الحسين .. المبدأ والثورة

الحلقة الأولى   

الحسين اسم أوجز كل معاني القيم السماوية التي جاء بها الأنبياء، وهو رمز لكل مبادئ الحق والخير والصلاح، وجسّد أرفع معنى وأقدس غاية للإنسان والإنسانية في تحقيق المبدأ والعقيدة  والخير ومقارعة الفساد والظلم والطغيان حتى نال بذلك الشهادة فكان أعظم ثائر وأعظم ما يكون عليه شهيد فهو سيد الشهداء وأبو الشهداء وأبو الأحرار جميعا.

الحسين وقف وحده مع قلة قليلة ليموت هو ومن معه في سبيل الحق والدفاع عن كرامة الإنسان وليعلم الناس كيف يعيشون وكيف يموتون، علّمهم معنى الكرامة بقوله: (ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام) وعلمنا أيضاً كيف نكون حقاً (خير أمة أخرجت للناس) لو سرنا على خطاه.

الحسين سيد الشهداء كان كفؤاً للمهمة الملقاة على عاتقه ففجّر ثورته التي انبثقت عن أعظم شهادة في تاريخ البشرية، فكانت شهادته ضماناً لحياة أمة، وأساساً لبناء عقيدة، وكشفاً لأقنعة الزيف والظلم والطغيان الأموي، وإدانة لممارساته البشعة المنحرفة، وإنقاذاً لرسالة السماء من أيدي المحرّفين والمنحرفين.

الحسين سطّر بشهادته أعظم درس للبشرية وهو (الرفض) للظلم والفساد بأحرف حمراء من دم الشهادة فيقيت كلماته تدوّي في الأجيال: (لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد)، فما أعظمه من درس، وما أقدسه من موقف، وما أجلها من عظة.  

محمد طاهر الصفار

gate.attachment

: محمد طاهر الصفار