من الطبيعي سيدتي ؛ أن تعترضكِ بعض المواقف المزعجة في حياتك ؛ مع أسرتك أو في العمل أو في المجتمع عموماً ، وقد تكون لكِ محاولات لتغيير هذه المواقف وتصحيح ما خطل من المفاهيم المغلوطة ، فضلا عن تسجيل اعتراضاتك عليها .

واحة المرأة تقدم لك نصيحتها التنموية التي تخص هذا الجانب ، ودعوتك لتغيير ما يلزم تغييره في مجتمعك بنحو الايجابي مما يجعل منك عنصرا مؤثرا وأداة فعالة في منهجة بعض المواقف .

لذا .. فعليك أن تأخذي زمام المبادرة ، وتعكسي بسلوكك ما تنشديه وتطلبيه من مثل وقيم ، وأن تكوني واجهة مرئية تعكس إنموذج حي للإنسانية ، ولتحقيق ذلك ستحتاجين حتما لقراءة مستفيضة لصاحب المبادرة الأعظم في التاريخ ؛ الا وهو النبي محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم ، الذي حمل رسالته الإلهية ليغير بها العالم منذ بعثته المباركة وليومنا هذا ؛ من خلال قوانين ونظم أخلاقية وسلوكيات قويمة أغنت البشرية .

ومطالعة السير العطرة لنساء أهل البيت عليهم السلام ، ستلمسين بالتأكيد ؛ حجم طاقتك المكنونة بعد التمعن في شخصيات النساء وطاقاتهن في تغيير واقعهم نحو الأفضل بحكمة ودراية ومسؤولية .

لذا ؛ عليك أن تتحلي بالثقة الكاملة بقدراتك ، على أن تكون ثقتك بنفسك نابعة ومستمدة من الله سبحانه وتعالى .

ولتحدثي الفرق في عالمك ؛ تقدمي دائماً بالخطوة الأولى ، وابدئي بنفسك أولاً ، اجتهدي وثابري وواصلي المحاولة تلو الأخرى لتفرضي نفسك في ساحة الحياة ، وأعلمي بأنك بالإمكان تنمية مواهبك وتحقيق طموحك لتشيري لغيرك من أخواتك بأن الطموح يبدأ بخطوة واثقة .

كما يمكنك ان تمتنعي عن اللغو والغيبة في مجالس النساء مع تلميح بامتعاضك من ما يدور أمامك من غيبة أو نميمة أو سخرية من الآخرين واستباحة لحقوقهم ، لتنبهيهن بسوء ما يقترفن ؛ وسيحسب لك هذا الموقف من وجهتين اثنين ، وهما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

كما يمكنك زرع الابتسامة على وجوه من حولك بعطائك وبتقديرك لجهودهم ، وبذلك فأنك ستحصدين بذرة زرعك رزق وفيرا .

ويمكنك أيضا أن تنجزي مشاريعك الإنسانية فقط حينما تتعاملي وفق معايير الإنسانية وتصرعي الأنا وتمكني نفسك من فصل الشوائب المترسبة في أعماقك بسبب ضغوط الحياة وتراكمات الانفعال والشعور بالظلم بعد ان تحددي توجهك بتخطيط مسبق ، وتدوين نقاط ضعفك و قوتك ليكون وقوفك في المحور لا على الهامش .

وأخيرا ... ركزي على كل تصرف يصدر منك واختبري وقعه على الآخرين كما لو كان يصدر من الآخرين تجاهك ؛ وقتها ستقدرين حتماً دورك ومكانك في تصحيح المسار .

ايمان كاظم الحجيمي