137- شاكر الغزِّي ولد: (1398 هـ / 1978 م)

شاكر الغزِّي (ولد 1398 هـ / 1978 م)

قال من قصيدة (المَلاك الأَبيض)

(كربــــــلاءَ) اتِ أَنَّةٍ ونعاءٍ     من لـظى حرِّهِ يجفُّ الريقُ

تــــتقرَّى كفَّ الحسينِ فقيراً     وسِـــواهُ مَن بالعطايا خليقُ

ربّما ضاعتِ الحقوقُ، ولكـ     ـنَّ حُسيناً بهِ تُصانُ الحقوقُ (1)

وقال من قصيدة: (غبار الملائكة)

أَنخْتُ رحاليَ في (كربلاءْ)

وحيثُ الجيوشُ ... تسدُّ الفضاءْ

تُثيرُ الغبارَ

فتَعمي عيونَ السماءْ

أَلوفٌ من الجُندِ حطّتْ

لترفعَ رأسَ الحسينِ إلى رتبةِ الشهداءْ

إلى رتبةٍ

حَسَدَتهُ على نيلِها الأَنبياءْ

..............................................

وقال من قصيدة (داخلاً من بابِ حِطَّة)

تمحو صحاراكَ من مائهِا المُــــــــــقدَّسِ نُقطةْ

يا دَهْرُ: غَالِطْ وهلْ مثلُ الـ (كرْبلاء)اتِ غَلْطَةْ

سَقَطْتَ فيها كجَلْمُودٍ مِنْ عَــــــــلِ السَّيْلُ حَطَّهْ

الشاعر

شاكر بن ريكان بن شخير الغزّي، ولد في (البطحاء) بالناصرية محافظة ذي قار، بدأ مضمار الشعر قبل أن يكمل العقد الثاني من عمره، ومر بمراحل استكمال نضوجه الشعري بنجاح عبر إدراك ماهية الشعر وخصائصه وطبيعته، ومن خلال وعيه بحركات التجديد في الشعر كان مؤهّلاً للتمعّن والاستقرار ومن ثم الاضافة.

كانت إضافته للشعر حقيقية، أصيلة، ومميزة تمخّضت عن خزين ثقافي ومعرفي كبير، ويستشف القارئ لقصائده المساحة الواسعة والواضحة لخارطته الشعرية وصوته المتفرد فيها.

تجلت قدرة الغزي وإبداعه من خلال تطويع المجاز في القصيدة وهو مقياس يدل على قدرة الغزي والذي فرضت تجربته الذاتية التحكم فيه وإيضاحه بالقدر الذي يفي بالموضوع إضافة إلى ترك القارئ في واحة التأمل لالتقاط أبعد الصور التي رسمها.

نشر الغزي قصائده في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية والمواقع الألكترونية، كما كتب القصة القصيرة، والقصيرة جداً، والمسرحية الشعرية وكانت حصيلته المطبوعة من هذه الأنماط الأدبية:

1 ــ نبوءات هدهد بلقيس / شعر / دار الينابيع في سوريا 2010 م.

2 ــ مسلّة الأرجوان / شعر / دار العارف للمطبوعات 2013 م.

3 ــ الآتون من الحديقة الحمراء / شعر / مركز تبارك لرعاية الإبداع 2015 م.

4 ــ بيادق زرق / مسرحية شعرية / دائرة الثقافة والإعلام ــ الشارقة 2016 م.

5 ــ أتلاشى كظلّ أبي / شعر / منشورات ضفاف ــ بيروت 2017 م.

6 ــ غيتارات شكسبير / قصص / دائرة الثقافة ــ حكومة الشارقة ــ 2019م.

كما أنجز من الأعمال الأدبية التي لا تزال مخطوطة:

1 ــ عزلة عارية / رواية.

2 ــ عند شرفة جوليت / نوفيلا.

3 ــ طفلة على درج النوفرة / بحث تأريخي.

حصد الكثير من حديقة شعره من الجوائز منها:

1 ــ الجائزة الأولى في مسابقة قناة العهد الفضائية / الدورة الأولى / 2011 م.

2 ــ الجائزة الثانية للقصيدة العمودية ــ جائزة النور للإبداع / الدورة الرابعة / 2011 م.

3 ــ الجائزة الأولى / الشعر/ مسابقة دار الشؤون الثقافية الإبداعية / الدورة الخامسة / 2012 م.

4 ــ الجائزة الثانية في مسابقة مؤسسة الولاية الثقافية / 2014 م.

5 ــ الجائزة الأولى في مسابقة ملتقى ابن المقرّب الأدبي بالدمّام، المملكة العربية السعودية / الدورة الأولى /2014 م عن ديوان (الآتون من الحديقة الحمراء).

6 ــ الجائزة الخامسة في مسابقة النبأ العظيم الشعرية / الموسم الخامس / 2015 م.

7 ــ جائزة الشارقة للإبداع العربي / الدورة السادسة عشرة / 2012 م عن مجموعتي القصصية (وجوه تكره التجاعيد).

8 ــ الجائزة الثالثة في مجال المسرح / جائزة الشارقة للإبداع العربي / الدورة التاسعة عشرة / 2016 م / عن مسرحيتي الشعرية (بيادق زرق).

9 ــ الجائزة الثالثة في مسابقة كتارا لشاعر الرسول (صلى الله عليه وآله) / الحي الثقافي في قطر / الدورة الأولى 2016م.

10 ــ الجائزة الثالثة في مسابقة سيد الأوصياء الشعرية / 2016 م.

11 ــ ترشّح مجموعته الشعرية (أتلاشى كظلِّ أبي) إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب / 2017 م / فرع المؤلف الشاب.

12 ــ الجائزة الأولى في مجال القصة القصيرة / جائزة الشارقة للإبداع العربي / الدورة 22/ لسنة 2018 م / عن مجموعتي القصصية (غيتارات شكسبير).

نُشرتْ له بعض النصوص ضمن:

1 ــ ديوان: قربان الحرية / مؤسسة شهيد المحراب / العراق.

2 ــ كتاب: وفاء عبدالرزاق أفقٌ بين التكثيف والتجريب / مؤسسة المثقف العربي / أستراليا.

3 ــ مجموعة قصصية: يوم واحد من العزلة / المتكأ الثقافي / البحرين.

4 ــ ديوان: لا وطن إلا القصيدة/ دار إبداع للتنمية الثقافية/ مصر.

5 ــ ثلاثون قصيدة في مدح الرسول (صلى الله عليه وآله) / كتارا / قطر.

تُرجم له ضمن:

1 ــ الطبعة الثالثة من معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين / المجلد الثامن.

2 ــ الجزء الثالث من الموسوعة الكبرى للشعراء العرب 1956 ــ 2006.

3 ــ كتاب: الأصدقاء من العلماء والأدباء للكاتب والمؤرخ صباح غميس الحمداني.

وهو:

عضو الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.

عضو إتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار.

عضو إتحاد الشعراء وكتاب الأدب الشعبي في ذي قار سابقاً.

أحد مؤسّسي منتدى البطحاء الأدبي ورئيس دورته الأولى.

بكلوريوس هندسة مدنية عام 2002م.

أحد نجوم برنامج (أمير الشعراء) في موسمه السادس / 2015 م.

شعره:

قال من قصيدة (لغة الإله) وهي إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)

تتهرَّبُ الكلماتُ منّي كـــــــــالقطا     كلٌّ تـلوذُ بأُخْتِها إذ تَجْــــــــــفَلُ

من أينَ أرتادُ السمــــــاءَ؛ وسُلَّمي     نوتـاتُهُ قصبٌ وغيمُـــكَ منجلُ؟

قبلي فلاسفةُ العـــــــــراقِ تهافتوا     ولنـخلِ حِكْمتكِ الــــنبيِّ توسَّلوا

ورَمتْكَ قــــوسٌ ما، وراءَ سهامها     بدوٌ أَزارِقُ يَــــــمْرُقونَ وتُمهِلُ

لم يفهمـــــوكَ؛ فأنتَ قبلَ حروفهم     لغةُ الإلــــهِ؛ فقيـلَ: نصٌّ مهمَلُ

مُــــــــذْ أخّروكَ وأنتَ أوَّلُ عدِّهم     فـــــــي كلّ شيءٍ كانَ ثمَّةَ أوَّلُ

وشربتُ صوتكَ كالنَّدى جَدَلاً وإذْ     خلفي تـــلاميذُ (المعلِّمُ) هَرْولوا

فــــــــــبأَوّلِ الأسفارِ صارَ مؤلَّهاً     صــــــدري لتنبيهِ الإشارةِ يعقلُ

يا السَّابـــقُ المـشَّاءُ: زدني خُطوةً     أُخـــرى فدَرْبُ الأبجديَّةِ مُوحِلُ

وبظلِّكِ الــــــــلغةُ الجميلةُ هوَّمتْ     وأَوى إليكَ من المعاني المُشْكِلُ

فنمتْ أصابعكَ الـــــــنحيلةُ أحرفاً     سمراءَ منها طينُنا يـــــــــتشكَّلُ

يا مَنْ بساطُ الريحِ تحــتَكَ يرتمي     قلقي إلى جهةِ احتمالِكَ يَرحَـــلُ

أَجْلَسْتُ قربَ يديكَ طفْلَ مـتاهتي     علِّي من النَزَقِ المُراهقِ أُغْـسَلُ

فبقبضِ كفِّكَ تستفيـــــــــقُ ملاحمٌ     وببسْطِكَ الأخرى... يغنِّي بـلبلُ

فاملَأْ بشيءٍ من يقينكِ أَضـــــلعي     فأنا الفراغُ بداخـــــلي يَسْتفـحِلُ

وقال من قصيدة (تسابيح في حضرة علي):

على كتِفَيـــــــــــــهِ كان يحملُ حزنَهُ     ويُسرجُ في ليلِ المــــــساكينِ مَتْنَهُ

كــــــــــــساعي بـريدٍ، ما أّلذَّ رسائلاً     لكلّ يتيمٍ هُــــــــــــــنَّ أَشبعنَ بطنَهُ

على هامشِ المعنى ينامون، ما رأَت     معاجمُــــــــــهم خبـزاً، لتسْرُدَ لونَهُ

ولا فصَّلتْ أَجســـــادُهم غيرَ عُريِها      لتزهدَ من حَمْلِ العذاباتِ خــــــشنَهُ

تُراودهُ الدنيا بنِسْوتـــــــــــــها تصيـ     ـحُ: ذلكَ من لُمتُنَّنـــــــــــــي فيه إنَّهُ

درى أنها سِجنٌ وأَنَّ سجيـــــــــــنَها     كسَجَّانها، فــــــــــاختارَ تقواهُ سجنَهُ

وأنّ بناتَ الـــــــدهْرِ يَضْحَكْنَ للفتى     وينْــــــــــدُبْنَ أنْ لا أَضْحكَ اللهُ سِنَّهُ

فمِنْ قولِها؛ يا كَــــــــم تبسَّمَ ضاحكاً     ومن غيظها امتازتْ؛ فعَضَّتْهُ حُسْنَهُ

ولكنّهُ مَنْ ليسَ يسودُّ وجــــــــــــهُهُ     ومَـــــــنْ يُدركانِ اثنانِ لا غيْرَ شأنَهُ

ومَن بالنهاراتِ الطــــــــويلةِ وحدَهُ     يموتُ ويــــــــــــحيا والـمنايا يُحِطْنَهُ

ومَن ليلُهُ جافاهُ، ما اشتـــــاقَ نومَهُ     ولا الدمْعُ جافى، أيّــــــها الليلُ، جَفْنَه

إذا باسمهِ ناديتُ؛ كم يزدهــي فمي     لأنَّ فمي ترديدُهُ صـــــــــــــــــارَ فنَّهُ

وقال من قصيدة: (مناجاةُ الليلةِ التاسعة عشرة) وهي في شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام):

يا ليلةَ الجُرْحِ: هل يدرونَ مَن جرحوا؟      وأَيَّ وجهٍ، كوجهِ الله، قد لَمــــحوا؟

يدرونَ أَلفَ نــــــــــــــــــبيٍّ كلَّهم قُتلوا     في ليلةٍ ... واليتامى كلَّهم ذُبـــــحوا

أَردانهُ عبِقتْ بالمُعدمــــــــــينَ ... فمن     كلِّ المَساماتِ في قمصانهِ نضَحوا؟

كانوا يحطُّــــــــــــــونَ في أَفياء بسمتهِ     فبينَ عينيهِ للأَيتامِ مُـــــــــــــــطَّرحُ

مذ عينُ تنّورهِ فـــــــــــــــارتْ بأَرغفةٍ     وحولَ موقدِهِ فـــــــــي هَدْأةٍ مَرِحوا

ما عاتبوهُ على عيدٍ يَمُرُّ بــــــــــــــــلا     حَلوى... ولا لـخفايا بُؤسِهم فَضَحوا

يا ليلةَ الجُرْحِ: ما غالوا ســــــوى بشرٍ     لكنَّهُ بكمــــــــــــــــــــــالِ الله يتَّشحُ

ما ينسخُ الدهرُ من آياتِهِ حـسَـــــــــــداً     إلا تجذّرَ نقشاً ليسَ ينمــــــــــــــسحُ

تـــدري السماءُ، وهُم، أنْ لا نـظيرَ لهُ     ولا عليَّ سواهُ ... لا مَنِ اقتــــرحوا

مـــن طارئينَ على فقهِ الحياةِ ... فـهُمْ     للحُبِّ لولا شَبا الفقَّارِ ما جـــــــنحوا

أدري رجــــــالاً يجيئونَ القيامةَ صِـفـ     ـراً من هواهُ فما امتازوا ولا ربحوا

وجئتُ في ضَــنَكِ المَسْرى وراحلـتي     صَــــدرٌ إذا (يا عليْ) نادَيتُ ينشرحُ

روحي يَمامةُ نَـــوحٍ ... عُشُّها وَلـعي     بتمتمــــــــــاتِ أَبوذيَّاتِ مَن صدحوا

علَّقْتُها بخيوطِ الفـــــــــجْرٍ ... أُغـنيةً     تبكي عليهِ ... لــــيقفو دمعتي الفرَحُ

يا ليلةَ القَدْرِ: هذي هــــــــامهُ ابتهلَتْ     نزفاً ... على سُلَّمِ الــــــتكبير ينسَفحُ

ليصعدَ الروحُ ... روحُ اللهِ فـــي يدِهِ     وخلفَهُ مَدَدُ الأملاكِ ... والـــــــــمِدَحُ

وكم تجلّى عليَّاً... قابَ حضـــــــرتهِ     سِرٌّ غُيوباتُهُ... تخفى وتتضـــــــــــحُ

فالعابدونَ لهُ في نارِهِ اشتَجَــــــــروا      والعـــــــارفونَ بهِ في نارِهم سرَحوا

وبينَ ما بينَ كانت خطوتي ارتبـكتْ      وفــي يميني أَرى خمْراً ... ولا قَدَحُ

أَرى انتشائيَ من سُكْرٍ ... يُدثِّـــرني     بهِ تُــــــرابُ عليٍّ ... حيثُ أَصطبحُ

في ساحةِ العَرْضِ، إذ دَيـنونتي وأَنا     بحمـــــــــــــــــدِهِ لكتابِ الحُبِّ أَفتتحُ

وقال من قصيدة (سِفْرُ مراثي إيليّا):

(كان الإمام عليّ عليه السلام يكثر الدخول والخروج إلى صحن الدار وينظر إلى السماء في الليلة التي أصيب فيها، ويقول: هي ...هي والله الليلة التي وعدني بها حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله)

لَمَحَ السمـاءَ وكانَ آخرَ مــــــا لَمَحْ     هوَ أَنْ رآهُ مُــــــــــــسبِّحاً بدَمٍ سَـبَحْ

ورآهُ... يـقترحُ السجـــودَ عليهِ سيـ     ـفٌ يشتهي دمَهُ فلبَّـى ما اقـــــــتَرَحْ

ورآهُ... والأيتـــــــــــــامُ حَنَّتْ بابَهُ     وجبينَهُ المعْصوبَ أَرغـــــفةً رشَـحْ

ورأى الصلاةَ تلوبُ: عفْوكَ سيّدي      لولا انشغالُكَ بي فـرأْسُكَ ما انجَرَحْ

يا مَنْ برأسِكَ مُستقرُّ مـدائــــــنِ الـ     ـكلماتِ، واللغةُ الجـــميلةُ... والمُلَحْ

وعلى يديكَ ينــــــــــامُ ملْءَ جفونِهِ     مَن لم يَجِدْ في الأبجــــــديَّةِ مُطَّرَحْ

لَمَحَ السماءَ... وكانَ آخـــرَ ما لَمَحْ     أَنْ وجْهُهُ في وجْهِ مَن يهـوى سَرَحْ

ورأى إوَزَّاتِ الرحيلِ عــــلى مسا     فةِ ركعتينِ وسجدةٍ لم تُسْـــــــــــتَبَحْ

والبابَ أَمسكَ ثوبَهُ مُتشفِّــــــــــعاً:     مَنْ موصدٌ بابَ الرياحِ إذا انفتَــــحْ؟

ورأى سريرتهُ بأُذْنٍ لا تــــــــــعي     إلا الرحيلَ تصيحُهُ، والصــوتُ بَحْ

اشدُدْ بخارطةِ السماءِ خُـــطـاكَ إنّـ     ـكَ منذُ أنْ هَدَجتْ ركابُكَ لـــم تُرَحْ

ورأى خيوطَ صيامِهِ لم تــــــكْتملْ     بيضاً فسُوداً... مُذ بحُمْرتِهِ اتَّــــشَحْ

ومشى خمـــــيصاً خــلْفَهُ رمضانُهُ     والـــقَدرُ تـدري: قدْرُها فيهِ افتَضَحْ

في ليلةٍ فيها المـــــــــلائكةُ احتفتْ     وتبـــــــــــادرتْ لعليِّها قبلَ الوَضَحْ

والعيدُ جاءَ يوزِّعُ الحـــــلوى على     أَيتامِهِ فــــــــــــرأى الشفاهَ بلا فرَحْ

وقال من قصيدة: (بعطرهِ تتشيَّأُ الرِئات) وهي في سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام):

ركَزوا لهُ بينَ اثنتينِ وظـــــــنُّهم     أَنْ سوفَ ينحَــــرُ خَطْوَهُ مُذ أَبطأَ

أَهدى لمِئذنةِ الأســـــــــــنَّةِ رأسَهُ     تـكبيرةً...! كــــي لا يراهُ مُطَأْطَأَ

وأَضاعَ إصبعَهُ برَمـلِ التيهِ، حتّـ     ـى كـــــــــلّما احمَرَّتْ عُيونٌ يفقأَ

واستلَّ من شَفةِ الرضـيع مُروءةً      مَن غصَّ في عَطَشٍ بفيها اسْتَمْرأَ

وأَشارَ في سَبَّابةِ الكلمــــــاتِ لي     وإلى ضفافِ الغـــــــاضريةِ أَومأَ

قلَّبْ كتابَ الطفِّ، واقرأْ فـيهِ: أَمْ     ما زلتَ أُمِّياً وفكرُكَ مُــــــــطفأَ؟!

مُتْ واقفاً كالنخلِ، أو عِـشْ مَبدأً     وخيانةٌ أَنْ لا تُــــــــــــزاولَ مَبدأَ!

وفي سيد الشهداء (عليه السلام) أيضاً كتب الغزي (داخلاً من بابِ حِطَّة) يقول منها:

زُرْ قَبْرَهُ وتَمَسَّحْ بالـــــــــبابِ لا تَتَخَطَّهْ

زُرْ قَبْرَهُ وادْخُلِ الـبابَ ساجِداً قُلْهُ حِطَّةْ

تَنْحَطَّ عنْكَ خَطايا المَتاعِ تُرْمى كسِقْطَةْ

زُرْ قَبْرَهُ فـــــــــحُسينٌ للمُـتْعَبينَ مَحَطَّةْ

أَكُفُّهُ اليُوسُفِيَّاتُ تَغْزِلُ الجُـــــوْعَ حِنْطَةْ

وقال من قصيدة (قمَرٌ آيلٌ للذبول) وهي في العبّاس بن علي (عليهما السلام) الواقف على جرف المنيّات شاخصاً أبديَّاً:

تَسُلُّ يداهُ هَيْبَةً علَويَّةً     فيَرجُفُ في كفِّ المُلاقيهِ سيفُهُ

ولاعبَ أَطرافَ الأَسنَّــــــــــةِ جدُّهُ     فنِصْفٌ عليٌّ وابْـــنُ مالكَ نصفُهُ

محا صَفْحةَ الإثباتِ، والمَحْوِ سيفُهُ      ولمَّ التفــــــــاصيلَ الكثيرةَ حَرْفُهُ

فــــــمِنْ عينِهِ عينُ الوجـودِ تَشَيَّأَتْ      وعن بأْسهِ اسْرافيلُ حَدَّثَ ضَعْفُهُ

على حَـــــافَةِ الكونِ القـصيَّةِ واقفاً     بهَيْبَتِهِ مُذ كادَ يَنهـــــــــــارُ جُرْفُهُ

أَطَلَّ دويَّاً والــــــــــنهايـاتُ أَومَأَتْ     إليهِ ولكنْ أَثَّثَ البَدْءَ عَصْــــــــفُهُ

فجَرَّ لواءَ الحمْدِ ... جرَّةَ فاتـــــــحٍ     ولفَّ بهِ نَهْراً، ظمـــــــــــــاهُ يلفُّهُ

ومن أخرى فيه (عليه السلام) أيضاً:

يا ماءُ: ماذا أَنتَ لولا قبضتي؟     مَرْسايَ يَذبُلُ، لا مَساسَ يُزلُّهُ

بكَ من يديَّ على الخدودِ تورُّدٌ     وعلـــى ضفافِ العلْقميِّ تَولُّهُ

ما قيلَ: هـــــذا العلقميُّ وماؤُهُ     إلّا وقيـــــلَ: هنا الكفيلُ ونُبْلُهُ

وإلى عبد الله الرضيع (عليه السلام) كتب الغزي (طفل السماء):

طفلٌ وليس كـمثلهِ طـــــــفلُ     في نحرهِ يتبرّكُ النبلُ

رضعَ ابتسـامتَه فــــمن دمهِ     كان الرضاعُ بريـقهِ يحلو

طفلٌ بعمرِ الـوردِ أثقلَ خطـ     ـوَ أبيهِ إذ هو للــعلى ثِقلُ

يمشي ويعـثرُ بــالدموعِ فإن     أبطا يُعجِّلُ خطـوَه المهلُ

في يومِ جـاءَ القــومَ مُنكسِراً     من أجلهِ حـــــاشا به ذُلُ

خدَّاهُ زنبقتـــــــــــــانِ ذابلتا     نِ وثغـــــرهُ بصداهُ مبتلُ

في غفوةٍ للموتِ من عطشٍ     قد أيقظتْ من مسَّهمْ ذَهْلُ

وقال من قصيدة (عريسِ الدم وذبيح الأمنيات) وهي في القاسم بن الحسن (عليه السلام)

أُبلِّلُ وَجنتَيَّ دَمــــــــــاً ... ودَمْعا     إذا أُمِّـــــــي على العِرِّيسِ تنعى

بمَنْظُوراتِ كــــاظمَ: (يُمَّه ذُكْريـ     ـنيَ مِنْ زَفَّةْ شبابْ) تمرُّ سَرْعى

بأَدْيرَةِ الخـــــرائبِ وسْطَ رُوحي     يُرمِّمُ صوتُـــــها الناقوسَ: قَرْعا

فيَخفُــــــــــتُ أُقحوانُ الفجْرِ هَمَّاً     وتُعْولُ سَـــوسَناتُ الليلِ جَـزعى

أَرى وترى معي أَضواءَ أُمّي الـ     ـفقيــــــــــهةِ بـالظلامِ أَثَـرْنَ نَقْعا

تُـــــــوضِّبُ في المُحَرَّمِ كلَّ عامٍ     صَواني العُرْسِ: أَبـــخرةً وشَمْعا

وفي الشيخ أحمد الوائليّ (رحمه الله):

 

 

 

 

 

 

يا طُموحاتِ الطينِ: تُهْتِ على الغيـ     ـمِ وكم أَعيــــــــــــــا اللاهثينَ لُحوقُ

يا عـــــــزيزاً رأَى الكواكبَ: لاَ تَقْـ     ـصُصْ عليِهمْ رُؤْيَاكَ، لا، لن يُطيقوا

لكَ لمْ تدَّخِـــــــــرْ سوى الحُبِّ زاداً      جُبَّةُ الشيخِ... جيبُـــــــــــــها مشقوقُ

ظلَّ في عينيك الــــــــــحُسينُ بريقاً      يومَ شـــــــــظَّى عَينيْ سِواكَ البريقُ

وتَزيحُ الغُبارَ عن جَبــــــــــهةِ الديـ     ـنِ، وتدريــــــــــهِ... أَنـهَكتْهُ الحُلوقُ

هادراً يأتي من حناياكَ صـــــــوتٌ      عيســـــــــويٌّ يَشفي الـعَمى... فيَفيقُ

رُحْتَ عنها؛ فراحَ يطــوي المسافا     تِ وراكَ البيـــــــــــــانُ... والتحقيقُ

أَنتَ طُوسيٌّ... إنْ تُهــــــذِّبْ حديثاً     وإذا ما رويتَ... أَنــــــــتَ الصَّدُوقُ

أَيكةٌ طالَما تغــــــــــــــــــنَّيتَ فيها      غالَها الوحلُ... فالغنـــــــــــــاءُ نقيقُ

وارتَقتْ أَظهُرَ الأَصـــــــائلِ حُمْقٌ      يَزدَهيها الهُتـــــــــــــــافُ والتصفيقُ

ما تَباهى النُسَّاجُ بعـــــــدكَ في ثو     بٍ سوى منكَ خيـــــــــــطُهُ مَسْرُوقُ

مَكروا مَكْراً سيِّئاً وتَنــــــــــــاسوا      هـــــــــــــــــــــــوَ إلا بأَهْلِهِ لا يَحيقُ

وقال من قصيدة (غبارُ الملائكة):

لَمستُ الضريحْ

وكفِّي ارتِجافةُ خوفٍ

وقلبي جريح

ونهرانِ من أدمعي يجريانْ

جحيماً ... وثلجاً

بصحراء خدِّي

وهمسي توارى بغاباتِ صدري

يُنادي:

الأمانَ الأمانْ

ورُحمى لروحٍ

بتقبيلِ أعتابكم تستريحْ

لَمستُ الضريحْ

كأَني لَمستُ جبينَ السماءْ

كأنَّ يدي

لامستْ أَوجُهَ الأَنبياءْ

لَمستُ الضريحَ وقبّلتُهُ ألفَ شوقٍ

وبي ظمأٌ ليس يُروى

لأنّي إذا ما ارتويتُ

سيُظمِئني الإرتواءْ

لَمستُ الضريحْ

وبي رعدةُ الذكرياتِ العجافْ

وقلبي اضطرابٌ

وروحي ارتجافْ

وعقلي تَخامَرَهُ شكُّ مُستيقنٍ

فصلّى بمحرابِ قُدسِكَ مُنفرداً

وأذعنَ إذعانةَ الإعترافْ

لَمستُ الضريحْ

ومَسّحتُ عنهُ غبارَ الملائكةِ المُحدقينَ

يطوفونَ ليلَ نهارْ

حشودٌ تَجيءُ

وأخرى تروحْ

حشودٌ على دكّةِ الإنتظارْ

حشودٌ تُلبّي ... وتستغفرُ

حشودٌ إلى الآنَ تذري الدموعَ

وتستعبرُ

فمُذْ ألف عامٍ

وهذا جبينُ المساءِ

تلطّخَ من دمهِ أحمرُ

لَمستُ الضريحْ

فعادتْ بيَ الذكرياتُ إلى ما وراءِ الوراءْ

إلى عامِ إحدى وستّينْ

أَنخْتُ رحاليَ في (كربلاءْ)

وحيثُ الجيوشُ ... تسدُّ الفضاءْ

تُثيرُ الغبارَ

فتَعمي عيونَ السماءْ

أَلوفٌ من الجُندِ حطّتْ

لترفعَ رأسَ الحسينِ إلى رتبةِ الشهداءْ

إلى رتبةٍ

حَسَدَتهُ على نيلِها الأَنبياءْ

وحيثُ مئاتٌ من الخيلِ جالتْ على صدرِهِ

مئاتٌ

من البيضِ والسمرِ علّتْ

فروِّتْ ظماها

وروّتْ ظِماءَ الفوارسِ من نحرِهِ

لَمستُ الضريحْ

وما بينَ شُبّاكهِ

رأيتُ الحسينَ وحيداً

وحيداً يصلّي

بمحرابِ عشقِ الإلهْ

صلاةَ هوى العاشقينَ ...

إلا يا لها من صلاةْ !

يُناجي  وذوّبَهُ العشقُ  ربهْ

يناجي

وما ضلَّ في المدلهمّات دربَهْ

يناجي

وما دنّستْ جاهليّاتُ ماضٍ عنيدٍ

ولا حاضرٍ طائشٍ

ولا ...

لن يُدنّسَ مستقبلُ الجهلِ ثوبَهْ

يناجي

يتوبُ لكلِّ خطايا الزمانِ

وما بينَ كفّيهِ قد تابتِ التوبَةْ

يناجي

إلهي

رضاً برضاكْ

وصبراً على ما يخطُّ قضاكْ

وكلُّ الذي

سوفَ يَجري عليَّ

قليلٌ ...

لأنيَ سوفَ أراكْ!

...................................................

1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت

gate.attachment

: محمد طاهر الصفار