قالها بروحه ...

" حسن أخفض رأسك ؛ فالقناص يتربص بموقعك ، أرفع خوذتك وسترى ان ثمة إطلاقة قناص ستصيبها سريعاً " .

" تراجعوا إلى الخلف قليلاً فهناك قاذفة ستنفجر على مقربة من السواتر " .

" عتادك سينفذ يا سجاد ، بدل مكانك مع علي " .

" رضا هل ما زال جرحك ينزف ويؤلمك ، دعني أقرأ عليه آية الكرسي لعله يهدأ قليلا " .

" أحسنت حسين ( عفية وليدي هلة هلة بالوطن ) أضربهم ونادي يا علي " .

" والله أشم رائحة النصر وأراكم تزفوا البشرى إلى كربلاء وتحملون رايات الأخذ بالثأر للشهداء " .

" نعم نحن شيعة علي الكرار لا ننثني " .

وبعد نداءه !

" ما هذا الصوت الذي يتناهى لمسامعي ، والله كأني أسمع صوت سيد عقيل ... ﻻ أعلم أن كان يخيل لي أم أنه يقاتل معنا فعلا ، وكأن روحه لم تفارقنا إلى هذه اللحظة ، فها هي ترفرف فوق رؤوسنا ، تحذر حسن من خطر داهم ، وتوجه سجاد ، وتحنو على جرح رضا ، وتبشرنا بالنصر ... أشعر بأن روحه أبت أن تغادر الساتر ، وأصرت أن تقاتل معنا ... نعم ولما لا ... ألم يقول الله جل شأنه (( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون )) .

نعم هو الآن بيننا ، وروحه معلقة بالسواتر ، ولن تطمئن حتى نزف بشائر النصر ، ونعيد للوطن أرضه الطاهرة ، خالية من دنس المجرمين الآثمين .

ايمان كاظم الحجيمي