أطلتُ النظر إليها
أشعرها تبتسم رغم إغماضتها 
كأنها نائمة!
لستُ أدري كيف حملتني اقدامي؛
لأحملها على كتفي بذلك الصندوق المخيف
وأنا أواصل خطاي الواهنة
حيث مثواها الأخير!
بدا المكان موحشاً، كصحراء مقفرة
ينوء ساكنيه بصمتٍ مطبق
مضت لحظات خارت بها قواي
شعرتُ بطيفها تشبث بي
بَدت خائفة من ظلمة المكان
مسدتُ بكف يدي كتفها:
-أطماني, لا تخافي, ستحرسك عين الله التي لا تغفل.
عدتُ مخذولاً من دونها
تلعثمت خطواتي  حينما مضيت
كيف اندثرت شجاعتي
كيف تزعزعت سكينة قلبي
ما أشد وطأة الفراق بداخلي
جثم على صدري الوجع
أعاد دمع المحاجر لأطرافي
 لهيب الشوق إليها..
إن نبضك الذي توقف يا أُمي
 حفر ثقبا بالروح لا يُردم.

 
زهراء جبار الكناني