قد تتخيل بعض الفتيات شكل معين للحياة الجامعية وإنها ستدخل ذلك المكان وتُحاط بنظرات الإعجاب وتكون جميلة الجميلات ويُغرقها الجميع بالإطراء والمدح والثناء وستكون المتميزة بكل شيء فالجميع يسعى للتميز حتى لو تطلب الأمر التجمل والتزين والتصنع .

والحقيقة أن مجرد التفكير بهذه الطريقة يسبب تداعيات سلوكية فهذه الأفكار خطيرة وذات أثر انحرافي كبير على نفس الفتاة قبل تطبيقها على أرض الواقع فضلا على أنها تشير إلى إن الفتاة متلهفة للحب والحنان ولديها نقص بالفكر والوعي ومتأثرة جدا بالفكر الغربي والمنحرف وقد تكون استقت تلك الأفكار التي تدس السم في العسل من  صور مترامية على مواقع التواصل الاجتماعي , تربية خاطئة , مشاكل أسرية , صديقة سوء , فهَم مشوش ومغلوط , وسائل ومعلومات تحريضية , وكل هذه المصادر وغيرها الكثير متاحة في المجتمع وبكثرة لتكون كبؤر فساد وإفساد للآخرين . لذا فأن الفتاة ربما لا ترى العيب والنقص في تصرفاتها بينما سيراه جّليا من يتعامل معها وهم على نوعين : ذئب متعطش وصيّاد ماهر للقلوب والفتيات ؛ أو ناصح ومتزن قد يلجأ لنصحها وقد يبتعد ويذرها مع أمثالها خوفا وحيطة من التلوث بأفكارها وسمعتها وتصرفاتها السيئة.  والمشكلة الأكبر أن فتياتنا يستغرقن في أحلام اليقظة تلك .... نعم قد تتفطن وينتشلها الله بناصح أو بظرف مانع مما تخطط له في الحياة الجامعية أو قد تُطبق تلك الأفكار بسهولة وبتغييب العقل على أرض الواقع وتبدأ خطوات الشيطان وحباله تجّرها شيئا فشيئا إلى حد الوصول لأن تكون هي من حباله لتصيّد الأخريات .! وهكذا تستمر سلسلة الأفكار المسمومة والتي قد تبدأ بانجرار بسيط نحو هوى النفس وحب الظهور والتخفيف من الحجاب لحين ما يصل الأمر إلى المحذور وشيوع المنكر وإلباسه لباس الحق والاعتياد عليه والاستغراب ممن يتمسك بالمعروف وهو ما نراه جلّيا بوقتنا الحاضر . قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) : " كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر . فقيل له: ويكون ذاك يا رسول الله ؟ قال: نعم. فقال: كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف. فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلك ؟ فقال نعم . وشر من ذلك . كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا ؟. "

عافانا الله ومجتمعنا من تلك الإمراض السيئة وخطوات الشيطان المغلفة فظاهرا شكلها جميل والباطن سُم يحدو بصاحبه للهلاك .

 

زهراء حكمت