يروج الكثيرون لفكرة تهميش المرأة في المجتمعات العربية ويتناقلون عبارات مختلفة تبين قصور المجتمع في التعامل مع المرأة بشكل عام, وهذه القناعة ترسخت نتيجة تراكم الأحداث التاريخية في ذهنية الأشخاص رغم ما أكده الإسلام بخلاف ذلك إذ ضمن للمرأة كرامتها وحريتها المرتبطة بقوامة الرجل للحفاظ على كينونتها, فضلا عن كامل حقوقها التي تمكنها من الأبداع وإلهام الآخرين من خلال مساواتها مع الرجل في الجوانب الفكرية وفي الميدان العلمي والإبداعي.

اليوم المرأة قطعت شوطاً كبيراً لإثبات حقيقة مهمة مفادها إن المرأة ليست مدانة بالنقص ما لم تثبت العكس بل إنها ووفق نظام التكامل الذي منحه الله عز وجل لبني البشر بأن يتكامل الرجل مع المرأة في تأسيس الحياة وإكمال المسيرة الوجودية؛ أكدت شرعيتها في العمل والدراسة والمثابرة من أجل رفع معدل تأثيرها في استقامة المجتمع.

ومن خلال تصفح سريع على بعض السير التاريخية والمعاصرة لنساء تركن بصمات مهمة في مجتمعاتهن نجد إن هناك مجموعة كبيرة من المنجزات العلمية والأدبية فضلا عن المنجزات الانسانية التي باركها الإعلام العالمي وسلط عليها الضوء اعترافاً  بإمكانية النساء العربيات في مختلف الميادين وخصوصا الدور الاستثنائي الذي قمن به حرائر العراق في الحرب ضد داعش حيث أكدن إن الوعي والثقافة قد لا تستلزم دراسة وإطلاع بقدر ما يكون للإيمان والعقيدة محركان في تعميق المبدأ الذي من خلاله تواجه المرأة أقسى الظروف وأكثرها صعوبة بإمكانية وإرادة تدحض بها ما يقال عن كون المرأة مجرد هامش ولا يمكنها أن تؤدي دوراً حقيقياً يشار له بالبنان, ولأننا نمتلك أنموذج لامرأة كسرت أنف التاريخ الذي عُرف بطمسه للحقائق فكانت السيدة زينب (عليها السلام) رغم كل المآسي والمحن التي مرت بها قادرة على توثيق الحدث بمنتهى الوعي والثقافة إذ كان لخطبتها صدى يطرق مسامع العقول إلى يومنا هذا. 

إيمان كاظم