168 ــ حسين آل عمران القطيفي: توفي (1186 هـ / 1772 م)

حسين آل عمران القطيفي: (توفي 1186 هـ / 1772 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين تبلغ (31) بيتاً:

ذا غلّةٍ لم يطفِ لاهــــــبَ حرِّها    في (كربلا) من ماءِ عذبِ فراتِها

في الأرضِ عارٍ والسماءُ تودّ لو    وارتـه أو ضـمَّــــــته في هالاتِها

تبكي له عينُ السـحـائـبِ حـسرةً    وتـودّ لـو ترويه مــــــن قطراتِها (1)

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين تبلغ (79) بيتاً:

كأني به فــــــــي (كربلا) معْ عصابةٍ    لهـــــــمْ جُنـنٌ من بأسِهمْ ومغافرُ

معــــــــاويرُ كالليثِ الغضوبِ جراءة    مساعيرُ نيرانِ الحروبِ صوابرُ

يرونَ المنى خوضَ المنايا إلى الردى    وقـتلهــــــــمُ في اللهِ نعمَ الذخائرُ (2)

ومنها:

وقــــــد قــتـلـت أبـنـاؤه وحـمـاتُـه    وأسرتُه في (كربلا) والعشائرُ

وكم ثَمّ في أرضِ الطفوفِ حرائرٌ    مـن النسوةِ الغرِّ الكرامِ حوائرُ

وتلكَ العفيفاتُ الذيولِ ذوي النهى    براقـــــــعُها مسلوبة والمعاجرُ

الشاعر

الشيخ حسين بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن عمران القطيفي، عالم وشاعر من شعراء أهل البيت (عليهم السلام)

قال عنه السيد جواد شبر: (العالم الكامل والمهذب الفاضل، له حواشي كثيرة على جملة من الكتب، وكان من شعراء أهل البيت عليهم السلام) (3)

وقال الشيخ علي البلادي البحراني: (العامل الكامل الشيخ حسين بن محمد بن يحيى بن عمران القطيفي كان من الفضلاء وله حواشي كثيرة على جملة من الكتب ولم أقف له على مصنف وكان من شعراء أهل البيت (عليهم السلام) وجدت بخطه له قصائد في رثاء الحسين (عليه السلام) وكان خطه في غاية الجودة والملاحة ولا أدري عمن يروي من المشائخ والله العالم) (4)

وقال عنه الشيخ محمد علي التاجر البحراني: (العالم العامل، الفقيه الفاضل، الأديب الكامل..) (5)

وذكره الشيخ أغا بزرك الطهراني في معرضه حديثه عن كتب الشيعة فقال: (ناظمة الشتات فيما يستحب تأخيره من أوائل الأوقات: لأبي الحسن سلميان؟ (سليمان) بن عبد الله بن علي بن الحسين بن يوسف بن أحمد بن عمار البحراني الماحوزي م‍ 1121. أوله: [الحمد لله على تواتر آلائه وتوافر نعمائه... رتبه على مقدمة وثلاث مقامات ذكر في آخره تمام نسبه وفرغ منه 9 ج 1 / 1103 والنسخة بخط حسين بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن عمران القطيفي، كتبها لنفسه في 17 صفر 1147 عن نسخة خط المصنف....) (6)

وقال الشيخ فرج آل عمران القطيفي: (رأيت بخط الشيخ حسين هذا كتاب: العشرة الكاملة، للشيخ سليمان الماحوزي كتبه بأمر أستاذه الشيخ ناصر بن عبد الحسن المنامي، فرغ من كتابته سنة ١١٤٢ هـ وذكر نسبه هكذا: حسين بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن عمران القطيفي. أقول وفي الكتاب ما يدل على أنه عاش إلى سنة ١١٨٦ هـ) (7)

شعره

قال في مدح أهل البيت (عليهم السلام) من قصيدته الرائية التي تبلغ (79) بيتاً:

همُ القومُ لا يشقى الجليسُ بـــــهم ولا    يــــــــفاخرهمْ في العالمينَ مُفاخِرُ

همُ القومُ إن نودوا لــــــــــدفعِ كريهةٍ    أجابوا صراخَ المستغيثِ وبادروا

هُم منبعُ التقـــــــــوى هُم منبعُ الهدى    وفـي أزماتِ الدهرِ سحبٌ مواطرُ

اذا جلســــــــوا أحيوا النفوسَ معارفاً    وفــي صـهواتِ الخيلِ أسدٌ قساورُ

مساميحُ في اللأوا جحاجيحُ في الوغا    مصـــــابيحُ إذ ليلُ الضلالةِ عاكرُ

نجومُ الهدى رجمُ العدى معدنُ الندى    لكفّ الأذى يـــــدعوهمُ مَن يحاذرُ

تـخـــــــطّفهم ريـبُ المنونِ فأصبحوا    ولـلـدهـرِ نـابٌ فـــــيـهـمُ وأظـافـرُ

وألقى عصاهُ في خـــــــــلالِ ديارِهم    مـقـيـــمـاً كما ألقى عصاهُ المسافرُ

فهمْ بين مقتــــــــــولٍ وبـيـن مُــحـلأٍ     وبـيـن أسـيرٍ قـد حـوتـه الـمطامرُ

ومنها في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

وصدعٌ دهـــــى الإسلامَ لـيـسَ بـمـلـتقٍ    بـه طـرفـاهُ مـا له الدهرُ جــــابـرُ

مصابُ ابنِ بنتِ المصطفى مفخرِ العلا    ومَن كرمتْ أحسابُه والـــعناصرُ

كـأنـي بـه فـــــي (كربلا) مـعْ عصابةٍ    لـهـم جُـنـنٌ مـن بـأسِـهم ومـــغافرُ

مغاويـــــــــرُ كالليثِ الغضوبِ جراءةً    مساعيرُ نيرانِ الحروبِ صـــوابرُ

يرونَ المنى خـوضَ المنايا إلى الردى    وقـتـلهمُ فـي اللهِ نـعــــــــمَ الذخائرُ

فكمْ مارقٍ أردوه في حــــــــومةِ الوغا    وغُودرَ في البوغاءِ رجسٌ وغادرُ

الى أن قضوا من بعدما قصـــدوا القنا    وفـلّ من الضــربِ الدراكِ البواترُ

وحفّت بسبطِ المصـطــفى زمرُ العدى    وقد شـرَّعتْ فيه الرمـاحُ الشواجرُ

فظلّ يخوضُ الـمــــــــوتَ تحسبُ أنه    هوَ الليثُ أو صقرٌ إذا انقضّ كاسرُ

ويمشي إلى الهيـجاءِ لا يرهـبُ الردى    وقد زاغـتِ الأبصارُ بل والبصائرُ

فلم أرَ مـكـثـوراً أبـيــــــــدتْ حـمـاتُـه    بـأشـجـعَ مــــنـه حـين قلَّ المُظاهرُ

الى أن ثوى لـمـا جـرى قـــــلمُ القضا    عـلـيـه وخــــــانـتـه هـنـاكَ المقادرُ

فللهِ مـلــقـىً في الـثـرى متســـــــــنّماً    عـلـى غــاربِ الـعليا تطأهُ الحوافرُ

وللهِ عـارٍ بـالـعـرى تحــــــــسدُ السما    بـهِ الأرضَ إذ ضـــمَّـتـه فيها مقابرُ

تنوحُ الـمـعـالـي والـعوالــــــــي لفقدِهِ    وتـبـكـي لـه عـيــنُ الـتـقى والمنابرُ

وقال من تائيته التي تبلغ (31) بيتاً:

للهِ مـوقــــــــــــفُـه ومـوقـفُ فتيةٍ    عُدِموا النصـيرَ ولو دعتْ لم يأتِها

يـتـواثـبونَ على المنيةِ أشبهوا الـ    آســــــــــــــادَ فـي وثباتِها وثباتِها

شمُّ الأنـوفِ كـريـــــمـةٌ أحسابُهم    حلّوا مـن العـــــــليا على ذرواتِها

من بينهمْ سبــــــط الـنـبيِّ بوجهِه    سـيـمـا الـنـبوةِ حــــــائزاً قسماتها

يحمي حمى الدينِ الحنيفِ بعزمة    تحكي الأسـودَ الربدَ فـــي غاباتِها

حتى قـضـى والكـائـنـاتُ بأسرِها    تـتلــــــــــو مـحامدَ ذاتِه وصفاتِها

ومنها:

عرِّجْ على قبــرِ النبيِّ بطيبةٍ    وانعَ الحسينَ ونادي في حجراتِها

قل: يا رســـولَ الله آلك قُتِّلوا    لـــــــمْ يُرعَ حقُّ اللهِ في حُرماتِها

هذا حبيبُكَ بـالعــراءِ ورأسُه    حـمـلــــــتْ أمـيّة في رفيعِ قناتِها

هذا حبيبُكَ بالطفـوفِ مُجدّلاً    مـا بين جـــــــندلها وحرِّ صفاتِها

واهتفْ بفاطمةِ البتولِ مبلّغاً    مـا حـلّ فـي أبــــــــنـائها وبناتِها

وقال من أخرى تبلغ (63) بيتاً:

باعـوا نـفـوسَـهـــمُ للهِ بل غضبوا    لأجـــــــــلِـه فـحـباهمْ منه رضوانا

فظلَّ فرداً أخـــــو العلياءِ واحدها    قـطبُ الورى منبعُ الأسرارِ مولانا

حامي الحقيقة محمودُ الطريقةِ إنـ    ـسانُ الخليقةِ بل أعلى الورى شانا

يأبى الدنيـــــةَ أن تـدنو إلـيه وأن    يعطي القيـــــادَ إلى من عهدِه خانا (8)

ومنها في الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

لعل رحمة ربي أن تداركـــــــــــــــــنا    بصاحبِ العصرِ أعلى الخلقِ برهانا

حـتـى نكفّ به بـــــــــــأس الذين بغوا    ويـمـلأ الأرضَ أمـــــــنـاً ثـمّ إيـمـانـا

يا ابنَ الغطاريفِ والساداتِ من مـضرٍ    والمصدرينَ شبا الهنــــــــــديِّ ريَّانا

لـــــــــو كنتُ شاهدَ يومِ الطفِّ رُزئِكمُ    مِن كلِّ أشوسَ من ذي المجدِ عـمرانا

القادحيــــــــــــنَ زنادَ الـمـجـدِ دأبـهـمُ    كـمْ أوقـدوا للـقِـرى والروعِ نـــــيرانا

نـفـديـكــمُ ولــقـد قــــــــلَّ الـفداءُ لـكـم    مِـنّـا ونـبـــــــــــــذلُ أرواحـاً وأبـدانـا

لكن تأخّـرَ حـظـي فالتــــــــجأتُ إلـى    مديحكـــــــــمْ في الورى سراً وإعلانا

.........................................

1 ــ أدب الطف ج 5 ص 324 ــ 325 / ديوان القرن الحادي عشر ج 1 ص 203 ــ 205

2 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 27 ــ 30 / أدب الطف ج 5 ص 319 ــ 322 / ديوان القرن الحادي عشر ج 2 ص 45 ــ 52

 3 ــ أدب الطف ج 5 ص 323

4 ــ أنوار البدرين ص ٣١٠

5 ــ منتظم الدرين في أعيان الإحساء والقطيف والبحرين ج 1 ص 497

6 ــ الذريعة ج ٢٤ ص ١٧

7 ــ تحفة أهل الايمان في تراجم علماء آل عمران ص 26

8 ــ أدب الطف ج 5 ص 325 ــ 328

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار