ما يحافظ على استمرار البشرية هو رباط مقدس تفرضه الحاجة الانسانية لديمومة الحياة وذلك الرباط هو الزواج.

ركزت الاديان على القوانين اللازمة  لهذا العقد فضلا عن الطقوس والعادات فيه

كما نزلت كثير من آيات القرآن الكريم في خصوصه.

والوصايا والاحاديث من الرسول الاكرم واهل بيته عليهم السلام في تحديد شروطه, وما يترتب عليه وما يجب تركه ابتداءً من اختيار الزوجة حتى نهاية هذه العلاقة، وهذا الكم من التنظيمات لم يأتِ عبثا الا لصعوبة هذا الفرض على الطرفين.

ان ما تقدم يصب في كأس كل المتزوجين اما هنا سأقتصر على هندسة (مقدمة الزواج) حتى لا نقع في خطأ الاختيار, او لا نقول خطأ بالمعنى الدقيق للكلمة بل يمكن تسميته عدم التفاهم لأنه الأساس.

سنبدأ بتخطيط لهذه العلاقة كما لو اننا نبني لمنزل جميل نريده متكامل لنرتاح فيه.

والقاعدة التي نضعها في ذهننا ( لا يمكن بناء الطابق الاول دون وضع أساس ولا يمكن التفكير بطابق آخر من دون وجود سلم)

نبدأ بالأساس الخاص بالمنزل الذي يمثل (مرحلة الخطوبة)

 

في هذه المرحلة اعتمادنا يكون على عدة مواد اولية وهذه المواد من الضروري ان تكون مواد ذات جودة عالية, وهذه المواد والركائز هي (الصراحة، التفاهم، التوافق)

نأتي بداية على مسألة الصراحة: التي هي خطوة أولى وسابقة لكل المواد فما يُبنى على كذب لا يمكن ان يستمر لان ما سينكشف لاحقا سيُحدث شرخا في البناء وحبل الكذب كما هو معروف قصير ويوصل إلى الخسارة دائما.

اما المادة الاخرى الا وهي التفاهم: فلا يمكن ان نعتمد على إظهار الجوانب الايجابية فقط, فهذا سيرسم للطرف المقابل جنة من الاحلام؛ وحتى لا نعيش فيها علينا تقديم مجموعة الاتفاقات الاساسية لرسم الاساس لبناء المنزل الاسري.

فيأتي السؤال للشخص الاخر: ماذا تريد ان تكون زوجتك ؟

والسؤال ايضا للفتاة؟

وعلى اساس هذين السؤالين سيعرف كل منهما ما يريد المقابل حتى يتم التوقف على بعض النقاط المختلف عليها. وتتم مناقشتها من قبل الطرفين والوصول الى حل يرضي الطرفين. لأنه من غير الممكن ان ننتقل الى المرحلة التالية مادامت مرحلة البناء الأولى لم تتكمل؛ فأساس البناء هي الاتفاقات الضرورية للزواج حتى يكون ناجح وهذا هو ما نعنيه بالتوافق. فلا يمكن ان لا نعرف رغبات المقابل وسلوكه ثم يتم الزواج لتُكتشف فيما بعد بعض التصرفات التي قد تؤدي الى هدم البناء وبالتالي يكون هناك ضحايا.

وهذه الوظيفة الأساسية لمرحلة الخطوبة؛ فهذه المرحلة لا تقتصر على شراء الاغراض وترتيبها وجلسات الشروط على المهر والخروج ... وغيرها.

 

ضمياء العوادي