يرتبط تقدير الذات بالثقة, فان كان المرء واثق الخطى نحو اهدافه في الحياة؛ سيسعى حتماً في المُضي قدماً ليرتقي سلم النجاح دون التوجس  من الاحباط, وإن حصل فأن ثقته وتقديره لذاته تجعله صلب الإرادة للنهوض من جديد وسلك الطريق نفسه ليحقق غايته المنشودة.
إذ إن تقدير الذات ليس بمهارة فطرية تُولد مع الطفل, فهو من  الصفات التي تحتاج إلى التغذية والتشجيع من الوسط والبيئة المُحيطة المُحفزة, كما ان الخطى الأولى لبناء الذات تبدء في مراحل مبكرة جداً, لهذا طرحت الابحاث دراسات تساهم في بناء الذات لدى الأطفال: 

الطفولة والذات
ان بناء الذات لدى الاطفال ليس بمهمة سهلة, اذ تكون مهمة مشتركة بين الآباء، والمعلمين.
وقبل الخوض بأولوياتها.. على الأبوين ان يوجهوا ابنائهم بالتعلم من اخطائهم, فتجنب الوقوع بالخطأ هو نفسه من يساهم في بناء ذاتهم بأنفسهم ليصبحوا أقوى. 
كما يكونان القدوة لطفلهما, اذ يعتمد هذا الجزء بعدم التقليل  من شأن انفسهما أمامه, وذلك حينما يشعران  بعدم  الثقة بالنفس. 
مراحل البناء الذاتي
تتمثل مراحل البناء بعدة محاور اهمها:
*لغة الحوار مع الاطفال
عبر المواقف اليومية, حيث انها تعكس صورة انفسهم من خلال ما يوجهه لهم من إرشاد, أو توبيخ, أو حتى نعته بكلمات بذيئة او جارحة.
فمن خلال طريقة الكلام يتضح للطفل مدى تقدير الابوين إليه؛ لذى يجب  توخي الحذر عند توجيه الطفل او تقويمه, وذلك لانعدام الثقة داخله و فقدان تقديره لذاته.
*تفادي استخدام اسلوب التوجيه دائما, بل يستحسن توضيح سلوكه الخاطئ, مثل: (يزعجني جلوسك طويلا امام جاهز الكومبيوتر فهو مُضر بصحتك).

*الميول العاطفي, وبهذا الجانب ثغرات عديدة اولها الاهتمام بما يحبه وان كان متناقض مع ذوق الابوين, وعدم التفرقة بين الابناء, وعدم الاستهزاء بمشاعر الطفل.

*الاهتمام بإنجازات الطفل مهما كانت بنظر الابوين تافه وسطحية, فهذا الاهتمام سيعكس ايجابيا على سلوكه لتطور مراحل بناء الذات لديه بشكل أفضل.
*تعزيز مستوى تقدير الذات لدى الاطفال, وذلك يكمن بمناقشة الطفل بما يحب من ممارسة رياضه معينة, او وسائل اخرى تصب في تنمية مهاراته, مثل الرسم, او النحت, او الخياطة, وغيرها من الانشطة, لأنها تساهم بشكل كبير في تعزيز الذات داخله. 

*التشجيع, وهو اهم ما يتوق له الطفل اذ يلاقي من الابوين تحفيز  دائم  للانطلاق بأفكاره وتطبيقها على ارض الواقع, او المشاركة بها في الانشطة المدرسية, فالتشجيع والمشاركة فرصة لإخراج إبداعه الداخلي المبني على قوة ذاته.

*تحدي الخوف, من اكبر الخطوات التي ترفد الطفل بمزايا بناء الذات هي مساعدته بالتغلب على مخاوفه.
وذلك من خلال ان يكون احد الابوين معه في المراحل الاولى لأي شيء يخافه, مثل خوفه من الظلام, او ركوب طائرة, او المرتفعات, او الاماكن المغلقة, ثم الانسحاب تدريجياً ليتمكن الطفل من تحدي مخاوفه ويتجاوزها.

*الثناء والشكر, على الابوين ان يُعبران عن شكرهم وتقديرهم لطفلهما في حال تحقيق أمر يحتاج الثناء؛ حيث أن الشكر والثناء يعملان على زيادة الرغبة في الإنجاز وإثبات الذات لديه.

 

إعداد واحة المرأة