلا) لا أخلف الغيث (كربلا)     وإلّا فإنَّ الدمـعَ أندى وأكرمُ

مـصارعُ ضـجّـتْ يـثـربٌ لـمـصـابِـها     وناحَ عليهنَّ الحطيمُ وزمزمُ

ومــكّــــةُ والأستارُ والركنُ والـصـفـا     وموقفُ جمعٍ والمقامُ المعظّمُ (1)

ومنها:

وهم قطعوا رأسَ الحسينِ بـ(كربلا)     كأنهم قد أحسنوا حين أجرموا

فخُذ مـنـهمُ ثـاري وسـكّـن جـوانـحاً     وأجـفـانَ عينٍ تستطيرُ وتسجمُ

أبي وانتصرْ للسبطِ وأذكـرْ مـصابَه     وغـلّــتـه والــــنهرُ ريّانَ مفعَمُ

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (28) بيتاً:

ولو أني حضرتُ بـ(كربلاءٍ)      إذاً حـمـــــدَ الحسينُ بها منابي

إذاً لــــسقيتُ عنهُ السّيفَ رِيّاً      وليسَ سوى نجيعي مِن شرابِ

أمـولايَ الــحـسـين نداءُ عبدٍ      عظيمُ الحُـــزنِ فيكَ والانتحابِ (2)

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) متعددة القوافي تبلغ (29) مقطعاً كل مقطع يحتوي على بيتين في على حروف الهجاء وينتهي بشطر من القصيدة اللامية لإمرئ القيس:

رضـيتَ عدُوَّ اللَّهِ وَاللَّهُ ساخطُ      بما فعلت في (كربَلاءَ) الـــــمآقِطُ

ألا بأَبي تلكَ الدماءُ الغــوابطُ      وأنصارُهـا الأعلونَ عنها شواحطُ

بيثرب أَدنَى دارِها نَظَرٌ عَالِ (3)

وقال من نفس القصيدة:

لقد طاحَ في ذاكَ المجَالِ كلا وَلا      سَريّ قَرَته سَورةَ الكربِ (كربلا)

يقولُ وقَـد لاقَى الردى مـــتُهــلّلا     سـأُدركُ عــنـد الله مـجداً مُــؤثّــلا

وَقَد يدركُ المجدَ المُـؤَثَّل أَمثـالي

الشاعر

أبو بحر صفوان بن إدريس بن إبراهيم عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي المرسي (4)، كان أديباً كاتباً شاعراً سريع الخاطر، أخذ عن أبيه، والقاضي ابن إدريس، وابن غلبون، وأبي الوليد ابن رشد، وهو أحد أفاضل الأدباء المعاصرين بالأندلس، ولد في مرسية في الأندلس وتوفي ودفن بها ولم يبلغ الأربعين من عمره لكنه يعد من كبار شعراء الأندلس وأدبائها. (5)

ويدل تعليمه على يد والده أن أسرته لها صلة وثيقة بالعلم والأدب.

قال عنه ابن الأبار: (من أهل مرسية وفي نبيهات البيوتات بها) (6)

وقال ابن عبد الملك الأنصاري الأوسي المراكشي: (انفرد في تأبين الحسين وبكاء أهل البيت بما ظهرت عليه بركاته) (7)

ويقول عنه لسان الدين بن الخطيب: (له قصائد جليلة خصوصاً في الحسين، رحل إلى مراكش فقصد دار الخلافة مادحاً فما تيسّر له شيء فقال: لو مدحت آل البيت لبلغت أملي فمدح، وبينما هو عازم على الرجوع عن طلبه قضى الخليفة مأربه فعكف على مدح آل البيت عليهم ‌السلام ورثائهم). (8)

ويروي ابن سعيد، (نور الدين أبو الحسن علي بن موسى العنسي) في ترجمة المرسي: (أن أبا بحر كان كغيره يقول الشعر في أغراض متعددة ويمتدح الأمراء والسلاطين، واشتهر أنه قصد حضرة مراكش ومدح أعيانها فلم يحصل على طائل فأقسم ألا يعود ويمدح أحد منهم، وقصر مدحه على أهل البيت عليهم السلام وأكثر من تأبين الإمام الحسين عليه السلام فرأى المنصور ــ منصور بن عبد المؤمن ــ (9) في منامه النبي يشفع له وسماه له، فقام المنصور وسأل عنه، فعرف قصته فأغناه عن الخلق يومئذ) (10)

قال عنه الشيخ محمد السماوي في الطليعة: (كان كاتباً بليغاً وشاعراً بارعاً من أعيان أهل المغرب). (11)

وقال عنه ابن شاكر الكتبي: (الكاتب البليغ كان من أجلَّة الأدباء، وأعيان الرؤساء، فصيحاً جليل القدر، له رسائل بليغة، وكان من الفضل والدين بمكان، توفي وله سبع وثلاثون سنة). (12)

وقال عنه علي بن موسى العنسي المعروف بـ (ابن سعيد المغربي): (هو أنبه أهل الأندلس في عصره ... قصر إمداحه على أهل البيت عليهم‌ السلام وأكثر من تأبين الحسين (عليه السلام). (13)

الأثر النفيس

ترجم للتجيبي السيد جواد شبر (14) وذكر له قصيدة واحدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وهي القصيدة اللامية التي ذكرناها، ثم استدرك على معلومات وقصائد للشاعر حيث قال ما نصه:

(ترجمنا في الجزء الثالث للشاعر صفوان المرسي، وليس لدينا من شعره غير قصيدة واحدة، أما وقد عثرنا على محاضرة الأديب المغربي عبد اللطيف السعداني من مدينة (فاس) وقد نشرها في مجلة العرفان م ٥٩ فكان في ثنايا محاضرته القيمة قصيدة لشاعرنا المرسي، وقد اقتطفنا جزءاً من المحاضرة مع القصيدة.

وكان عنوان المحاضرة: (حركات التشيّع في المغرب ومظاهره).

وبعد أن أتى على ما يقوم به المغربيون من مظاهر شعائر الحسين (عليه ‌السلام) في شهر المحرم والرواسب القديمة منذ العصور المتقدمة قال:

إن أحد أعلام الفكر والمفكرين في القرن الثامن الهجري هو لسان الدين ابن الخطيب أتحفنا بإشارة ذات أهمية كبرى. والفضل في ذلك يعود إلى إحدى النسخ الخطية الفريدة من مؤلفه التاريخي (إعلام الأعلام فيمن بويع بالخلافة قبل الاحتلام). التي حفظتها لنا خزانة (جامعة القرويين) بمدينة فاس من عاديات الزمن (15) وبهذه الإشارة تنحل العقدة المستعصية وينكشف لنا ما كان غامضاً من قبل مما أغفل الحديث عنه المؤرخون مما كان يجري في الأندلس من أثر التشيع. ذلك أن ابن الخطيب عند حديثه عن دولة يزيد بن معاوية انتقل به الحديث إلى ذكر عادات الأندلسيين وأهل المغرب خاصة في ذكرى مقتل سيدنا الحسين من التمثيل بإقامة الجنائز وإنشاد المراثي.

وقد أفادنا عظيم الفائدة حيث وصف إحدى هذه المراسيم وإنشاد المراثي وصفاً حياً شيقاً حتى ليخيَّل أننا نرى أحياء هذه الذكرى في بلد شيعي. وذكر أن هذه المراثي كانت تسمى الحسينية وإن المحافظة عليها بقيت مما قبل تاريخ عهد ابن الخطيب إلى أيامه. ونبادر الآن إلى نقل هذا الوصف على لسان صاحبه ــ أي لسان الدين ابن الخطيب ــ :

(ولم يزل الحزن متّصلاً على الحسين والمآتم قائمة في البلاد يجتمع لها الناس ويختلفون لذلك ليلة يوم قتل منه بعد الأمان من نكير دول قتلته ولا سيما بشرق الأندلس فكانوا على ما حدثنا به شيوخنا من أهل المشرق (يعني مشرق الأندلس) يقيمون رسم الجنازة حتى في شكل من الثياب يستخبى خلف سترة في بعض البيت وتحتفل الأطعمة والشموع ويجلب القراء المحسنون ويوقد البخور ويتغنى بالمراثي الحسنة).

وفي عهد ابن الخطيب كان ما يزال لهذه المراثي شأن أيضاً فإنه في سياق حديثه السابق زادنا تفصيلاً وبياناً عن الحسينية وطقوسها فقال:

(والحسينية التي يستعطها إلى اليوم المستمعون فيلوون لها العمائم الملونة ويبدلون الأثواب في الرقص كأنهم يشقون الأعلى عن الاسفل بقية من هذا لم تنقطع بعد وإن ضعفت ومهما قيل الحسينية أو الصفة لم يدر اليوم أصلها. وفي المغرب اليوم ما يزال أولئك المسمعون الذين أشار إليهم ابن الخطيب يعرفون بهذا الإسم وينشدون وكثرت في إنشادهم على الأخص الأمداح النبوية. كما أن الموسيقى الأندلسية الشائعة اليوم في بلاد المغرب تشتمل في أكثرها على الأمداح النبوية أيضاً).

ثم ينتقل الأستاذ عبد اللطيف بالحديث عن الشاعر التجيبي ويذكر أن قصائده كانت من أبرز القصائد التي ينشدها المسمعون فيقول:

(كما أفادنا ابن الخطيب بنقله نموذجاً لهذه المراثي تبين مدى عناية الشعراء بهذا الموضوع وعرَّفنا بأحد شعراء الشيعة في الأندلس الذي اشتهر برثاء سيدنا الحسين وهو أبو البحر صفوان بن إدريس التجيبي المرسي (٥٦١ - ٥٩٨) وهذه القصيدة كانت مشهورة ينشدها المسمعون وهي كما يلي) ... وذكر قصيدته الميمية التي مطلعها:

سلامٌ كأزهارِ الرُّبى يتنسّمُ      على منزلٍ منه الهدى يتعلّمُ...) (16)

وكما أبدع التجيبي في الشعر فقد نبغ في الكتابة يقول عنه ابن الأبار: (من مهرة الكتاب الشعراء، ناقداً مدركاً مفوَّهاً بليغاً ممن جمع له التقدم في النظم والنثر..) (17)

وقال الصفدي: (كان من جلة الأدباء وأعيان الرؤساء، فصيحاً جليل القدر، له رسائل بديعة، وكان من الفضل والدين بمكان) (18)

وقال عنه السيد محسن الأمين: (كان كاتباً بليغاً وشاعراً بارعاً من أعيان أهل المغرب... عكف على مدح آل البيت ع ورثائهم) (19)

وقال الدكتور صفاء عبد االله برهان: (يمثل صفوان بن إدريس التجيبي المرسي، عنواناً كبيراً في الشعر الأندلسي في القرن السادس الهجري خاصة والشعر الأندلسي عامة. فكان أن حاز الثناء على منجزه الأدبي من أقرانه ومن بعدهم، وكان لوفاته في عمر قصير، أثر كبير في نفوس أولئك الأقران، ويمكن أن ندرك ذلك بحسب التأثر الكبير على فقده، والتأثر بشعره والسير على طريقته في الشعر) (20)

وللتجيبي ــ إضافة إلى ديوان شعره ــ عدة مؤلفات منها:

1 ــ كتاب زاد المسافر وراحلته في أشعار الأندلسيين ــ بيروت ــ 1358 هـ / 1939 م

2 ــ داهة المتحفز وعجالة المستوفز ويسمى بـ: كتاب العجالة: وهو في مجلدين يتضمنان طرفاً من نثره ونظمه

3 ــ أدباء الأندلس

4 ــ الرحلة (22)

شعره

يقول الدكتور كاظم عبد نتيش الخفاجي: (ولحق شعر أبي بحر صفوان بن إدريس الضياع شأنه كأكثر الأدب الأندلسي وقد أشير إلى هذا الضياع لتراث هذا الشاعر الحسيني من قبل بعض الباحثين) (23)

وجاء في مقدمة كتاب درر السمط في خبر السبط: (وعلى الرغم من أن لصفوان رسائل بديعة وقصائد جليلة في مراثي الحسين عليه السلام فإنه لم يصل من أدبه في هذا الغرض إلا قصيدتين وبضعة أبيات) (24)

قال صفوان التجيبي في مدح النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم):

تحـيـة اللهِ وطـــــــيـبُ الـسـلامْ      على رسـولِ اللهِ خيــــــرِ الأنامْ

على الــــــذي فتَّحَ بابَ الـهدى      وقال لـلـناسِ ادخــــــلوها سلامْ

بدرِ الهدى سحبِ الندى والجدا      وما عسى أن يتنــــــاهى الكلامْ

تـحـيـة تـهـــــــــــــزأ أنـفـاسُها      بالمسكِ لا أرضى بمسكِ الختامْ

تـخـصَّـه مـنـي ولا تنـــــــثني      عن آلهِ الصِّــــــيدِ السراةِ الكرامْ

وقـدرهـــــــــمْ أرفـعُ لـكـنــنـي      لـم ألـفَ أعـــلى لفظةً من كرامْ (24)

وقال وهو يرجو شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله):

يقــــولـون لـي لمّا ركبتُ بطالتي      ركوبَ فتىً جمّ الغوايةَ معتدي

أعندكَ ما ترجو الخلاص به غداً      فقلتُ نعم عنـــدي شفاعة أحمدِ (25)

وقال من قصيدته الميمية في رثاء الإمام الحسين والتي كان ينشدها المسمعون في الحسينيات في الأندلس وتبلغ (31) بيتاً:

لـو أن رسـولَ الله يـحـيـى بعيــــدهمْ      رأى ابــن زياد أمّه كيف تعقمُ

وأقـبـلـتِ الـزهـراءُ قـدِّسَ تــــــربُها      تـنـادي أبـاهـا والـمدامعُ تسجمُ

تقول: أبي هم غادروا ابــــــنيَ نهبة      كمـا صاغه قيسٌ وما مجَّ أرقمُ

سـقـوا حـسـنـاً لـلــــــسمِّ كأساً رويّة      ولــم يـقـرعـوا سنّاً ولم يتندّموا

وهم قطعوا رأسَ الحسينِ بـ(كربلا)      كـأنّهمُ قـد أحسنوا حين أجرموا

وقال:

أومضْ ببــرقِ الأضلعِ      واسـكبْ غمامَ الأدمعِ

واحزنْ طويلاً واجزعِ      فـهــــوَ مـكانُ الجُزَّعِ

وانثـرْ دمـاءَ الـمــقلـتينِ      تـألّـمـاً عـلى الحسينِ

وابـكِ بدمعٍ دونَ عــينِ      إن قـلَّ فـيضُ الأدمعِ

قـضـى لـهيفاً فقضـــى      من بعدِه فصلُ القضا

ريحانةُ الهادي الرضا      وابنُ الوصــيِّ الأنزعِ (26)

وقال في رثاء الإمام الحسين أيضاً:

اندبِ الطفَّ وسبطَ المصطفى      بمــــراثٍ هيَ أَسرى مِن قفا

لا تـــرُم ضوءَ هدىً من بعدِهِ      فَسراجُ الهدي بالطّفِّ انطفى

أُمةَ الـــــــــطّغيانِ ما أَجرأَكُمُ      ما أقَـــلَّ الـبـرُّ فـيـكُـم والـوفا

لَـو رآهُ جـدّهُ بـيـــــــــــــنـكُـمُ      ظامئاً يُسـقـى الحُسامَ المُرهفَا

لانطوى فـوق يــديـهِ ألــــمـاً      وتــولّـى قــــــــائـلاً وا أسـفـا

شاكياً يستصـــــــرخُ اللَّه وقَد      قـال يـعـنـي مُـقــــلـتيهِ انذرِفا

أَتُرى أَرضيتُمُ خــــــــالـقـكُم      يومَ أذرفتُم دموعَ الـــمُصطفى

أَيُّ سـبـطٍ لـو قُـتـلـتُـم عـنـدهُ      وقُـتـلــــــــــتُم كلّكم مَا انتصفا

لـيـسَ يـحـتـاجُ إلى تسمـــيةٍ      إن سكتــــــنا عن حُسينٍ عُرِفا

يـا بـنـي حـربٍ جـفوتُم جَدّه      أَرســــــــولُ اللَّهِ يُجزى بِالجفا

يا بني حربٍ ولا عُــذرَ لكُم      أأطيـــــــلُ القَولَ فيكُم أَم كفى (27)

وقال من حسينيته البائية التي قدمناها وتبلغ (28) بيتاً:

إِذَا جَادَت دُمُوعِــي فِي انتِحَاب     فَمَا دَعوَى الغَمَامِ فِي الاِنسِكَابِ

وحُقَّ ليَ البكاءُ فَإنّ حُـــــــزني      يُـثـيـرُ الـدَّمعَ في جفنِ السرابِ

وَأَينَ ليَ العَزَاءُ وَقَـــــــد تَرَدّى      فراشُ الصَّبرِ في نارِ المُصَابِ

ويـا عـيـنيَّ إن لـــــم تـسـتـهِـلا      ثَـــكِـلــتُـكُـمَـا إِذاً بـيـنَ السِّحَابِ

على سِبطِ الرَّسُولِ عَلَى حُسَينٍ      علـــــى نَجلِ الشَّهِيدِ أَبي تُرَابِ

يَزيدُ فَكم يَــــــزِيدُ عَلَيكَ حِقدِي      رُزِئــتَ الـفَوز مِن حُسنِ المَآبِ

قَـتَـلـتُــــــم سِـبطَهُ قَتلَ الأَعَادِي      لـقــد وُفِّـقـتُـمُ لـسـوَى الصَّوَابِ

وَسُـقـتُـــــم أَهـلَـهُ سَـوقَ السَّبَايَا      أَهـــــذا مَـا قـرَأتُـم في الكِتَابِ؟

لـقد نشِبَ الــــحُسَينُ من البَلايَا      مـن الــــطُّـلـقاءِ في ظُفرٍ ونابِ

أَلا يا يـومَ عــــــاشوراءَ رَاجِع      جوابي لا قَــدرتَ على الجوابِ

عـلامَ تـركـتَ نُـورَ اللهِ يُــطفَى      غــــــداتـكَ بـالـمُـهَنّدَةِ العِضَابِ

بنو المختارِ ماتُوا فـيـكَ ذبــحـاً      لـقـد ضــحَّيـــــتَ بالعِلقِ اللُّبَابِ

ويا نـجـلَ الـدَّعـيّ زيادِ حـربٍ      لـقـد لُـفّــفتَ نســــــلاً من كذَابِ

وليسَ دَم الحُـــسَينِ أَرَقتَ لَكن      مــزَجتَ دَم الرَّسُولِ مع التُّرابِ

ولـو لاقـاكَ يـومــــــــئِـذٍ أَبُـوهُ      عـداكَ عـنِ الـغـنـيـمـةِ والإيـابِ

أما قصيدته التي قدمناها والتي وظّف فيها أعجاز لامية امرئ القيس فقد سلك فيها مسلك شاعر الموحدين أبي العباس الجراوي أحمد بن عبد السلام الجراوي (528 هـ 609 هـ / 1134 ــ 1212 م) الذي سبقه في توظيف أعجاز معلقة امرئ القيس التي مطلعها:

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ     بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ وحَوْمَلِ

وجعلها في رثاء الإمام الحسين عليه السلام يقول منها:

خليليَّ دعوى برُّحـــــتْ بخفاءِ     ألا انـــزلا رحلَ الأسى بفنائي

وهدا مِن الصبرِ الجميلِ بنائي     قفا ساعداني لاتَ حينَ عزائي

قِفا نَبكِ مِن ذِكرَى حَبيبٍ وَمنزِلِ (28)

أما صفوان فقد استعان بقصيدة أخرى لامرئ القيس وهي التي مطلعها:

ألا عِمْ صَبَاحًا أيُّهَا الطّلَلُ البَالي     وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي

ويبدو أن هذا الفن قد اشتهر في الأندلس في تلك الفترة حتى كتبت عنه الدراسات والأطاريح يقول الأستاذ عمر فارس الكفاوين: (ويستعين الجراوي بأعجاز معلقة امرئ القيس عند حديثه عن مقتل الحسين، ونقض عهود الهاشميين، ويأتي بهذه الأشطار لتكون مكملة لصوره ومضامينه التي يعبر عنها، إذ نجده يستغرب كيف قتل حفيد الرسول صلى الله عليه وآله، ويتذكر كربلاء مرة أخرى، حيث كان فيها الكرب والمصيبة، كما يلتفت إلى الذين قتلوا الحسين، ويصفهم بالفسق والضلال،

نجيعُ حفيدِ المصطفى كيفَ يُسفَكُ     ورِقُّ بـــنيهِ بعدَهُ كيفَ يُملَك

فيا (كربلا) والــــكَربُ لي ممتلكُ     ليكفيكِ مني أن ذكركِ مُهلِكُ

وأنّكِ مـــــهما تأمري القلب يفعلِ (29)

ثم يقول عن قصيدة صفوان: (وهنالك شاعر أندلسي آخر غير الجراوي خمّس قصيدة لامرئ القيس، وهو الشاعر صفوان بن إدريس التجيبي، حيث خمس قصيدة امرئ القيس التي مطلعها:

ألا عِمْ صَبَاحًا أيُّهَا الطّلَلُ البَالي     وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي

ويسير صفوان بن إدريس في تخميسته على النهج نفسه الذي اتبعه الجراوي، حيث نظم قصيدة تتألف من تسع وعشرين مقطوعة، جعل كل مقطوعة خمسة أشطر، تتحد الأربعة الأولى منها في القافية، ثم يختمها بشطر من قصيدة امرئ القيس أما غرض القصيدة، فهو نفس غرض قصيدة الجراوي، وهو رثاء الحسين بن علي، وهذا أمر لافت للنظر، فهذان الشاعران يرثيان الحسين، ويذمان قتلته، ويمجدون كربلاء وغيرها من أماكن الشيعة، وهذا يدل دلالة واضحة على أنهما شيعيا المذهب، وعلى أن المذهب الشيعي كان منتشراً في الأندلس في عهد الموحدين.

يبدأ الشاعر قصيدته بالتفجع والبكاء على الحسين، وعلى منازله وأطلاله الخالية، حيث يرسل سلامه لها، لكنها لا تصغي له، ولا تسمعه، لأنها مقفرة مات أهلها، لذلك فإنه يستثمر الشطر الأول من قصيدة امرئ القيس (ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي)، كي يعبر عن موقفه من هذا الطلل حيث يدعو له بالنعيم، يقول:

سَلامِي وَإِلمَامِي وَصَـوبُ بُكَائِي     عَلَى مَــــعهَدٍ للسّادَةِ النُّجَبَاءِ

تَوَى أَهلُه مِن بَـــــعدِ طُولِ ثَواء     أُنادِيهِ لَو أَصغَى لِطُولِ نِداء

أَلا عِم صَبَاحاً أَيُّهَا الطَّلَلُ البَالِي

ويواصل الشاعر البكاء والتحسر والأسى، فهو يخاطب منازل الحسين ودور أهله، لكن دون فائدة، فهو يخاطب جمادات لا تتكلم، لكنه يريد أن ينفث ويبوح بما في صدره، ثم يأتي بشطر بيت لامرئ القيس، فيستثمره استثماراً ناجحاً، ليكمل به صورته الحزينة، ومأساته المتمثلة بالنداء بلا جدوى؛ لذا فإنه لو ظل ينادي ثلاثين شهراً في ثلاثة أحوال لما خرج بنتيجة؛ لأنه ينادي شيئاً جامداً لا يسمع يقول:

أَلا هَــــــل تُنَادِي دَارُهُم وَتُحدِّثُ     فأَنفُثُ والمَصدورُ مِثلِيَ يَنفُثُ

وَهَل يسمَعنَ قَولِي تُرَابٌ وَكَثكَثُ     وَلَـــو أَنّنِي أبقى عَلَيهِ وَأَمكُثُ

ثَلاثِينَ شَهراً فِـــــي ثَلاثَةِ أَحَوَال     

والشطر الأخير أخذه من قول امرئ القيس:

وهل يعمن من كان أحدث عهده      ثلاثين شهراً في ثلاثة أحوال

والصورتان بينهما تقارب، فامرؤ القيس يعبر عن همومه وحزنه من خلال هذا البيت، فهو لم يلقَ نعيماً منذ زمن بعيد، لذا فإنه يقول كيف ينعم من كان أقرب عهده بالنعيم منذ ثلاثين شهراً في ثلاثة أحوال، أما التجيبي فإن مقتل الحسين جعل الدنيا بالنسبة إليه جحيماً لا نعيم فيها.

 ثم يصور الشاعر المأساة التي حلت بالحسين وآل البيت، فقد تبدد شملهم وتفرقوا، وتوقدت صدورهم حرقة وألماً، حتى أضحت كأنها مصابيح زيت تشتعل في أوساطها الفتائل

عَلَى حِين شَمل المُصطَفَى يَتَبَدَّدُ     وَأَيـدِي بَنِيهِ بالجَوَامِعِ تُعقَدُ

وأَبشَارُهُم بالمُـــــــرهَفاتِ تُخَدَّدُ     وَفِي كُلِّ صَدرٍ لَوعَةٌ تَتَوَقَّدُ

كَمِصبَاح زَيتٍ فِي قَنَـادِيل ذُبال

ويذم الشاعر قتلة الحسين، ويصفهم بأعداء االله، وأن االله سيسخطهم لما فعلوه بالحسين وقومه في كربلاء، ثم يتحدث عن تلك الدماء التي تلطخت بها كربلاء، فهي دماء يراها الشاعر من بعيد، فلا يستطيع أن يفعل شيئاً، يقول:

رَضِيتَ عَـدُوَّ اللَّهِ وَاللَّهُ سَاخِطُ     بِـــــــــمَا فَعَلَت فِي كَربَلاءَ المَآقِطُ

أَلا بِـــأَبِي تِلكَ الدِّماءُ الغوابِطُ     وَأنصارُها الأَعلَونَ عَنها شواحِطُ

بِيَثرِبَ أَدنَـى دَارِها نَظَرٌ عَال

إذ يدل هذا الشطر على بعد الغاية واحتجابها، فامرؤ القيس توهم أنه يرى محبوبته من أذرعات، وهي منطقة في الشام، ومحبوبته في يثرب، وهذا أمر مستحيل، لذا قال عنه (أدنى دارها نظر عال) أي بعيد، وكذلك التجيبي، فإن رؤيته لكربلاء وما حصل فيها من الأندلس أمر محال .

ويستمر الشاعر في الذم والقدح لأولئك الذين حاربوا الحسين وقتلوه، فقد خدعوه وهذا أمر طبيعي، فالكريم يخدع؛ لأنه صادق لا يعرف المكر والخداع، أما أهل الإفك، فإن أطماعهم وغيهم يدفعانهم إلى القتل والشرك، لأن الغي والظلم يدفعان الرشد، يقول:

هُمُ خَدَعوهُ وَالكَــــــرِيمُ مُخدّعُ     بِمُختَلَق ما فِيهِ لِلصِّدقِ مَطمَعُ

وَقَالَ لَهُم ذو إِفكِهِم وَهوَ يَسمَعُ     أَلَـــم يأتِهِ والرُّشدُ بالغَيِّ يُدفَعُ

بِأَنَّ الفَتَى يَهذِي وَلَيــسَ بِفَعّالِ

ونتيجة لهذا كله، فإن الشاعر أصبح في حالة كئيبة، فهو يصور دموعه التي تذرف وصبره الذي ينفد، ولكنه يحاول التصبر، خشية الافتضاح وشماتة الشامتين، يقول

عَلَى تِلكَ مِن حالٍ دُموعِيَ تُذرِفُ     فَأَفني بُنَيّاتِ الشّؤونِ وَأَنزِفُ

وَيُنكِرُ مِنِّي الصَّبرُ ما كانَ يَعرِفُ     وَأُعرِضُ عَنهُ قَالِياً مَن يُعَنِّفُ

وَلَــــــستُ بِمَقلي الخِلالِ وَلا قَالِ

لقد جعل التجيبي الشطر الأخير في المقطوعة، هو نفسه عجز بيت امرئ القيس الذي يقول فيه:

صرفتُ الهوى عنهنَّ من خشيةِ الردى      ولستُ بمقلي الخلالِ ولا قالِ

فامرؤ القيس لم يصرم محبوبته لأنه قلاها، أي بغضها، ولكن تركها خشية الافتضاح والعار، أما التجيبي، فقد استغل هذه الصورة، كي يعبر عن تجربته الذاتية المتمثلة بحزنه على الحسين، فهو يحبس دموعه ويظهر تصبره، خوفاً من الافتضاح والشماتة، وبذلك فإن التجيبي عكس صورة امرئ القيس، فامرؤ القيس جسدها في الغزل والحب، أما التجيبي فقد جسدها في الحزن والرثاء، فيكون بذلك قد نقلها من سياق إلى سياق آخر مختلف ومعاكس، وكان هدفه من ذلك تعميق تجربته، وتأييد معانيه وشعره بما يناسبه من شعر ومعاني امرئ القيس.

ويقرر التجيبي أن يقضي بقية عمره لوعة وحزناً على الحسين، وسيفني حياته في البكاء ونظم القوافي رثاء للحسين، وهو بذلك لا يعطي الحسين حقه، ولو ظل طوال عمره مخلصاً له، يبكي عليه لما بلغ غايته، ومع هذا فإنه لا يترك جهداً في الطلب، يقول

سَأَقضِي عَـــــــلَيهِ لَوعَةً ومَرَاثِيا     فَـــــــأَفنِي حَيَاتي وَالبُكَا وَالقَوَافِيا

وَلَستُ أُؤَدِّي كُنـهَ مَا فِي اعتِقَادِيا     وَمَا المَرءُ فِي الدُّنيا وَلَو دَامَ بَاقِيا

بِمُدرِكِ أَطرَافِ الخُطوبِ ولا آلِ

والشطر الأخير مأخوذ من بيت امرئ القيس:

وما المرءُ ما دامت حشاشةُ نفسِه     بمدركِ أطرافِ الخطوبِ ولا آلِ

ومعنى البيت الأخير من المقطوعة مستوحى من بيت امرئ القيس، فالتجيبي سيبقى مخلصاً للحسين ما دام حياً، فمهما عمل لا يؤدي حقه، ثم يختم بعجز امرئ القيس الذي يؤكد على الوفاء لروح الحسين؛ ذلك أن الشاعر لن يترك من جهده شيئاً إلا سيفعله إرضاء له على أية حال، فقد وظف الشاعر في هذه المخمسة عدة صور وصفية، لم يعتمد فيها على الخيال بشكل كبير، لكنها اكتسبت تأثيرها من خلال تركيز الشاعر على النبرة الرثائية الحزينة، كما أن تضمينه لأبيات وأشطار امرئ القيس ساهم في تعميق هذه الصور، وإضفاء شيء من الخيال والتصوير عليها، فها هو يتحدث عن حزنه، وأساه، وحالته السيئة، وكيف تبدلت حياته من السعادة إلى الحزن، وهام على وجهه كما هام حندج (امرؤ القيس)، الذي كان يعيش في عزة ولين وترف، إن تلك الحالة لا تتغير، لكنها تغيرت بمقتل أبيه، وكذلك التجيبي فقد تبدلت حاله بعد مقتل الحسين، يقول التجيبي:

كَــــــــــأَنَّ الأَسَى دُرَّ الدُّموع يُبَهرِج     وَغَيرِي مَن يَفنَى كَمَا هَامَ حُندُجُ

بِوَادِي الخُزَامَى أَو عَلَى رَسِّ أوعَال

وتتعدد الصور عند الشاعر، لكنها صور باهتة لا عمق فيها، وربما كان السبب وراء ذلك، أن الشاعر يريد أن يقرر مباشرة دون تصوير أو تشبيه، أن مقتل الحسين خطب جلل، وأن من قام به مجرم فاسق؛ لذا فقد أراد أن يعبر عن هذا بأسلوب تقريري مباشر بعيد عن التصاوير والاستعارات .

 أما لغة القصيدة، فهي لغة تميل إلى الرقة، وتكثر فيها الألفاظ الدالة على المذهب الشيعي، مثل (كربلاء، أهل البيت...،) وغيرهما، وتعج بألفاظ الرثاء والحزن والتحسر، مثل (تذرف، أنزف، الموت، لوعة) وغير ذلك .

وفي الحقيقة إن مثل هذه الألفاظ كانت قادرة على التعبير عما يريده الشاعر، خاصة إنه أكثر من الأفعال المضارعة، التي تدل على استمرارية حزنه على الحسين، كما أنه أكثر من استخدام الألفاظ الدالة على الذم والقدح لقتلة الحسين، التي يعف اللسان عن ذكرها، فقد وصفهم بالفسق والطغيان وقال إنهم أعداء االله ورسوله، وأخرجهم من ملة الإسلام.

 لقد وظف الشاعر في قصيدته هذه، كل ما هو قادر على التعبير عن رثائه للحسين، فاستخدم شعر امرئ القيس وسيلة لتجسيد موقفه والتعبير عنه، واستطاع من خلال هذا التوظيف أن يصف أجزاء تلك المأساة، وتأثيرها في النفوس ويصف حال آل البيت، وما جرى لهم في كربلاء، ويصف حزنه الشديد ودموعه الغزيرة التي لا تنقطع، حزناً على ذلك المقتول البريء، كما يرى الشاعر.

ثم إن التجيبي قد استثمر شعر امرئ القيس، ونقله من سياقاته إلى سياقات جديدة فكان موفقاً، إذ استطاع أن يدمج فكره مع فكر امرئ القيس، ليعبر عن عميق حزنه وتفجعه على الحسين، إضافة إلى إيمانه بمنزلة الحسين ووجاهته عند االله، بالإشارة إلى الصلة بينه وبين النبي فهو سبطه (صلى الله عليه وآله)

 إن هذا التخميس ينم عن تلك البراعة والقدرة التي يمتلكها التجيبي، حيث استطاع أن ينقل معاني امرئ القيس وألفاظه من الأطلال والغزل إلى الرثاء والحزن، وكان موفقاً في ذلك، إذ كان يربط معانيه بمعاني امرئ القيس، فلا يأتي بشطر لامرئ القيس إلا بعد أن يكون قد هيأ له المعنى المناسب.

وكل هذا يؤكد أن التخميس في حقيقته، يدل على ازدهار الأدب العربي في الأندلس، وما هو إلا علامة على التحدي والمنافسة، واستثمار طاقات السابقين ،كامرئ القيس، لإنشاء كلام جديد، وإحداث معنى بديع، وما هو إلا دليل على أن الأندلسيين كانوا مطلعين على الأدب الجاهلي عامة، وشعر امرئ القيس خاصة، فقد اهتموا به، وتبيّنوا معانيه، ونظموا على منواله، وعارضوه وخمسوه، مما يوحي بفهمهم لهذا الشعر، وتصورهم له) (30)

يقول التجيبي في قصيدته:

سَلامِي وَإِلمَامِي وَصَــــــــــــــــــوبُ بُكَائِي     عَلَى مَعهَدٍ للسّادَةِ النُّجَبَــــــــــــــــاءِ

تَوَى أَهلُه مِن بَعدِ طُـــــــولِ ثَــــــــــــــــواء     أُنادِيهِ لَو أَصغَى لِطُولِ نِــــــــــــداء

أَلا عِم صَبَاحاً أَيُّهَــــــــــــــــــا الطَّلَلُ البَالِي

 أُحَيِّيهِ وَالـــــــــــــــــدَّمعُ المَصونُ المُحَبَّبُ     كَأنمُل أَهليهِ يَصُوبُ وَيَـــــــــــسكُبُ

يُفَـــــــــــــــــــضِّضُ طَوراً وَجنتِي وَيُذَهِّبُ     أَقُولُ لَهُ عِم وَهــــــــوَ أَجرَدُ سَبسَبُ

وَهَل يَعِمَن مَن كَانَ فِي العُصُرِ الخَالِــــــــي

رَضِيتُ لِهَذا القَلبِ باللّوعةِ الّــــــــــــــــــتي     يَقومُ بِهـــــــــــا سوقُ اللآلي بمُقلَتي

وَعَهدِي بِهِ والدَّهرُ جـــــــــــــــــــــدُّ مُقَيّتي     صَـــــــبورٌ عَلَى الأَرزَاءِ جَمُّ التَّثَبُّتِ

قليلُ الهُمومِ مَا يَبــــــــــــــــــــــيتُ بِأَوجَالِ

أَلا هَل تُنَادِي دَارُهُم وَتُحــــــــــــــــــــــدِّثُ      فأَنفُثُ والمَصـــــــــــدورُ مِثلِيَ يَنفُثُ

وَهَل يسمَعنَ قَـــــــــــــــــــــــــــولِي تُرَابٌ      وَكَثكَثُ وَلَو أَنّنِي أبقى عَلَيهِ وَأَمــكُثُ

ثَــــــــــــلاثِينَ شَهراً فِـــــــــي ثَلاثَةِ أَحَوَال

لِرُزءِ رَسُــــــــــــــــــــولِ اللَّهِ بِالطّف انشج     ودَمعِيَ فِي مَرضَاتِهِ يَتَدَحـــــــــــرَجُ

كَأَنَّ الأَسَى دُرَّ الــــــــــدُّموع يُـــــــــــبَهرِج      وَغَيرِي مَن يَفنَى كَمَا هَامَ حُنـــــدُجُ

بِوَادِي الخُزَامَى أَو عَلَـــــــــــى رَسِّ أوعَال

مُصَابِي بِآلِ المُصطَفَى لَـــيسَ يَبــــــــــــرَحُ     فَيَا لَكَ تَجراً فِي مَآلِيَ يَـــــــــــــربَحُ

سِوَى مَدمَعِي طَوع الصّبــــــــــــابَــــة ينفَحُ     أَلَم تَرَ أَنِّي والدُّجُنّة تصـــــــــــــــبحُ

كَبِرتُ وَأَن لا يَــــــــــــــــحسِنَ اللّهو أَمثَالِي

أَلا هَل أَتَى المُــــــــــــختَــــارَ وَالحَقُّ أَشمَخُ      مقام حُسَينٍ وَهوَ بالدّم يلطَــــــــــــخُ

يُنَادِي بأَهلٍ روعَهُـــــــم لَيسَ يُفـــــــــــــرخُ      وَأَشقَى بَنِي حَربٍ يُنادِي وَيَصـــرُخُ

بآنِسَةٍ كَأنَّها خَـــــــــــــــــــــــــــــــطُّ تِمثَالِ

عَلَى حِين شَمل المُصـــــــــــــــــطَفَى يَتَبَدَّدُ      وَأَيدِي بَنِيهِ بالجَوَامِعِ تُعــــــــــــــــقَدُ

وأَبشَارُهُم بالمُرهَفاتِ تُخَـــــــــــــــــــــــــدَّدُ      وَفِي كُلِّ صَــــــــــــــدرٍ لَوعَةٌ تَتَوَقَّدُ

كَمِــــــصبَاح زَيتٍ فِي قَنَادِيــــــــــــل ذُبال

هُمُ نَبَــــــــــذوا الإِدهــــــــــــان والغَيُّ يُنبذ      وَقَاموا بِنَصرِ الحقّ لَو جَــــــــدّ مُنقِذ

وَشَبّت لَهُم نَـــــــــــارُ الــــــــــــوَغَى تَتَلذَّذ      بِمَارِجِ نَارٍ جــــــــــــــــــــمرُهُ يَتأَخّذُ

أصَابَ غَضىً جَــــــــــــزلاً وَكُـفّ بِأَجذَالِ

خَلا رَبعُــــــــــــهُم فَمَا فِيـــــــــــــــهِ مُخبِرُ      سِوَى أَثَـــــــــرٍ لِلهَدي يَخفَى وَيَظهَرُ

تَـــــــــــــدُلُّ عَلَيهِ زَفرَةٌ تَتَـــــــــــــــــــسَعَّرُ      تُـــــــنَافِحُ مَسرَاها رخاءٌ وَصَرصَرُ

صَباً وَشمَالٌ في مَــــــــــــــــــــــنَازِلِ قُفّالِ

إِلَى فِئةِ الـــــــــــحَقّ المُبِينِ تَـــــــــــحَيُّزي      وَبالحــــــــبّ في آلِ الرّسولِ تَمَيُّزي

أَدَلــــــــــــــــــــتُ لَهُم صَبرِي بُـعَيدَ تَعَزُّز     وَأَعــطَيتُ دَمعِي وَالأسَى وَعدَ مُنجز

بِما احتَسبــــا مِن لينِ مَـــــــــــسٍّ وَتَسهالِ

رَضِيــــــــتَ عَــــــــــدُوَّ اللَّهِ وَاللَّهُ سَاخِـطُ     بِمَا فَعَلَت فِـــــــــــــــي كَربَلاءَ المَآقِطُ

أَلا بِأَبِي تِــــــــــلــــــــــكَ الدِّماءُ الغوابِـطُ     وَأنصـــــــارُها الأَعلَونَ عَنها شواحِطُ

بِيَثـــــــــرِبَ أَدنَى دَارِهــــــــا نَظَرٌ عَـال

أَبَا خالدٍ والقَدحُ في الدِّيــــــــــــــن غَائِـظُ     أَفِي الحَقِّ أَن تَحنـــــــو عَلَيكَ الحوافِظُ

وأَنفُسُ آلِ اللَّهِ هِـــــــــــــــــــــــيمٌ فوائِـظُ     سَمَت نَحوهـــــــــــا أَحقَادُهم والحَفَائِظُ

سُمُوّ حَبابِ المــــــــــاءِ حالاً عَـلَى حَـالِ

أما كانَ فِـــــــــــيكُم مُنكِرٌ يَومَ ذلِـــــــــكا     يَقُولُ وَقَـــــــد خاضَ السُّيوفَ الفَواتِكا

وَبَــــــــــاشَرَ فِي نَصرِ الحُسَينِ المَهَـالِكا     لَــــــــــــعَمرِيَ لا أَلقَى لَكَ اليَومَ تَارِكا

وَلَو قَطَعُوا رَأسِي لَدَيكَ وَأَوصَــــــــــالِي

وَعَاذِلَةٍ هَبَّت عَلَى الـــــــــــــحُزنِ تَعذِلُ     وَأنبَأتُهَا أَنّي عَلَى الــــــــــــسِّبطِ أُعوِلُ

وَرُضت فَذلّـــــــــت صَــــعبَةً أَيَّ إِذلال

كَأَنِّي بِمَـــــــــن عَادَى الرَّسُــولَ تَجَرُّمَا     وَنَادَى بِنَصــــــــــــرِ الأدعِيَاءِ وَهَينَمَا

وَجَــــــــدّ إِلَـى حَربِ الحُسَيــنِ وَصَمَّمَا     يُقَــــــــــــــــــادُ إِلَى نَارِ الوَقُودِ مُذَمَّما

عَلَيــــــــهِ القَتامُ سَــــــيِّءَ الظّنِّ والبَالِ

أَلا إِنّ سِرّ البَغي بـــــــــــــالطَّفِّ أُعـلِنا     غَدَاةَ جَنَى حُلوَ الشَّهَـــــــــادَةِ مَن جَنَى

وَأَزمَعَ لا يَلوِي عِناناً عَـــــــــــلَى الـدُّنَا     أُتِيحَت لَهَا بِــــــــــــيضٌ مُمَوَّهَة السَّنا

وَمَـسنونَةٌ زُرق بأَنيَابِ أَغـــــــــــــــوَال

فَقُل لابـنِ سَعدٍ وَالعَصَا عَبدُ مَن عَـصَى     حَلَفت إِليه وَيكَ أَشـــــــــــــأَمَ أَبرَصَا

وَلَو أَنَّه شَـــــــــــــاءَ الخَلاصَ تَخَلّـصا     وجدّلَكُم فَوقَ الــــــــحَصَا عَدَدَ الحَصا

وَلَيسَ بِذِي سَيفٍ وَلَــــــــــــــيسَ بـنبّال

وَلَكِنّهُ مَا شَامَ سيفاً وَلا انتَـــــــــــــضَى     وَعَن زبـــــــرج الدُّنيا الدَّنِيّةِ أَعرَضا

وَفِي أَن يُـــــــــلاقِي جَدَّهُ البَرّ أَغـمَضَا     وَقَــــــــــد شَغَفَتهُ لَوعَةٌ سُخطُهَا رِضَا

كَمَا شَغَفَ المَهنُــــــوءَةَ الرّجُـلُ الطَّالِي

هُمُ خَدَعوهُ وَالكَرِيـــــــــــــــــــمُ مُخدّعُ     بِمُختَلَق ما فِيهِ لِلصِّدقِ مَطــــــــــــمَعُ

وَقَالَ لَهُم ذو إِفكِهِم وَهوَ يَسمَـــــــــــــعُ     أَلَم يأتِهِ والرُّشدُ بـــــــــــــــالغَيِّ يُدفَعُ

بِأَنَّ الفَتَى يَهذِي وَلَيـــــــــــــــسَ بِفَعّالِ

فَلَمّا استَطَارَت بَينَهُم شُعَــــــــلُ الوَغَى     رَغَا فَوقَهُم سَقــــــبُ السَّمَاءِ بِلا رُغَا

وَأَصبَحَ ثَرثَارُ الـــــــــــــــــهِدَايَةِ أَلثَغَا     وَأَلسِنَةُ البَــــــــــاغِينَ يَا وَيلَ مَن بَغَى

يَقُلنَ لأَهلِ الحِلمِ ضُلاًّ بِتَضــــــــــــلالِ

عَلَى تِلكَ مِن حالٍ دُموعِــيَ تُـــــذرِفُ     فَأَفني بُنَيّاتِ الشّؤونِ وَأَنــــــــــــــزِفُ

وَيُنكِرُ مِنِّي الصَّبرُ ما كــانَ يَعـــــرِفُ     وَأُعرِضُ عَنهُ قَالِيـــــــــــــاً مَن يُعَنِّفُ

وَلَستُ بِمَقلي الــــــــــــــخِلالِ وَلا قَالِ

وَلَو أنّ عُمـري فِي ذُرَى الزَّمَنِ ارتَقَى     غَدَاةَ تَرَاءَى الـــــجَمعُ بِالجَمعِ وَالتَقَى

وَأجفَلَ خَــــــوفَ المَوتِ مَن كَانَ حَقّقا     لَقُــــــــــــــلتُ وَقَد جَدّ اليَقِينُ وَصَدّقا

لِخَيلِيَ كَرّي كَــــــــــــــــرّةً بَعدَ إِجفال

وَضَاحَكتُ شَوقاً وَالضَّـــــرَاغِمُ تَعبِسُ     وَسُمرُ القَنا بَينَ التَّرَائِـــــــــــبِ كُنَّسُ

حِــــمَامى وَبَعضُ المَوتِ رَوحٌ مُنَفّس     وَلَم أَنقَلب أَحمِي حَـــــــيَاتِي وَأَحرُسُ

عَلَـــــــــــى هَيكلِ نَهد الجُزَارَة جَوالِ

لَقَد صَكَّ وَجـــــهَ البَدرِ شَجواً وَخَمّشا     وَأَذرفَ دمعَ الـــــــجوّ حُزناً فأجهَشَا

نَهارٌ عَلَى النَّهرَيــــــــنِ جَاشَ وجَيّشا     وَأَظمَأَ أَصـــــــحَاب الكِساءِ وَعَطّشا

لِغَيثٍ مِن الوَسمِيّ رَائِدُه خـــــــــــــالِ

فَدَى اللَّهُ ذَاكَ الرُّوحَ مَا شَاءَ واشتَـهَى     وَقَدّسَهُ في الصّالِحينَ ونزّهـــــــــــــا

وَصابَت عَلى شِلوٍ إِلَى تُربِهِ انتَهَــــى     مَدَامِعُ تُنبِي أَنّها تُحفَة النُّــــــــــــــهَى

وَجَادَ عَلَيهَا كُلُّ أَســـــــــــــحَم هَطّالِ

وَلَولا قَضَاءٌ أَنجَزَ الوَعـدَ فـــاقتَضَـوا     وسَامَهُمُ أن يَجرَعُوا السُّمَّ فارتَضَـــوا

عَلَو مِثلَمَا كَانُوا بِأَوَّلِهِم عَلـــــــــــــوا     وَعَاينت آسادَ الكِفَاحِ إِذَا سَــــــــــطَوا

وَقد حَجَرَت مِنها ثَعَالِـــــــــبُ أورالِ

لَقَد طاحَ في ذاكَ المَجَالِ كَـــــــــــــلا     وَلا سَريّ قَرَته سَورةَ الكَربِ كَربَلا

يَقولُ وَقَد لاقَى الرَّدَى مَــــــــــــتُهَلِّلا     سَــــــــــــأُدرِكُ عِندَ اللَّهِ مَجداً مُؤثّلا

وَقَد يُدرِكُ المَجدَ المُؤَثَّلَ أَمثَالِــــــــي

سَأَقضِي عَلَيهِ لَــــــــــــوعَةً ومَرَاثِيا     فَأَفنِي حَيَـــــــــــــاتي وَالبُكَا وَالقَوَافِيا

وَلَستُ أُؤَدِّي كُنهَ مَا فِي اعــــــتِقَادِيا     وَمَا المَرءُ فِي الدُّنيــــــا وَلَو دَامَ بَاقِيا

بِمُدرِكِ أَطرَافِ الخُطــــــوبِ ولا آل

.................................................................

1 ــ أدب الطف ج 4 ص 12 ــ 13 عن إعلام الأعلام فيمن بويع بالخلافة قبل الاحتلام لابن الخطيب نسخة خطية ص 37 ــ 38 / ديوان القرن السادس ص 200 ــ 204 / الشعر الأندلسي في عصر الموحدين لفوزي عيسى ص 243 / ذكر منها (12) بيتاً في: التشيع في الأندلس للدكتور كاظم عبد نتيش الخفاجي ص 217 ــ 218 / موقع بوابة الشعراء بتاريخ 19 / 4 / 2012

2 ــ موقع الديوان / موقع بوابة الشعراء بتاريخ 17 / 4 / 2012 / ذكر منها (19) بيتاً في فوات الدواوين ــ الدكتور عباس هاني الجراخ ص 70 ــ 71 عن مجلة المناهل العدد 14 1979 م ص 101 عن مخطوطة كتاب أعمال الأعلام للسان الدين بن الخطيب

3 ــ موقع الديوان / موقع بوابة الشعراء بتاريخ 19 / 4 / 2012 / ذكر منها (7) مقاطع في: تأثير امرئ القيس في الخطاب الأدبي والنقدي الأندلسي ــ رسالة دكتوراه ه في الأدب قسم اللغة العربية وآدابها جامعة مؤتة للأستاذ عمر فارس الكفاوين، 2011 ص 129 ــ 135

4 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ٣٨٩

5 ــ معجم الأدباء ج 12 ص 10

6 ــ تحفة القادم ص 119

7 ــ الذيل والتكملة ج 2 ص 140

8 ــ إعلام الأعلام فيمن بويع بالخلافة قبل الاحتلام ج 1 ص 74 ــ 75

9 ــ أبو يوسف عبد الله بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي الملقب بـ (المنصور بفضل الله) بويع له في حياة أبيه وبأمر منه، وبعد وفاة والده سنة 580 هـ / 1185 م واستمر في السلطة حتى سنة 595 هـ / 1198 م إذ توفي وكان له من العمر ثمان وأربعون سنة. عن الأنيس المطرب لابن أبي زرع ص 226 ــ 231 / المعجب للمراكشي ص 336

10 ــ المغرب في حلى المغرب ج 1 ص 212

11 ـــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 305

12 ــ فوات الوفيات ج 2 ص 117

13 ــ المُغرب في حلي المغرب ج 2 ص 212

14 ــ أدب الطف ج 3 ص 246 ــ 256

15 ــ يقول عبد اللطيف السعداني: (يعود الفضل في اكتشاف هذه النسخة من هذا الكتاب واطلاعنا عليه إلى العلامة السيد العابد الفاسي مدير خزانة جامعة القرويين) أدب الطف ج 4 ص 10

16 ــ أدب الطف ج 4 ص 10 ــ 14

17 ــ تحفة القادم ص 82

18 ــ الوافي بالوفيات ج 16 ص 321

19 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ٣٨٩

20 ــ المستدرك على شعر صفوان بن إدريس التجيبي / مجلة تسليم فصلية محكمة تصدر عن مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات في قسم الشؤون الفكرية والثقافية بالعتبة العباسية المقدسة. السنة الخامسة ــ المجلد التاسع العددان السابع عشر والثامن عشر شوال 1442 هـ / 2021 م ص 470

21 ــ الأعلام ج 3 ص 205

22 ــ التشيع في الأندلس ص 217

23 ــ درر السمط في خبر السبط تحقيق عبد السلام الهراس وسعد أحمد عراب مقدمة المحققين ص 15

24 ــ نفح الطيب للمقري ج 5 ص 74 / الرثاء الحسيني في الأندلس ــ محمود عبد الجبار عاشور ، منشورات محافظة بغداد ــ المركز الثقافي البغدادي الإصدار الثالث 2012 ص 212

25 ــ الرثاء الحسيني في الأندلس ص 212

26 ــ أعيان الشيعة ج 7 ص 389 / التشيع في الأندلس ص 218 / الرثاء الحسيني في الأندلس ص 210

27 ــ موقع الديوان / موقع بوابة الشعراء بتاريخ 19 / 4 / 2012

28 ــ دائرة المعارف الإسلامية الشيعية للسيد حسن الأمين دار التعارف بيروت 1981 مجلد 3 ص 409 410 / مجلد 2 ص 143

29 ــ تأثير امرئ القيس في الخطاب الأدبي والنقدي الأندلسي رسالة دكتوراه ه في الأدب قسم اللغة العربية وآدابها جامعة مؤتة، 2011 ص 125

30 ــ نفس المصدر ص 129 ــ 135

كما ترجم له وكتب عنه:

ابن الأبار / تكملة الصلة ص 426

ابن الخطيب / الاحاطة في أخبار غرناطة ج ٣ ص ٣٤٩

ابن الشعار / قلائد الجمان ج ٣ ص ١٧٧

رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 5 ص 19 ــ 20

البغدادي / هدية العارفين ج 1 ص 427 

الحِميرى / الروض المعطار في خبر الأقطار ص 612 

عمر فروخ / تاريخ الأدب العربي ج 5 ص 550 ــ 553

عبد الحسين شبستري / مشاهير شعراء الشيعة بالرقم 463

الأستاذ عبد القادر محداد / تحقيق كتاب زاد المسافر وغرة محيا الأدب السافر للمرسي ص١٢٠ ــ ١٢٣

الدكتور محمد بن شريفة / أديب الأندلس أبو بحر التجيبي عمر قصير وعطاء غزير

الدكتور أحمد حاجم الربيعي ــ ديوان صفوان بن ادريس المرسي ــ جمع وتحقيق

الدكتورة هالة عمر فاروق إبراهيم الهواري ــ شعر صفوان بن إدريس جمع ودراسة وتحقيق مركز البابطين لتحقيق المخطوطات الشعرية : دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر و التوزيع 2012

ابتهال تركي عبد الحسين الغزي ــ شعر أبي بحر التجيبي دراسة أسلوبية ــ رسالة ماجستير جامعة بغداد - كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية - قسم اللغة العربية ــ 2013

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار