الحلقة الثالثة

المرأة تبقى هي المسؤول الأول عن تحقيق الارتقاء لذاتها. (فإن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم) إن حركة الذات الايجابية أو ارتقاء الذات تتم عبر ارادة المرأة والحديث الشريف الذي يقول: (من تساوى يوماه فهو مغبون ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون)..ليدل دلالة واضحة على دعوة خالدة إلى التطور وإلى صعود درجات سلم التكامل وإلى البحث عن آليات أفضل للارتقاء الذاتي.

فالمرأة التي تمتاز شخصيتها بالانسحابية تتوارى دائما أمام المهام والمسؤوليات وتتهاوى امام ارادة التغيير وبذلك تحرم نفسها من النمو ومن الرقي، في حين إن المرأة ذات الشخصية المتوازنة تتحرك برؤى واضحة ومتوازنة بين كل المهام والرغبات مما يجعلها أكثر قدرة على تنسيق ادوارها الحياتية نحو العطاء، اما المرأة التي تمتلك شخصية اعتمادية فهي تلقي بكلها وثقلها على الغير الذي قد لا يساعد على الارتقاء وهي تقول : انتم انهضوا بي بدل ان تقول انا انهض مع نفسي اولاً، والمرأة ذات الشخصية القوية تكون ثابتة في مواقفها تدعمها ارادتها وتمضي في اتخاذ قرارات صائبة تعينها على صعود سلم الارتقاء في حين إن المرأة ذات الشخصية الضعيفة تكون تابعة ومنقادة ودائما تخونها ارادتها عن تلقي أي تغيير ويتعزز لديها مفهوم العجز وعدم القدرة فتلجا إلى حالة التبرير بالأعذار.

ويبقى دور الرجل داعماً للمرأة إن كان يؤمن بانها ذات رسالة ومكلفة وبأنها يجب إن تكون معه عوناً وسنداً لبناء مجتمع سليم يحيّ المواهب وينمّي القابليات.

ازاء كل هذا يطرح تساؤل أمامنا... متى تبدأ مسيرة الرقي والتكامل في اعماقنا لتنعكس نوراً على مجتمعات غارقة في الظلام؟

 

كفاح الحداد