من اجل عيش حياة زوجية كريمة, خالية مما يعكر صفوها من الخلافات الزوجية؛ التي غالبا ما تنتهي في اروقة المحاكم بالطلاق, اعدَّ كادر واحة المرأة هذا الموضوع بالتعاون مع مركز الإرشاد الأسري للوقوف على أهم تفاصيل اسباب المشاكل الزوجية وكيفية تجنبها, وبعض الارشادات العامة لعلها تكون إشارة ضوء خضراء في مفترق طريق حياة الزوجين:

الأسرة وتأثيرها على النمو الشخصيك:

بسم الله الرحمن الرحيم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً, إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

الأسرة : هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتفاعل مع أعضائها وهي تؤثر على النمو الشخصي في مراحله الأولى ويتواصل تأثيرها إلى أعماق شخصية الفرد, وهي المؤسسة التي يتم من خلالها تعلم وتدريب الفرد الأداء والأدوار الاجتماعية والاقتصادية.

كذلك إن الأسرة : هي الوحدة الأساس للبناء الاجتماعي وتتكون من الزوج والزوجة ويرتبطان بصلة قانونية وشرعية يقدرها الدين والمجتمع وتقوم على الرضا والايجاب والالتزام الدائم واحترام الحقوق وأداء الواجبات الأساس للنمو والخير والنجاح .

الخلافات الزوجية: هي عبارة عن نقص في اشباع حاجات أحد الزوجين مما يؤدي إلى أنماط من السلوك الذي يخالف حاجات ارتباطات الأسرة؛ أو هي الخلافات التي تنجم من عدم تضامن الزوجين نفسيا واجتماعيا, وعدم اتفاقهما في العادات وأساليب الحياة.

وانطلاقا من كل ما ذكرنا, نسعى إلى تشكيل أسرة خالية من المشكلات, يعيش أفرادها حياة سعيدة, ممتلئة بالأمان والطمأنينة, يسودها التعاون, مبنية على التفاهم مع الاهتمام برعاية حقوق أفرادها؛ لذلك ينبغي على الشاب والفتاة قبل الدخول إلى الحياة الزوجية أن يعرفا ما عليهم من حقوق وواجبات اتجاه بعضهما واتجاه أبنائهما؛ لأن أي سلوك ناتج منهما سواء كان سلبا أو ايجابيا ينعكس على البناء الأسري, وسوف نتعرف على أسباب الخلافات الزوجية, ومدى تأثيرها على سلوك الأبناء في الوقت الحاضر وفي المستقبل, وكيفية ايجاد السبل الملائمة للحد منها.

أسباب الخلافات الزوجية :

1- عدم بناء الحياة الزوجية على الأسس السليمة التي دعا إليها ديننا الإسلامي (المودة والرحمة).

2- قلة التحمل أي ليس هناك مرونة بين الزوجين.

3- غياب التفاهم أي إذا حدثت مشكلة, لا يتم اللجوء إلى حل يرضي الطرفين بل وضع حلبة مصارعة ومن هو الذي يغلب في النهاية دون الأخذ بنظر الاعتبار النتائج المترتبة على ذلك.

4- السماح لجميع الأطراف بالتدخل سواء كان التدخل ايجابي أو سلبي.

5- سوء الظن.

6- الرغبات غير المعقولة سواء كانت من قبل الزوج أو الزوجة.

7- السعي لإثبات القدرة والسيطرة دون مراعاة الطرفين لبعضهما.

8- الأسباب المادية.

9- الإساءة في القول وانحطاط الذوق.

 

ارشادات عامة للزوجين:

1- بناء العلاقة الزوجية على المودة والرحمة ( كما أرادها الله سبحانه وتعالى ).

2- الاستمرار بالحياة الزوجية هو الهدف الأسمى للإسلام, قال النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) " ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله عز وجل من التزويج" (1)

3- ينبغي معرفة الآثار السلبية التي تترتب على الخلافات, فأنها تهدد صفو الحياة الزوجية.

4- ينبغي على الطرفين معرفة ما عليهم من حقوق وواجبات اتجاه بعضهما.

5- عند الاقبال على الزواج ينبغي التأكيد على الاختيار السليم ( الزوج , الزوجة ).

6- التفاهم بين الزوجين ومحاولة كل واحد منهما فهم الآخر.

7- أن ينظر الطرفين أحدهما للآخر كإنسان, ويكون التعامل داخل البيت بمنتهى الرفق والانسانية, لأن الأبناء يتعلمون منهم, ولأنهم قدوة لأطفالهم.

8- اللباقة و الاحترام في التعامل قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) " رحم الله عبدا أحسن فيما بينه وبين زوجته, فأن الله عز وجل قد ملكه ناصيتها وجعله القيم عليها " (2)

9- الإعراب عن المشاعر الايجابية وتجنب اخفائها, لأن هذه المشاعر تلون الحياة الزوجية وتجعلها أجمل, أي أن يمدح أحدهما الآخر عن أي تصرف جيد.

10- عدم تحميل الطرفين أحدهما الآخر ما لا يطيق.

ختاما :

إن الحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات ولكنها تتفاوت من حيث الدرجة قوة وضعف, لذلك علينا منذ بداية الطريق أن نبني هذه الحياة على الحب المتبادل لأنه هو الأساس في ديمومة الحياة المشتركة, وهذا لا يعني أنه قادر على تذويب الاختلافات فالناس مختلفون هكذا خلقهم الله, ولا يمكن لهذا الرباط المقدس أن يلغي أو يوحد الأمزجة المختلفة, وفي هذه الحالة لا بد من حدوث الاصطدام بين الزوجين, والمهم في كل ذلك أن يشعر الزوجان بحاجتهما إلى الحياة المشتركة معا, وإنهما يفضلا الاستمرار, أما تلك الخلافات التي تنشب بين فترة وأخرى فهي ملح الحياة, ولا بد للزوجين أن يسيطرا عليها من خلال تقديم التنازلات وحلها بالطرائق السليمة, وعدم جعلها تؤثر على الأسرة وبخاصة الأبناء لأنهم زينة حياة الدنيا, وكذلك كما ذكرنا سابقا إن هذه الخلافات لها آثار سلبية على الأبناء.. قال الإمام الصادق : (عليه السلام) "يحفظ الأبناء بصلاح آبائهم" (3).

(1) وسائل الشيعة , ج 20 , ص14.​

(2) وسائل الشيعة , ج 7, ص122

(3) البحار ج15 ص 178

الاستشارية ضحى العوادي / مركز الإرشاد الأسري