ذكرنا في الحلقة الأولى معنى النجاح , ثم مررنا على الآيات الكريمات والروايات الشريفات التي اشارت إلى معنى النجاح , وبينّا النجاح عند علماء النفس وعلماء الدين , كما بينا الفرق بين المرأة والرجل في تحقيق النجاح , وأخيراً تطرقنا إلى دور المرأة في نجاح مهام الأنبياء , وها نحن معكم في الحلقة الثانية :

المـرأة في الإعلام اليوم و تعاريف النجاح  ...

نقف اليوم أمام كمٍ هائلٍ من الفضائيات والكثير منها تخاطب المرأة بشكل او بأخر ، وكلها تدعي أنها تريد إسعاد المرأة ونجاحها وتعرض المرأة في صور ثلاث , الأولى كونها ضعيفة محتاجة للرجل ، والثانية عبارة عن كونها جسد يجذب الأنظار ووسيلة رخيصة للإعلانات ، والثالثة كون المرأة تتقلّد مهام الرجل الصعبة ... وكل هذا غير لائق بشخصية المرأة التي رسمها لها الإسلام .

فالإسلام يرى المرأة العنصر الفعّال الذي يربي المجتمع ويشكّل نصفه ، فهي التي تقوّي الرجل لا الضعيفة  المنكسرة ، وهي التي ترضيه حتى تقويه وتشبعه ، ليسكن إليها بعد مخاض الحياة التي ابتلي فيها ، فيرتمي بحضنها أمّاً ، ويسكن عندها زوجاً ، ويحنو عليها بنتاً ، ويشكو إليها أختاً ، وتساعده فكراً ، وتلهمه دفئ وعذوبة ، وتعينه على أمر الدنيا والآخرة ... هذه هي المرأة الناجحة من وجهة نظر الإسلام ، ذات الشخصية القوية المؤثرة في مجتمعها ، شمعة في بيتها تضيئ درب الأجيال .

المـرأة الناجحة ...

ترى المرأة المسلمة نجاحها في أن يكون رحمها مصنعا لجيل الغد ، ترضعه من عطفها وحنانها ، وتأخذ بيده لترتقي به سلّم النجاح ، وتغير به كل ما لا تستطيع هي تغيره ، فهي ترى فيه حلمها الذي تحققه وتحقق به كل ما ترمي إليه خارج بيتها ، لذا فإننا نراها وحيث ما بلغته من الدرجات العلمية أو العملية ، وبمجرد تعارض ذلك مع بيتها ومصالح أبنائها ، ستتحول الى غير ذلك ، إذ نراها تنتفض على ذاتها ، وكل رغباتها وأمنياتها فداءً لحياة أبنائها ، لأن هذا هو النجاح الحقيقي بعينها ، وهو انتصار على نفسها وتربية أفلاذ كبدها بأفضل صورة .

أ .   المرأة الناجحة في النشأتين :

للنجاح آليات ومفاتيح إذا أحسنت المرأة استعمالها لن تضطر لخسران أي شيء من طموحاتها ، فإن الدين يحبّذ للإنسان أن يكون قوياً بالعلم وكل شيء ، لكي لا يكون للكافرين على المسلمين سبيلاً , والمرأة تستطيع تنظيم وقتها وترتيب طموحاتها حسب المرحلة الزمنية ، بحيث لا يخلق تعارض في حياتها ، مع الأخذ بنظر الاعتبار الأهداف العليا التي تريد تحقيقها في الآخرة ، والتي هي الحياة الأبدية ، فإنها قطعاً قادرة على أن تحققها ، بالسعادة هنا وهناك ، إذا سارت على تعاليم دينها وطوّرت من إدراكاتها ، وحسّنت من مهاراتها وأتقنت لعبة الحياة فإنها تفوز بالدنيا والآخرة .

ب.  طريق النجاح :

لم يهمل الله الإنسان وإنما دعاه للارتقاء ، حيث رسم له الطريق الواضح من خلال المنهج القرآني المتكامل ، وإرسال الرسول ليعلم الناس الكتابة والحكمة ، كما ان الأئمة عليهم السلام مصداقاً عملياً للنجاح والناجين في الحياتين الدنيا والآخرة ، وما على الإنسان رجلاً كان أو إمرأة إلا أن يسعى لتطبيق ما جاء في القرآن من تعاليم والاستفادة من استراتيجية الناجحين الذين ورد ذكرهم في القرآن ليصل إلى الفلاح الكامل .

د . مواهب الخطيب