رحلة طويلة من جهاد الكلمات, سفر أدبي حول ربوع القصة والرواية والخاطرة التي لم تمحى من ذاكرة قرائها . دراسات عميقة ورؤى موضوعية نقدت بها ظواهر مؤسفة الحقت الخلل بنصاب المجتمعات العربية . كاتبة وناقدة أخذت على عاتقها البحث عن سبيل لتفجير طاقتها الإبداعية في أكثر المجالات مؤامة وانسجام مع ذاتها المعطاء فلم تجد أسمى من عالم الطفل .

مميزة ألقت بظلالها على مسرح الطفل وكتبت مجموعة من النصوص المسرحية التي تناغمت مع الطفل ليستقبل رسائلها الفكرية والتوعوية بأسلوب رمزي وبطابع كوميدي وأحيانا بعروض مباشرة توحي بأن ثمة بارقة أمل تصرع كل التوجهات التي تحاول تغييب الطفل العربي وصهره في بوتقة الانفتاح التكنولوجي الذي أدواته الصورة والفيديو لغرض أدلجة أفكاره وضخ المعلومات التي تناسب أهدافهم التوسعية والتي من المؤكد إنها تتعارض بل وتتقاطع أمام مجتمع مثقف وجيل واعي قادر على فهم القيم والمبادئ وترجمتها كسلوك تطبيقي .

 

الكاتبة والباحثة فاطمة شعبان من دولة الكويت مميزة أخرى حثت واحة المرأة لها الخطى للتعرف على دورها في عالم الطفولة فضلا عن منجزها الأدبي الذي تفتخر به ذاكرة الأدب فما بين الرواية والمجاميع القصصية تلون قلمها ليشرق بجمال الحرف وصدق النوايا الإنسانية فكانت " طارق الندم " أولى مجاميعها القصصية لتتبعها بعد مدة طويلة انشغلت خلالها بتنوع قراءتها ونشاطاتها الفكرية بالمنجز الأدبي " موعد مع القدر " مجموعة قصصية أخرى مميزة . لاحقا صدر للكاتبة رواية بعنوان " الحلم الأسير " ولاقت نجاحا يتناسب مع قيمة المحتوى . ومن ثم جاء دور إصدار مجموعة من المقالات " على أبواب الحب " . أما في مجال الإصدارات الخاصة بالطفولة كان لها قصة " الفتيات الخمس " ثم أعقبها صدور سلسلتين قصصية بعنوان " كنوز الأجيال " وكان لكل طفل نصيب من هذا الكنز المعرفي الذي يزخر بالمعلومة الصادقة التي تحمل بعد إنساني يؤسس لجيل واعد فكريا وأدبيا . بعدما حصلت على البكالوريوس في علم النفس من ولاية فلوريدا جامعة " سنترال وارنجتون " ناقشت رسالة الماجستير التي كانت مميزة فهي حول تأثير أفلام دزني على الطفل وحصلت على الماجستير من جامعة " كولدن ستريت " امريكا . ومن المؤمل أن يتم مناقشة رسالة الدكتوراه حول نفس الموضوع في نهاية عام 2017 . وكان تصويبها لنقاط مهمة في رسالتها حول تأثر الطفل بأفلام دزني دور مهم في فهم بعض التداعيات في شخصية الطفل وسبل توجيهه ابداعيا .

كما يحسب للكاتبة القديرة دورها الفعال في تفعيل ومناقشة قضايا المرأة وتطوير أداءها إلى جانب تطوير الجيل الجديد الذي كرست له كل أدواتها المعرفية والأدبية من أجل تحقيق ذلك وأهم منبر مارست من خلاله هذا النشاط هو مسرح الطفل الذي تعتبره لغة عميقة تتناقلها الأجيال بفهم متجدد يلائم المفاهيم العصرية بصيغة موضوعية وتنموية لأنها تواكب مفهوم التنمية البشرية ولها مجموعة من دورات الإدارة في التنمية البشرية . كما يعد نشاطها الاجتماعي مؤثر على أكثر من صعيد فهي حاضرة في أغلب المهرجانات والعروض المسرحية والمسابقات خارج الكويت لذا فهي على اطلاع واسع عربيا فضلا عن كتابتها العمود في جريدة الأنباء الكويتية اليومية . وفي دول عربية كتابة المسرحية تأليف وإعداد إلى جانب عضويتها في أكثر من رابطة ومؤسسة ولجنة . كما لمميزتنا صالون مروج الأدبي للفتيات في دولة الكويت .

تعتبر الأستاذة فاطمة أن الشهيدة بنت الهدى هي المدرسة التي تنتمي لها فكريا وأدبيا وإنسانيا وتفخر بأنها تلميذه في هكذا صرح أدبي نسوي متميز أثرى الذاكرة الإنسانية بالعديد من المؤلفات الناضجة والممنهجة . وبمنتهى الفخر والإعجاب تبارك واحة المرأة الدور الإنساني للأستاذة فاطمة ونأمل ان يستمر العطاء النسوي على خطى التميز والإبداع .

 

إيمان كاظم الحجيمي