ذبيح البراءة....

 

لم ينتهِ المشهد بعد

ولم تبرد حرارة السهم الذي نفذ في عنق البراءة

مازال الجرح ينضح دما ممزوجا بالدمع ليفيض وجعا كلما امعنا في ذاكرة الظمأ يتراءى لنا هناك حيث السراب رفرفة طائر منحور

يهدهده الموت رحمة به

وهو يجود بأخر صرخة

يصمت بعدها نبضه

فتقرع القلوب أجراس الحزن منذ لحظة استشهاده ليسمع العالم صدى حكايته

فتستهل الألم بتساؤلٍ لم يكتب له جواب

بأي ذنب افجعوا نفوسنا بقتله ؟!

 

جف لبن أم الرضيع كما جف الفرات من صدر كربلاء..

 وقتها اودعته عمته زينب بيد الحسين (عليه السلام) علً القوم يسقوه شربة ماء وربما قطرات منه ..

وبين رحلة الخيام وموعد الموت ... جفت ضمائر القوم فسقوه بسهم المنية ....

آه ثم آه

يا لهذا الهول والخطب الفظيع

وعاد الحسين الى الخيام والرضيع مغطى بسماء ردائه الأحمر !

يفترش صدر الحسين ليكون وسادة نومه العميق ..

بعمق جُرحه..

وعمق فرحة الرباب التي ظنت بأن رضيعها قد أرتوى ...

وما علمت ...

بأنه من حرارة السهم قد اكتوى !

وكف الحسين فاض بدمه ...

القاه في وجه السماء فلم يعد

أفق الغروب لحمرة دمه الطهور... أحتوى .

 

وها هي الرباب تحاكي ذلك السهم .. تسترسل في العتبى

أما انتظرت !

اما انتظرت ...لأسقيه شربة ماء من نبع  امومتي حتى اسكن لوعة العطش.. سقيته الموت ففاض فرات دمه القاتم

أخبرني؟

هل ارتويت؟

قبل أن تفطمه من الحياة

لتذيق نهم الظالمين لذة النصر على رضيع ..

ترى هل بقتله انتصرت؟

كيف لم تخطئ نحره وتحرف مسارك ؟

كيف توغلت في قلبي دون قتلي ؟

كيف غمست سُمُك في نجيع دمي وعروقي مازالت تنبض وجعا ؟

كيف لم تمسني وها أنا ذا أحترق بحرارة نبلتك ؟..

 

وها هي قلوبنا بعد امدٍ من اللوعة تحرقها فاجعة الرضيع إلى يوم يبعثون.

 

إيمان كاظم الحجيمي