المرجعية: من يحب بلده ويتصدى للمسؤولية لا يحتاج للنصيحة وبيان خطورة الرشوة لانه يبتعد عنها بدافع المحبة قبل الوازع الديني

دعا ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف الى ضرورة توفر الاسس العامة للتربية الصحيحة في المجتمع.

وقال السيد احمد الصافي اليوم الجمعة (19 /4 /2019)، ان هذه الاسس تتأثر سلبا او ايجابا بحضارة البلد، مبينا ان هنالك اسس تربوية حقيقية تتكفل بها الاسر او الدولة او المجتمع تهتم بالناشئة من بداية الحياة الى الوفاة، لافتا الى ان غياب الرؤيا التربوية الصحيحة تؤدي الى الفوضى.

واضاف ان الانسان عندما يتربى يتمتع بليقات تربوية جيدة تمكنه من كيفية معالجة الامور، وكيف يتم التعويل على جيل يحصد من وراءه الخير الكثير.

واكد على ضرورة زرع الثقة بالنفس للشخص منذ الطفولة وحتى مرحلة الشباب، مبينا ان الانسان يمتلك مجموعة من القدرات والمواهب وان الجانب التربوي يحاول ان يستثير ذلك من خلال الثقة بالنفس التي تجعله يتمتع بحالة من الثقة التي تعينه على كشف اسرار الحياة ويكون عاملا مكملا لاخوته وان لايصاب او يشعر بالاحباط عند اول تجربة يمر بها او بسبب البيئة.

واشار الى ان اعمام الثقة بالنفس ستمكن من الحصول على جماعة تثق بنفسها ثم تتوسع الدائرة لتشمل مجتمع يثق بنفسه وقدراته وقابلياته مما يجعل لذلك المجتمع ارض صلبة ناشئة من هذه الذخيرة التي سعى لتربيتها.

ولفت السيد الصافي الى ضرورة زرع الهمة التي تعني الطموح المشروع في ان يكون الانسان هميما لانجاز بعض ما يستطيع ان يؤديه بعيدا عن الكسل والخمول، مشددا على ضرورة ان تكون الهمة محاطة بحصانة خوفا من ان تستغل من الشباب على نفسه.

ودعا ممثل المرجعية العليا الى ضرورة تعزيز احترام البلد من خلال الثقة بالنفس والهمة، مبينا ان حب البلد من الفطرة وان الانسان يفطر على حب بلده ويتربى على ذلك منذ طفولته، مشيرا الى ان هنالك جرح كبير بخصوص محبة البلد.

واوضح ان الانسان الذي يتربى على حب بلده سيحرص اشد الحرص على ابعاد كل شر عنه ويسعى لجلب الخير له، مبينا ان الذي يحب بلده في حال تصدى لموقع اداري او سياسي او اقتصادي او اجتماعي سيختصر الطريق ولا يحتاج للتوجيهات والكلام لانه يسعى للحفاظ على بلده من كل نتوء زائد.

واردف ان المحب لبلده لايحتاج ان تنصحه وتبين له خطورة الرشوة لانه سيبتعد عنها بدافع المحبة قبل الوازع الديني، لانه يرى ان الرشوة ستنخر بلده.

ويرى ممثل المرجعية الدينية العليا ان على الجهات صاحبة القرار الالتفات لذلك من خلال الالزامات التي تقع على عاتقها سواء اكانت جهة اجتماعية او اسرة او دولة او منظمات.

وبين ان السعي من اسس التربية الصحيحة، مبينا ان المجتمع العراقي يضم مجموعة هائلة من الشباب العالم الذي يعمل بمجال اختصاصه، مشيرا الى ان هؤلاء الشباب لديهم مجاميع كبيرة من الاختراعات التي تنفع البلد يقدمونها على طاولة ويمكن انتقاء ما يعزز وينفع البلد، مستدركا ان هذا نوع من انواع التربية في ان الانسان رغم قساوة الظرف الا ان لديه امل حقيقي فيعمل ضمن اي ظرف من الظروف ليبين عراقة وثوابت المجتمع الذي ينتمي له، داعيا الجهات المعنية الى ضرورة النظر لهؤلاء الشباب الخريجين نظرة واقعية وتتوجه اليهم لانه يتمكنون من حل الكثير من المشاكل ويقدمون اعمالا طيبة.

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

gate.attachment