صرخته الأولى ملأت قلبها بفرح قاتم!

ولكن! حينما تأملته ذرفت دموع قاسية وكأنها كانت بشغف للبكاء. 

كانت لحظات فاصلة لاكتشاف حقيقة صغيرها حينما ولدته بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة, تبلدت مشاعرها للوهلة الاولى نحوه وسرعان ما غمرته لصدرها ليغط في نوم عميق لتدرك مسؤولية رعايته إزاءَ وضعه المختلف عن اقرانه من الاطفال.

 

حالات مغايرة

يتواجد في محيطنا كثيراً من الحالات المغايرة من ذوي الاحتياجات الخاصة, سوى في العائلة, او بين الاصدقاء, وحتى من نلاقيهم في صدفة الطريق.

وللصعوبة التي تلاقيها الام بالتحديد بالتعامل مع طفلها الذي اكتشفت بأنه ينضم لهذه الشريحة.

أعدّ كادر واحة المرأة  بعض  النصائح التي يمكن ان تستعين بها ألام لتعاملها مع صغيرها:

 

من هم ذوي الاحتياجات الخاصة؟

عندما يختلف الطفل الطبيعي من حيث القدرات العقلية، أو الجسدية، أو اللغوية، أو التعليمية اختلافًا يستدعي ضرورة تقديم خدمات خاصة له سواء في التربية السلوكية، أو التعليم، أو الخدمات العامة, يكون حينها من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ولا تمثل تلك الاحتياجات الخاصة مرضًا في أغلب الأحيان، إنما هي حالة تأخر في النمو، أدت إلى صعوبات، او حالات ضعف، أُصيب بها الطفل، مما يزيد من مستوى الاعتمادية لديه, كما هناك حالات عدة يطلق عليها هذه التسمية غير انها تكون بدرجات متفاوتة ومختلفة منها:

 

طيف التوحد: والذي يتمثل بصعوبة اللغة او التواصل الاجتماعي.

 

متلازمة داون: وهو ينتج عن تغير في الكروموسومات يؤدي إلى تغيرات كبيرة أو صغيرة في بنية الجسم, كما يصاحبها غالبًا، ضعف في القدرات الذهنية، والنمو البدني.

 

الإعاقة الجسدية: اما تكون ولادية او حادث, كما باستطاعتهم  ان يعيشوا حياة مستقلة تمامًا، يعتمدون فيها على أنفسهم بالكامل، في حين نجد بعضهم في حاجة إلى مساعدة جزئية، أو مساعدة كاملة وذلك بحسب عوقهم.

 

الاضطرابات اللغوية: مثل التلعثم او التأتأة اذ تعد الاكثر قسوة لدى الطفل وهو عدم قدرته على التعبير عن رأيه أو أفكاره، بل ربما تؤدي إلى عدم فهم الكلمات المنطوقة أو المكتوبة.

 

كيفية التعامل معهم

في بادئ الامر يتوجب معرفة ما الذي يعانيه طفلكِ, وذلك من خلال الاطلاع والقراءة حول حالته, وما هي طبيعة الاحتياجات الخاصة التي سوف يحتاجها, للتوصل الى نتيجة مرضية في التعامل معه.

 

البحث دائمًا عن مصادر متنوعة، وموثوقة، لتحصلي على أكبر قدر ممكن من المعلومات, من خلال وسائل التواصل  سوى مع اخصائيين او مركز خاصة او عوائل في بلدان مختلفة لديهم حالة مشابه لطفلكِ.

 

لا تخجلي من طلب المساعدة, استعيني بالأهل والاصدقاء ليقدموا لك المساعدة, غاية ان لا تشعري بالضغط النفسي والجهد العضلي في رعايته, وذلك لتحافظي بكم هائل من العاطفة نحوه, دون ضجر تعكس على تعاملك معه, مما يشعره بالنقص والاحباط.

 

تقبلي إعاقة طفلكِ, وليس هذا بالأمر السهل سوى في بداية ولادتك له حينما يغمر فرحتك الحزن لمعرفتك بوضعه الصحي, من ثم تبدئين بتأهيله ليولد للمجتمع كعنصر فعال, وليس معاق او عالة على غيره, عليك تقبل الامر وأن تتعاملي معه على هذا النحو.

 

في الختام, إعلمي عزيزتي الام ان لله حكمة في ذلك لن يدركها سواه, عليك ان تحبي كل شيء في صغيرك, لربما بمضي السنوات سيكون هو اليد الحنونة التي تربت على كتفك وقت الضيق, ما زال هناك متسع من الوقت لتسجلي في ثنايا القلب مع روحه البريئة احلى الذكريات حينما تداعبيه وهو يبتسم لكِ بثغر صغير بلا اسنان.

إعداد زهراء الكناني