تختلف حاجة المرأة للاهتمام باختلاف شخصيتها ، وتبعا لعوامل نفسية واجتماعية ، حيث تطالب أغلب السيدات باهتمام أزواجهن ، اعتقادا منهن بأن الاهتمام هو انعكاس للمودة والرحمة التي أشار لها الله عز وجل في كتابه الكريم (( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) ( الروم ـــ 21 ) ، ومقدار العاطفة المتدفقة من قبل الزوج .

وفي حقيقة الأمر ، إن الاهتمام لا يعد المؤشر الرئيسي ولا الوحيد لمقدار الارتباط العاطفي ، فقد يعبر الرجل عن اهتمامه بصور لا تطابق حاجة ومفهوم المرأة لذلك ، لأن مفهومه عند الرجل ينصرف في أغلب الأحيان من خلال توفير وتلبية حاجات الأسرة سواء ما كان منها ماديا او معنويا ، وحسب تصوره أن ما يراد منه يكفي لإثبات اهتمامه ، بينما تعّرف المرأة الاهتمام بجملة من الحاجات العاطفية التي تشتمل على بعض المفردات الرقيقة ، فضلا عن مطالبتها بتقدير جهدها الذي تبذله في الإعمال المنزلية وتربية الأبناء وتلبية رغباتها الترفيهية .

ويعد هذا التباين في تعريف الاهتمام أهم مشكلة زوجية ، وأنها من أكثر المشاكل تعقيداً وتشعباً بسبب اختلاف الحالة بين كل شريكين ، واختلاف مفهوم الاهتمام بينهما .

 ومما يجب أن يرد في هذا السياق هو إن على المرأة أن تطالب بحقها في الاهتمام بشيء من الموضوعية والتدريجية ، حيث يمكنها أن تهتم بنفسها أولاً لكي تلفت نظر الزوج وان تهتم بالزوج ، وان تقدر جهده المبذول في عمله خارج المنزل ليبادلها ذات الاهتمام ، وان تستوعب ما يقدمه لها من متطلبات وتدرجها حيز الاهتمام ، وان تبادر بالأسلوب الذي تتمنى أن يعتمده زوجها في التعامل معها ، حيث يمكنها إيصال رسالتها لزوجها بطريق غير مباشر ، ومن غير تذمر او تشكي مستمر ، لان هذه الطريقة لا تجدي نفعا مع طبيعة الرجل في تقبله للأوامر والرغبات .

عموما ، فان كل زوجة يمكنها أن تميز طبيعة زوجها ، وان تتعامل وفق شخصيته ، وتتأقلم مع أسلوبه في التعامل ، مع محاولات مستمرة للفت نظره إلى الجانب الايجابي في حياتهم الزوجية  .

 ايمان كاظم الحجيمي