حينما تكون العفة والستر اولى اولويات المرأة، يختار الله سبحانه وتعالى لها نافذة تكون فيها مفخرة ومجد عال وباق على مدى الزمن، وقد تنطوي الحكايات  والقصص والحوادث على العديد من ذلك الكبرياء والشرف؛ لتؤطر القارورة الماجدة كل مديات العطاء المتضخم بأسطورة ادهشت العالم بما اقدمت عليه من فعل رغم قساوته وآلامه.. بيد انها دخلت في كتب التدوين لتعطي درساً عظيما وباهراً من قصص الايثار والعفاف.

وها هي حكايـة السـيدة البصريـة (خالـدة تركـي عمـران) التـي فضلـت الاحتـراق والمـوت فـي سـيارتها المتقـدة فيهـا النيـران علـى ان تخـرج للنـاس سـاعة الانفجـار وثيابهـا محترقـة وملتصقـة علـى جسـدها خير شاهد على نقاء المرأة حينما تواجه موقفاً يتعلق بسترها ولو كان الموت الحد الفاصل بينها وبين حجابها.

ابعاد الحكاية !!

خالـدة مدرسـة من أهالي البصـرة كانت تقود سـيارتها بالقرب مـن الانفجـار الـذي هـز المحافظـة مخلف عشـرات الشـهداء والجرحى، فاحترقت سـيارتها بالكامـل.. ارادت ان تخـرج لتتخلـص مـن النيـران، فـرأت ان منظرهـا المحتـرق وثيابهـا الممزقـة والملتصقـة لا تليـق بهـا، خجلت من ذلك أشـد الخجل، واختـارت ان تعـود الـى سـيارتها المحترقـة وتجلـس فيهـا وتغلـق ابوابهـا وتلاقي مصيرهـا هناك افضل مما يشـاهدوها الغربـاء وهـي غيـر محتشـمة مـن جـراء ما حـدث في تلـك السـاعة المشـؤومة !!

وماهـي الا لحظـات لتفـارق الحياة داخـل عجلتها التـي كانـت تقلهـا وفضلـت المـوت علـى ان يـرى المسـعفون جسـدها .

حينمـا وصـل إليها رجال الشـرطة وجدوها مُحترقة وقد فارقت الحيـاة.. وان كل المتواجديـن هنـاك انهـاروا بالبـكاء، فيمـا أخـذ ضابـط الشـرطة الضـرب علـى وجهـه ويصـرخ (يـا أختـي تسـترين روحـك بالمـوت!!)، مشـيراً إلى اننا علمنا بعدها انها المُدرسـة الفاضلـة السـت خالدة..

اسم وتمثال

وقـررت مديريـة تربيـة محافظـة البصـرة إطلاق اسـم الشـهيدة (خالـدة تركـي عمـران) المعلمـة فـي مدرسـة بنـت الهـدى للبنـات، التـي سـقطت جـراء التفجيـر الانتحـاري علـى إحـدى مدارس المحافظة عرفاناً بتضحياتهـا كونهـا تعتبـر شـهيدة تربويـة خالـدة فـي ضمائـر العراقييـن جميعـا والبصريين على وجـه الخصـوص كما شيد لها تمثالاً وسط ساحة الطيران في البصرة.

سعاد البياتي