145 ــ ستار المالكي: ولد (1384 هـ / 1964 م)

ستار المالكي: (ولد 1384 هـ / 1964 م)

قال من قصيدة (يا سيد الجرح) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام)

وبأيِّ (قُبحٍ) قَد أَلَامُ؟ بصُــــــورةٍ     رسَمَتْ دِماكَ، وذنبُ قتلكَ أقبحُ؟

صفحاً أبا الفضلِ الكبيــــرِ لأنني     مَا عـدتُ أحتملُ العَذولَ وأَصفحُ

دمعُ الصِغارِ بـ (كربلاءَ) يَهزُّني     وبكلِّ أرضٍ فـــــــي ولائكَ أُذبحُ (1)

وقال من قصيدة (جمرٌ ..على شَفةِ الضِّفاف) وهي إلى سيِّدِ الشهداءِ أبي عبد اللهِ الحسين (عليه السلام)

فإذا الرمالُ بـ (كربلائـِ) ـكَ روضةٌ      فوّاحةٌ، تسقي القلوبَ وتُنعِمُ

وإذا الفراتُ بما وَهبْتَ، مســـــــافرٌ     بمـحطةِ الظَمأ المُكابِرِ يحلمُ

رَيّانَ، مِنْ عَطشٍ، يَزِمّ ضفــــــــافَه     في ضِفَّتيــــكَ، بمائهِ يَتلعثمُ

ومنها:

سارَتْ وأعْيُنــــها، توَدِّعُ (كربلا)      فبدتْ كــــــأنّ على ثُراها أنْجُمُ

شَعّتْ، فراقِـدَ والصحابُ تَخضَّبوا     بــــدمٍ على السُّدُمِ الكئيبةِ تُرسَمُ

أسْداً، يَهابُ لوقعِ صولتِها الرَّدى     دونَ الرؤوسِ على البطائِحِ نُوَّمُ

وقال من قصيدة (نوارس الجدب):

فكمْ من بليــــــــــــغٍ منيعٍ مباحْ     يعسِّفُه جهلُ من يستبيــــــحْ

وكمْ من شروقٍ أتتْ (كربلاء)      بلونِ الحسينِ طواهُ الضريحْ

رويدكَ إذ تستبينَ الصبـــــــاح     فيبدو إليـــــــــكَ بوجهٍ كليح

الشاعر:

ستار بن جبار بن حسن المالكي، ولد في بغداد ودرس في مدارسها تعليمه الأول لكنه غادرها بسبب تعسف النظام البعثي وأكمل دراسته في المهجر، كوّن ثقافته ذاتياً من خلال قراءاته لكثير من الكتب الدينية والسياسية والاجتماعية والفلسفية والأدبية، كما درس العلوم الدينية في الحوزة العلمية في إيران 

عاد إلى العراق بعد سقوط الصنم ليمارس عمله الأدبي ونشاطه الفكري فأسس صحيفة الولاء في النجف الأشرف عام (٢٠٠٤) وترأس تحريرها، كما عمل مشرفاً على البرامج الدينية، ورئيساً للتحرير في بعض القنوات والمجلات.

طبعت له مجموعتان شعريتان هما:

1 ــ ليس لي بلد سواك. ٢٠١٠ في بغداد دار الشؤون الثقافية

2 ــ نبوءآت ٢٠١٧

ولديه مجموعتان جاهزتان للطبع هما:

1 ــ محطات تنتظر الرحيل

2 ــ أوراق لملمها الخريف

شعره:

قال من قصيدة (يا سيد الجرح)

مَا عدتُ في بلدِ المواجـعِ أمــــــــرحُ     لطفولتي عذري، فجرحُكَ مَسرحُ

كَبرتْ على عمري الـصَغير طفولتي     فــــأتيتُ مَجروحاً لجرحِكَ أمسحُ

يا سيَّد الــــــــــــــجُـرح المُكابر إنّني     طفلٌ وجرحُكَ في الطفولةِ يَجرحُ

ما زلتُ ألثَغُ والأكـــــــــفُّ صَغيرةٌ       فَبــــأيّ آلاءِ الـــــعزاءِ سَأفصحُ؟

وبـــــــأيِّ لَعبٍ والمَدائنُ فــــي دَمـي     تلهو بأشلاءِ الرضِيـــــعِ وتَسبحُ؟

وبأيِّ (قُبحٍ) قَد أَلَامُ؟ بصُــــــــــــورةٍ     رسَمَتْ دِماكَ، وذنبُ قـتلكَ أقبحُ؟

صفحاً أبا الفضلِ الكبيــــــــــرِ لأنني     مَا عـدتُ أحتملُ العَذولَ وأَصـفحُ

دمعُ الصِغارِ بـ (كربلاءَ) يَــــــهزُّني     وبكلِّ أرضٍ فــــــــي ولائكَ أُذبحُ

وقال من قصيدة (نجوى على ألسنة الجراح) وهي في سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام):

أَورَقتَ أزمنةً بروضِ إقـــــــــاحِ     وأَقَمتَ أضرِحَــــــةً بغيرِ روَاحِ

وعلى عيونِ الدَربِ غَبشة طَارقٍ     جئتَ الــــــــجِراحَ بنشوةِ القِدَّاحِ

يُوميْ إلى الإشــــراقِ وهو بديهةٌ     لِـــــــــمَدَىً يَشِكُّ بلثغةِ الإصباحِ

غَسَلَ الـــــــــرِمَالَ نَهارُه نَهرٌ بَدَا     يجري ظَميءَ الرِيقِ في الأقدَاحِ

سَـــــــفرٌ أخيرٌ في انتظارِكَ، آيِةٌ     رأسٌ يَطوفُ بمنبرٍ سَـــــــــــفَّاحِ

يــتَعَسَّرُ الإيضاح تِلكَ مَـدائِن (الـ     ـدينار) هَل جَدوى مِنَ الإيـضاحِ

كيفَ ألتَفَتَّ إلى الوَراء سِـنينكَ الـ     ـقَدَّام للذَبَّــــــــاحِ صِرنَ أضَاحي

كيف ألتَفَتَّ ويــــــــقتفيكَ مُراوغٌ     مَــــــــسَحَ العيونَ بدمعَةِ التمساحِ

همْ عتّقوكَ وجَـــدَّدوك .. وَعَتَّقوا     يَستَمرِؤون مَـــــــــــــوائِدَ المُدَّاح

جَعجِعْ بقافلةِ السُـكوت لِيُنجبَ الـ     ـصَمتُ البَتُولُ كتائباً و(ريَــاحي)

وقال من قصيدة (جمرٌ ..على شَفةِ الضِّفاف):

حَجّتْ إليكَ قصــــــــــــــيدتي تتضرَّمُ     ومدائني في جَــــــمرِ طَـفِّكَ تُفْطَمُ

وضّأتُ صَــــــبري فـي فُراتِ محرَّمٍ     وفراتُ صبـــرِكَ للــمُبضَّـعِ مَرهَمُ

وتـــــــــــــلوتُ لحـناً للصُّمود فهزَّني     آيُّ الإبـــــاءِ، فصــرتُ فيكَ أُتمتِمُ

وَصَحبتُ دَمعيَ صـوبَ جُرحِكَ زائرٌ     طُهرَ الصـعيدِ بحيثُ جِسمِكَ يَجثِمُ

فرأيتُ رأسَكَ، في الـرِّمــــــاحِ، كقِبلةٍ     بتـــــــــــرابهِ طهُرَتْ رؤىً تتيَمَّمُ

والفرضُ، يسبقهُ الوضوءُ سوى الذي     (بالنَّحرِ) أدّى الـفرضَ وضَّأَهُ الدَّمُ

فأزيدُ من عَجَبٍ، تقطّــعَ في (رِضىً)    ويشيدُ رفضَــكَ في الضمـائرِ مأتمُ

وقُتلـــــــــــتَ مظلوماً، وتذبَحَ منْ قفا     ليقـــــــــــومَ وجهُكَ للحـقيقةِ مَعْلَمُ     

حتى الذي أنــــــــــتصَفتْ به طُرقاتُه     عَشِقَ المُضِــيَّ لِحَج نهـجِكَ يُحْرِمُ

سَئموكَ، ما شُقَّ الدُجــــــــى بمصيبةٍ     ذَهَبتْ، وذِكــــــرُكَ خــالدٌ لا يُسأمُ

فإذا الرمالُ بكربلائِكَ روضـــــــــــةٌ     فوّاحةٌ، تسقي القلــــــــــوبَ وتُنعِمُ

وإذا الفراتُ بما وَهبْتَ، مســــــــافرٌ     بمحطةِ الظَمأ المُكــــــــــــابِرِ يحلمُ

رَيّانَ، مِنْ عَــــــــطشٍ، يَـزِمّ ضفافَه     في ضِـــــــــــــــفَّتيــكَ بمائهِ يَتلعثمُ

وكأنّ شطآنَ الفــــــــــراتِ لِمَا رَأتْ     رَسَمَتْ ملامحَ مــــا يَهولُ، وَيعَظّمُ

فالشمسُ تصبغُ وَجْهَ حُـــزنِ نهارِها     برؤى الغروبِ، وفي الرِّمالِ تُحَشِّمُ

والخيلُ تعدو بالسنابكِ تعْتـــــــــــلي     صَـــدراً، حَوى صدرَ النـبيِّ، تُهَشِّمُ

وكأنّ أعناقَ الصوارمِ إذ هَـــــــوَتْ     قهراً، تقـــــــــــــــبّلُ جرحَـهُ وتُسَلّمُ

وكأنّها إذ بَضّعتـــــــــكَ، واُرغِمَتْ     غاصتْ بعُمْقٍ في جــــــــراحِكَ تلثمُ

وبكلِّ ناحيـــــــــــــةٍ تُـمَـرِّرُ شفرَها     ثغراً ترى في كــــــــــلِّ جُرحٍ يَبسِمُ

مُستعذِباً صبرَ القضـــــــــاءِ، وقلّمَا      يحلو على مَضَضِ التصـــــبِّرِ علقمُ

هَلْ يعلموا، مَنْ قـــــــــاتَلوكَ بأنّهمْ     ذَبَحوا مِن الأسماءِ ما هوَ أعــــــظمُ؟

الناسُ في دينِ المُلوكِ تعَـــــــــبَّدَتْ     لَعِقاً، تُدينُ بمــــــــــــا تـقولُ وتَزعُمُ

فتُخِيطُ أرديةَ الأنــــــــــــامِ ضلالةً     لا تستبيـــــــــــــــنُ، إذا تـلألأ درهمُ

والأفْقُ يختزلُ المَسيــــــــرَ، بحرَّةٍ     مَسبـــــــــــــــــيَّةٍ .. وعِـدَاتُها تَتقدَّمُ

واضيعَتاه، سياطُهُمْ بمتُونِـــــــــــها     طُبِــــعَتْ فـ (زينب) بالسيــاطِ تُحَزَّمُ

وخيامُ نســـــــوَةَ هالها لهبُ اللظى     نَشبَتْ، لتطــــــــفِئ نارَ حـقدٍ تُضـرَمُ

وكأنّ ما أخذ اللهيــــــــــبُ مُبعثِراً     رَدّتهُ بالصبرِ الجميـــــــــــــــلِ تُلمْلِمُ

مَسبيّةً رَفعوأ رؤوساً حــــــــــولها     بالأمسِ تحدوها، فأضحتْ تُــــــــشتَمُ 

سـارَتْ وأعْيُنــــها، توَدِّعُ (كربلا)     فــــــــبدتْ كـــــــأنّ على ثُراها أنْجُمُ

شَـعّتْ، فراقِـدَ والصحابُ تَخضَّبوا     بــــدمٍ عـــــــــلى السُّدُمِ الكئيبةِ تُرسَمُ

أسْـداً، يَهابُ لوقعِ صـولتِها الرَّدى     دونَ الرؤوسِ عــــــــلى البطائِحِ نُوَّمُ

صَرعَى كأنّ هتافَ صـمتٍ مُـفعمٍ     بالكبرياءِ على سكوتِهِـــــــــــــــــمُ فمُ

صرخوا بألسنةِ النّحُورِ فأْسْمَــعوا     وبموتِهم أحيَا العُصــــــــــــورَ مُحرَّمُ

..........................................................

1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار