الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 23/صفر الخير/1440هـ الموافق 2 /11 /2018م :

اخوتي اخواتي.. الحمد لله التي مرّت هذه الزيارة الاربعينية بما مرت بهِ ونسأله تبارك وتعالى دوام الثواب وجزيله الى جميع الزائرين الاكارم ويكتب لهم سلامة الوصول خصوصاً للذين من خارج العراق ولا زالوا في العراق وايضاً المحافظات الكريمة نسأله تعالى ان يوصلهم سالمين غانمين.. بدءاً اوجه الشكر والتقدير لكل القوى العاملة التي سهلّت هذه الزيارة ولا يمكن ان اعدد خوفاً من نسيان البعض ولهم حق علينا لكن شكراً عاماً لجميع الجهات التي بذلت كل ما في وسعها من اجل انجاح هذه الزيارة.. هناك بعض المعطيات احببت ان اشير لها في هذه الزيارة، قبل ان ادخل للمعطيات اُحب ان اؤشر بدءاً الى حالة تتكرر في كل عام وهي لابد للجهات المعنية التفكير الجدّي في القضاء عليها ألا وهي مسألة النقل.. حقيقة نحن في كل زيارة نجدد هذه الدعوة، المشكلة في مدينة كربلاء ان الطرق المؤدية لها ذهاباً واياباً ليست بالمستوى الذي ينسجم مع هذه الاعداد الغفيرة للزائرين ولا اعتقد ان المسألة عصيّة عن الحل قد تحتاج الى تفكير جدي وتخطيط واقعي لأن تُرسم لهذه المدينة هذه المنافذ من الدخول والخروج لأن راحة الزائرين في ذلك، قد ليست مشكلة باصات نقل او سيارات بقدر ما هي مشكلة طُرق ولا اعتقد ان هذه المدينة لها نظير الان في دول العالم، بهذه الكيفية وبهذه الطريقة وفي كل سنة نُجدد الدعوة لكن للأسف لا توجد آذان صاغية ولا توجد حلول حقيقية للموضوع..ارجو ممن يسمع الكلام وهو بموقع المسؤولية ان يقدّر هذه الدعوة هذه من لسان جميع الزائرين ومن حق الزائر علينا ان نوفر له هذه الحالة أي حالة سهولة الدخول والخروج.. هناك بعض المُعطيات احب ان اذكرها وهي كلها تصب في الجوانب الجيدة : الحالة الاولى: حالة الكرم والجود حقيقة عند المواكب وعند الشعب العراقي وانا عندما اذكر الشعب العراقي من باب اثبات شيء للشيء وهناك حق وهذا الحق يؤشر خصوصاً ونحن نعرف كثير من الناس حالتهم المادية اقل من المتوسط لكن هذا الاندفاع وهذا الجود وهذا الكرم الذي يبذله الاخوة والبيوت واصحاب المواكب هذه لاشك انها هي حالة صحيّة، الانسان عندما يعلم ان المال تكمن لذته وسعادته في انفاقه يخرج من هذه القيود المادية التي تؤثر عليه، الذي يتصدى للإنفاق يعلم ان هناك لذّة سيشعر بها عندما ينفق المال لا عندما يخزن المال وهذه حالة الكرم والجود تؤصّل لهذا المفهوم النبيل الذي يندب له الشارع المقدس في اطعام الطعام وتسبيل الماء وهذه خصيصة حقيقة تمتع وتميّز بها الشعب العراقي والمواكب وجميع من يمارس هذه الطقوس فهي خصلة نبيلة ويوفق الجميع ان شاء الله تعالى لها على تنوعها.. الحالة الثانية : حالة التنظيم في الامور وهذه حالة التنظيم في الامور واقعاً هي حالة تُلفت النظر لأن مع هذا الزخم المليوني والناس تستطيع ان تنظّم امورها فمن باب أولى ان تُنظّم امورها خارج الزيارة، يعني هذه الاعداد الكثيرة لم تُربك حركة الناس وتنظيم امورها ولم تُسجّل هناك حوادث مُخلّة وانما هذه الاعداد الكبيرة والانسيابية حقيقة يدل على وعي يتمتع به الاخوة المسؤولين سواء الاخوة المشاة او الاخوة الذين تصدّوا لمواكب الخدمة او مواكب العزاء فهذه حالة تُلفت النظر وتنظيم الامور من الاشياء المحببة والجيدة التي نتمنى ان تستمر دائماً في جميع أشهر السنة.. النقطة الاخرى هي تلك الحالة التي يستجيب لها الاخوة اهل المواكب وهي حالة وجود مواكب للنظافة وهذه حالة جيدة جداً، اهل المواكب كانوا يتمتعون بهذه الحالة يحافظون على الاملاك العامة والاملاك الخاصة قد هناك حالة او حالتين ولكنها لا تُعدّ امام اكثر من عشرة آلاف موكب خدمي في هذه السنة فالسمة الطاغية هناك مواكب تصدّت للنظافة فهناك موكب يطعم وهناك موكب يسقي وهناك موكب ينظّف ويا ليت هذه الحالة تكثر حتى تتميز بعض الامور بشكل جيد جداً.. هناك مُعطى مهم احببت ان اشير له طبعاً هذه الزيارة تمثّل لكل من شاهدها وعايش ظروفها تمثل حالة تربوية راقية جداً تجد الايثار وتجد حُنوّ الكبير على الصغير وتجد احترام الصغير للكبير وتجد حالة من المساعدة وقضاء الحاجة وتجد هناك حالات لا يمكن ان تظفر بها خارج الزيارة يعني هذه الحالة التي ينتدب لها الجميع في سبيل ان يُريح الزائر، هذه الحالة الذي اُحب ان ابيّن لابد ان تُدوّن، هناك أدب يُسمى أدب الرحلة يا ليت الاخوة الاعزاء الذين يأتون في هذه الرحلة خلال خمسة ايام او عشرة ايام  سيشاهدون أشياء وهُم شاهدوها ونقلوها.. هذه الاشياء لا تُشاهد خارج الزيارة لكن لابد ان تُدوّن ونحتفظ بها ليس كأرشيف وانما نحتفظ بها كشيء نعتز به من حضارتنا ومن وعينا ومن قدرتنا على ان نفهم الامور على ما هي عليه وهذا يشمل الجميع من الاخوة الضيوف الكرام وغيرهم الذين يأتون مشياً لابد من تدوين كثير من الامور التي يصادفونها ونحن نتكفل بطباعتها فهذا أثر طيب، الرحلة الى سيد الشهداء سيكتنفها أشياء كثيرة ومشاهدات رائعة على المستوى الانساني وعلى المستوى الحضاري لا يُمكن ان تُحفظ في الذاكرة بين خمس او ست نفرات وانما يجب ان تُكتب وتُدوّن وستكون ايضاً سبباً لإطلاع الاخرين عليها لعلّهم ايضاً يتشرفون بالمشي.. انتم تعلمون بعض الاخوة لم يكن في نيّته ان يتشرف بالمشي لكن القنوات الفضائية جزى الله الاعلام خيراً عندما ينقل هذه المشاهدات هذه ولّدت حالة من التحفيز عند البعض فشدّ الرحال الى كربلاء والتحق بركب سيد الشهداء.. هذه العملية عملية ايصال هذه الفكرة الى الاخرين اعتقد عملية مُحببة بالوسائل المتاحة الممكنة ومن جملتها هذا أدب القصّة الانسان من بداية خروجه الى رجوعه قصّة ممكن ان يؤلف فيها كتيب او كتاب ويطلع عليها الاخرون وهي واقعاً عن رحلة تكون مشوّقة..  النقطة الاخيرة تعودنا ان ننقل للاخوة الاحصائية النهائية لعدد الزائرين.. طبعاً قبل ذلك اُحب ان انوّه انه في سنة 1438هـ كان عندنا ثلاث محاور وفي سنة 1439هـ كانت اربعة محاور وفي هذه السنة كانت خمسة محاور حيث اضيف محور الحر ومحور الحسينية بالاضافة الى الطرق الرئيسية طريق بابل كربلاء وطريق النجف كربلاء وطريق بغداد كربلاء.. طبعاً المعايير التي نعتمد فيها في الاحصائية معايير رقمية يعني بمعنى ان كما ذكرنا في العام الماضي تُنصب كاميرات تعد الزائرين الداخلين فقط وايضاً تعد بالنسبة الى السيارات، وفي السيارات نحن تعاملنا مع الحد الادنى يعني الحد المعقول مثلا ً بعض السيارات كانت طابقين ممكن ان تحمل 90 شخص فنحن لم نذكر هذا الرقم وانما خفضّنا هذا الرقم، فبدأنا دائماً بالحد الادنى وبدأت الاحصائية من يوم 7 صفر ايضاً الى يوم 20 صفر وهو يوم الثلاثاء لغاية الساعة الثانية عشر ليلا ً نحن انهينا العدّ، وطبعاً هناك بعض الزائرين توافدوا لكن نحن حتى نكون في مستوى الدقّة.  وطبعاً الفت النظر الى انه في بعض الاحيان الاحصائيات ومثلا ً سأذكر عزاء طويريج طبعاً عزاء طويريج من الشعائر التي نحرص على استمرارها وهذا العزاء الكبير، في بعض الحالات يعني لا تسعفنا الوسائل الحديثة بعدّ العزاء، يعني طريقة ممارسة عزاء طويريج الكاميرات تخطأ لهذا الاندفاع السريع وسرعة الزائرين وكل باب من ابواب الصحن الشريف.. ظاهرة غير منظورة للعالم، يعني حتى عندما فاتحنا بعض اهل الاختصاص من خارج العراق ونقلنا لهم الصور استغربوا وقالوا لم نعهد هذه الظاهرة فالكاميرات تُعد لأشخاص في كل ساعة كذا اما هذا التدفق الكبير فلا توجد عندنا تقنية وهناك وعد منهم ان يُلاحظ هذا الامر ولكن تبقى مسألة الدقة في هذا الجانب نحتاج الى ممارسات حتى نؤكد هذه الدقّة لكن في زيارة الاربعين الوضع اسهل يعني مداخل المدينة متوفرة وحركة الزائرين هي حركة المشي العادي التي لا يصعب على الكاميرا ان تعدّها..  طبعاً تذكيراً ان في سنة 1438هـ أي قبل سنتين كان عدد الزائرين (11,210,367) زائر، وفي سنة 1439هـ أي العام الماضي كان عدد الزائرين (13,874,818) زائر، وفي هذه السنة كما قلت مع خمس محاور كان عدد الزائرين (15,322,949) زائراً وهذه الزيارة مع وجود اكثر من (10714) موكب خدمي و (225) هيئة جاءت من خارج العراق، طبعاً العدد الذي ذكرته هذا عدد الزائرين من الداخل والخارج حيث ان عدد الزائرين من خارج العراق جاؤوا بحدود المليونين او اقل بقليل والباقي هم من داخل العراق.. نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق ان يكثر زوار سيد الشهداء (عليه السلام) وان يتقبل منّا ومنكم صالح الاعمال وان يرينا في بلادنا وبلاد المسلمين كل خير والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.. حيدر عدنان  الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

gate.attachment