لازلــت اتذكــر كيــف كانــت تمــر علينــا العطــل الصيفيــة حينمــا كنــا فــي المرحلــة الابتدائيــة والثانويــة بشــكل يتيــح لنــا ممارســة هواياتنــا المؤجلــة, قبــل اكتشــاف المخلوقــات الإلكترونيــة التــي أحكمــت ســيطرتها علــى معظــم حواســنا؛ لــذا ربمــا بدأنــا نفقــد مزايانــا الإبداعيــة لأننــا نفــوت علــى أنفســنا فرصــة اكتشــافها, ومــع إننــا مــن جيــل يمكنــه التفريــق بيــن الخطــأ والصــواب ولكــن لا يخلــو الأمــر مــن بعــض الاخفاقــات فــي فــن التعامــل مــع التكنولوجيــا, ومــن دواعــي الوعــي لابــد مــن اتخــاذ خطــوة واســعة فــي تصحيــح المســار عبــر الحــوار المنطقــي مــع الجيــل الــذي تزامــن نمــوه مــع تصاعــد الموجــة التقنيــة فــي منظومــة الاتصــال, ولعــل مــن أكثــر الأوقــات ملائمــة لهــذا الأمــر هــو نهايــة الســنة الدراســية أي بدايــة جديــدة لمرحلــة أخــرى متقدمــة فــي حياتهــم. ولأن أكثــر الأســر ترفــع نظــام المراقبــة والمتابعــة فــي هــذه الإجــازة الطويلــة بحكــم انتهــاء الامتحانــات وإن الابنــاء بحاجــة إلــى راحــة.. ولكــن كيــف تكــون الراحــة مــع الضغــط النفســي والجهــد العصبــي والتركيــز المســتمر علــى شاشــات ملونــة تســتعرض كل مــا فــي العالــم دون تشــفير اخلاقــي أو تقنيــن منطقــي, إذن الحــل يكمــن فــي التخطيــط لاســتثمار العطلــة والاســتراحة مــن الدراســة كونــه حــق مــن حقــوق الطالــب ولكــن يمكــن تحفيــزه لممارســة أنشــطة تضيــف إلــى مدونته الذاتية أموراً ربمــا تكــون لــه فــي المســتقبل وســيلة للانطــلاق نحــو هــدف حقيقــي يتناغــم مــع امكانيــات كل شــخص فــي مزاولــة جانــب معيــن يمكنــه أن يبــدع فيــه.

وهــا هــو الوقــت المناســب ونحــن فــي بدايــة العطلــة الدراســية فلنبــدأ مــع أبنائنــا واخوتنــا بالشــروع فــي وضــع خطــة تتناســب مــع الامكانيــات الماديــة والمعنويــة مــن أجــل الاســتفادة مــن خلــو الطالــب مــن مســؤولية الدراســة, فمــا بيــن الســفر, وممارســة الانشــطة المختلفــة, والالتــزام بالزيــارات العائليــة,  والتفكيــر بخطــط بديلــة, وتوفــر وقــت مناســب للحــوار معهــم تكــون العطلــة مدعــاة للراحــة وليــس العكــس.

إيمان كاظم