متى نسأل؟

تدور بعض تساؤلاتنا في دائرة مفرغة, إذ لا أجوبة ذاتية تسعفنا, ولا ردود شافية تقنعنا إن بحثنا في شتى جوانب الحياة, وقد تبدأ دوامة الأسئلة منذ بواكير العمر فبعض الأطفال ينطلقون في وضع علامات الاستفهام على أغلب ما يصادفونه خلال يومياتهم, وللأسف قد تُجابه بعضها بالصد والتوبيخ على طرحها, وهذا الأمر قد يسبب ضموراً في التأمل والبحث فيلجأ البعض إلى حوار النفس, مع إن الفروق الفردية ونسبة اختلاف الخبرة والوعي فضلا عن العمر قد يؤسس لوعي نوعي في حال تم تبادل الأسئلة واتسعت دائرة البحث, لذا من الوارد أن تطرح الأسئلة بشتى المستويات فطبيعة خلق البشر تجعلهم ضمن حدود الإصرار على معرفة ما وراء الأشياء, وتفسير المشاعر وسبب إحساسنا بها بشكل مختلف مع اختلاف المواقف والاشخاص, واسئلة مهمة تدور في فضاء الخالق تتمحور في كيفية خلق المنظومة الكونية الهائلة, وقد تتصاعد في عمر النضوج بغية معرفة تفاصيل اكثر عن الخالق.

دعيهِ يسأل

كل هذه الأسئلة وغيرها كثيرا.. التي من الصعب حصرها وإيرادها هنا توضح أن السؤال أمر طبيعي وحق مشروع, لا يصح أن يُرد أي استفسار دون جواب خصوصا أسئلة الأطفال والمراهقين حتى وأن كنا لا نمتلك أجوبة على بعضها, فمن الممكن تأجيل الرد بطريقة دبلوماسية تقنعهم بضرورة البحث والتعمق أكثر لأهمية ما أثاروه من محاولة لفهم أمر معين, وغالبا ما تأخذ الردود المنطقية مساحة واسعة في ذهن وذاكرة المتسائل, كما تعينه على تكوين فلسفة خاصة به, وخزين من المعلومات يؤهله على الاستجابة وسهولة التلقي, ولاحقا تشكل له قاعدة بيانات تحثه على مزيد من الرغبة في التنقيب عن المعرفة وتحديد اتجاهات ميوله البحثية.

ولأجل أن يكون الإنسان على طبيعته دون أن يخشى من طرح أي سؤال علينا أن نتبادل الأسئلة دائما, ونتلاقح معرفيا في أي جلسات؛ حتى العائلية منها وجلسات الدراسة والعمل ومع الأصدقاء.

إيمان الحجيمي