تفاوت الأعمار وعدد السنين بين الأزواج ، يعتبر من أهم المواضيع التي أثارت جدلاً في معجم الحياة الزوجية ، حتى أصبح نتاجها يُعطى كمثالٍ وعبرة لكل مقبل على الزواج ، مأخوذاً بعين الاعتبار الدراسات والبحوث التي أجراها المختصون وحكايات الأزواج ممن حصدوا التجربة، وبين الحالتين فإن الخلاصة ظلت عالقة تتأرجح بين النجاح والفشل ، فلم نر دليلاً واحداً يدحض سواه ليكون مرتسماً واضحاً لاختيار الشريك وإنجاح العلاقة الزوجية، فأحياناً نسمع عن قصص أزواج ارتبطوا بفارق عمر يزيد على عشر سنوات ، ولم تثمر علاقتهم الا الفشل لعدم الانسجام واختلاف الأفكار ، وفي قصص اخرى نرى زيجات تكاد تقترب من المثالية لشدة نجاحها .

أما البحوث من جانبها ، فلم تضف هي الأخر ولم تُعدل على النتيجة التي خطها الواقع ، فبعضها يؤيد  فارق العمر بين الأزواج ؛ تحت مبرراً ان الحياة قد تغيرت ، والنساء الأكبر سناً لا يبدين كذلك بفضل الرياضة والحمية الغذائية والعناية الصحية فتبدو السيدة جميلة في أي عمر، وأيضاً بفضل تطور الحياة ، أصبحنا نلمس شيئاً من المرونة فقد تلاشت القيود التي تعيب المرأة لتكرارها تجربة الزواج ، ومن الناحية النفسية وجدنا بعض النساء يفضلن الرجال الأصغر سنا والأقل تطوراً مهنياً حتى ينصب اهتمامه عليها وعلى أطفالها، ومن جهتهم ، يرى بعض الرجال الأصغر سنا في النساء الأكبر ، أكثر خبرة وتجربة في الحياة .

وهناك وجه آخر لكل عملة ، فبعض الأبحاث تفيد نتائجها الى " ان فارق العمر بين الزوجين ـــ إذا سلمنا به ـــ أمرٌ طبيعي وأهملنا كل الجوانب الحياتية الأخرى، كيف نهمل العامل البيولوجي ( الإنجاب ) ، فقد تكون السيدة جذابة ومقبولة في كل شيء باستثناء هذا العامل ، والرجل كذلك ، ولا أحد يجهل أهمية الأطفال وتأثيرهم في سعادة الحياة الزوجية وتعاستها . 

إذاً ، فالنتائج محيرة ولا يمكننا الجزم بها بين السعادة والشقاء ، وفي مفترق هذا الطريق لا يسعنا الا تقديم نصيحة متواضعة للمقبلين على الزواج ، مفادها " ضرورة أن تكون إولى الصفات التي يجب أن يبحث عنها كلا الشريكان في الأخر هي الدين والخلق الطيب ، أما ما تبقى من النصائح والآراء فنحن نتركه للنساء كي تعطينا كل سيدة رأياً ونتيجة تكون ممزوجة بواقع تجربتها جيدة كانت أم سيئة ... بين يدي حواء .

نغم المسلماني