يتعرض الأطفال إلى ارتفاع في درجة حرارة أجسامهم بشكل شائع، وهذا الارتفاع يكون دلالة على وجود التهاب في منطقة ما من جسمه، وفي بعض الأحيان لا يستجيب الجسم للأدوية الخافضة للحرارة، إلاّ بعد مرور يوم أو يومين، من تناول « المضادات الحيوية »، ومن المعلوم أيضا أن ارتفاع درجة الحرارة " الحمى " هو أمر يحتاج إلى عناية واهتمام خاص، لأنه قد يؤدي إلى انعكسات خطيرة، منها؛ تضرر في الأغشية الدماغية ، ممّا قد يؤدي إلى عاهات كبيرة لدى الطفل .

ومن الأمور التي لا تدركها الأم، أن ارتفاع درجة الحرارة إلى حدّ معين، وخاصة عند حديثي الولادة، قد يؤدي إلى ما يعرف عند الأطباء بالتشنّج الكلّي في الجسم، وهي حالة يتوقف فيها تنفس الطفل، نتيجة توقف الرئتين، لذا يجب على الوالدين أن يكونا على دراية وعلم بالطرق الإسعافية الأولية المخفّضة للحرارة في المنزل، لكي يتجنّبا بطفليهما مثل هذه المخاطر والمضاعفات .

من هذه الطرق نذكر:

أولا: نزع الملابس السميكة عن جسم الطفل، واجلاسه في مكان لا تكون درجة الحرارة فيه مرتفعة، وهذا لا يعني تعريض الطفل لدرجات حرارة منخفضة، لأنّ تعرض الجسم المرتفعة حرارته فجأة للبرودة ، يؤدي  إلى توليد ردّة فعل عكسية لدى جسم الطفل .

ثانيا: الاستفادة من الكَمَّادَات القماشية المبلّل بالماء البارد، ووضعها على رأس الطفل ورقبته، وكذلك تحت ابطيه وبين فخذيه، لأنّ هذه الأماكن من الجسم، هي أكثر الاماكن التي تزداد فيها درجة الحرارة .

ثالثا: القيام بحمام فاتر ، وليس بالماء البارد كما هو شائع عند أغلب الأمهات، لأنّ الاستحمام بالماء الفاتر،يساعد الجسم على البرود بشكل تدرجي لا دفعة واحدة، أما الماء البارد فخطره يرجع إلى أنّ الجسم عندما تكون حرارته مرتفع ويواجه الماء البارد فجأة، يتولد لديه ردّة فعلٍ، تؤدي إلى تشنج أو تيبس العضلات، ممّا يؤدي إلى خطر توقف القلب عند الطفل  .

رابعا: تقديم السوائل للطفل بشكل كبير، وخاصة العصائر الطبيعية، لأنّ جسم الطفل عندما ترتفع حرارته ، يستهلك كمّيات كبيرة من السوائل الموجودة في الجسم، ومع عدم تعويض هذا النقص، يصبح الطفل معرّض للإصابة بالجفاف، وهذا الأمر يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، كإصابة الكليتين بالقصور .

خامسا : في حال عدم انخفاض درجة الحرارة عند الطفل فعليكِ عندها الاسراع إلى الطبيب وأجراء اللازم لأن استمرار هذا الارتفاع يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة . وعند الرعاية الطبية تتوفر امكانيات اكبر وطرق اسرع للسيطرة على ارتفاع درجة حرارة الطفل وخفضها .

 

وأخيرا : فهذه الإرشادات ، كما أنّها مهمة للطفل الصغير، فيمكن أن يستفيد منها البالغين وكبار السن حين ارتفاع درجة حرارتهم .

 

أم جواد زينب صوفان