المرجعية العليا: المشهد العاشورائي مشهد مكرر ولازال يوجد الان من يمثل خط الامام الحسين وخط يزيد

سلط ممثل المرجعية الدينية العليا الضوء في خطبة الجمعة، على الطرف الاخر في واقعة الطف الذي تنقب واجتهد واجتمع ليقاتل الامام الحسين عليه السلام. ولفت السيد احمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني اليوم الجمعة (21/9/2018)، الى الحديث الشريف (اعرف الحق تعرف اهله)، مبينا ان من الضروري ان تحفظ هذه المقولة لدى الجميع وان لايغفل عنها لان الغفلة عنها تورد المهالك. واوضح ان من لا يعرف الحق ستشتبه عليه الامور وانه سيعرف الحق بالرجال وهذه كارثة كبيرة، لان الحق لايعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق. واكد السيد الصافي ان المشهد العاشورائي مشهد مكرر، فالان في وقتنا الحاضر يوجد من يمثل خط الامام الحسين عليه السلام كما يوجد من يمثل الخط الاخر كل له مميزاته، موضحا ان من مميزات خط الامام الحسين وضوح الحق ومعرفته والشجاعة والوفاء، فيما ان للخط الاخر بعض المميزات منها عدم سماع النصيحة اصلا، لافتا الى ان النصيحة تأتي من ناصح امين ومشفق ويريد الخير الا ان البعض تصل به الحالة ان لايسمع النصيحة اصلا ويصم اذانه. وبين ممثل المرجعية العليا ان الامام الحسين عليه السلام في واقعة الطف عرف بنفسه بصوت عالي فذكر اسمه عليه السلام وقال انا ابن فلان وجدي رسول الله حتى يعرفه الجميع، ثم استشهد وقال عندكم رجال يمكن ان يدلوكم كأبي سعيد الخدري وسهل بن سعد، ثم اكد بانه لايوجد في هذه المعمورة ابن بنت نبي غيره، مبينا ان الامام عليه السلام كان يريد ان يستفهم منهم عن سبب مقاتلته، مؤكدا ان بعض الاسئلة في التاريخ ليس لها جواب وانما جوابها يكون العناد والجهل بعيدا عن المنطق. وقال السيد الصافي ان الامام الحسين خاطبهم في يوم عاشوراء مستفهما منهم عن قتيل قتله فيطلبونه او سنة للنبي غيرها، مبينا ان هذا السؤال مهم ويفترض من هؤلاء لو كان فيهم رجل رشيد يكون جوابه بـ(نعم) فاننا جيشنا الجيوش وجئنا لنقتل. واشار خطيب جمعة كربلاء ان بعض الاجوبة كانت "باننا ليس لدينا مشكلة معك ولكن بغضا لابيك!!"، وكأن الامام علي عليه السلام وهو امير المؤمنين اذى هؤلاء ولم يكن على طريق هداية، موضحا ان هذا المعتقد زرعه ائمة الشام في نفوس هؤلاء كونهم كانوا يلعنوه في خطبهم وحاشاه من ذلك. واردف ان البعض حينما يقول (بغضا لابيك) يقصد به بغضا للحق، مؤكدا ان الامام علي عليه السلام كان لايجامل ولايداهن والبعض هرب من الحق لانه لايعرف عن الامام علي عليه السلام اي سبة، لافتا الى ان اخرين ذهبوا في جوابهم على سؤال الامام الحسين عليه السلام عن سبب مقاتلته في انه لم ينزل على حكم الامير (يزيد). وتساءل السيد الصافي عن مواصفات الامير الذي يقصدونه ويطلبون من الامام الحسين ان ينزل على حكمه وماهي مواصفاته ونسبه وعلمه وفهمه وتقواه، مبينا ان جميع تلك الاجوبة ليست عقلائية. واستدرك السيد الصافي ان هذه المسألة لاتحسب على انها قديمة بل انها تتجدد وهنالك الان اناس لاتسمع النصيحة ولا تكترث وتصم اذانها ولا تلتفت اصلا، خصوصا الذي ينشأ ويتربى على اعوجاج في العقل والفهم والذهن وعدم سماع النصيحة، مبينا ان هؤلاء دخلوا الى الميدان وبعضهم بعد ان استشهد الامام الحسين عليه السلام نادى "أحرقوا بيوت الظالمين"، لافتا الى ضحالة مستوى الفهم. ونوه ممثل المرجعية ان البعض ممن قاتل الامام الحسين عليه السلام كان يعرف الامام الحسين عليه السلام، الا انه جاء لمقاتلته لان الدنيا غرته فباع حظه بالاخرة بحظ دنيا ضعيف، لان هنالك من أمله بامارة الري، مستدرك "وما ادارك ماتصنع وتفعل الامارات"، مشيرا الى ان السلطنة تجعل من البعض يتنكر لابسط مبادئه، مؤكدا ان هذا المقصود كان يعرف الامام الحسين عليه السلام لكنه كان يتأمل ان يصبح واليا وأميرا مقابل ثمن وهو قتل الامام الحسين فوافق، لافتا الى ان الامام الحسين عليه السلام اشار بحديثه معه "هيهات، هيهات انك لاتشبع من بر العراق"، ويقصد به الحنطة، فاجابة باستهزاء "في الشعير كفاية". واوضح ان الامام الحسين بكلامه يريد ان ينقذ هؤلاء المساكين من الضلالة، لكنهم لايفهمون ولايقبلون ولايريدون لانهم غير قادرين على مجاهدة انفسهم. واستدرك في حديثه ان امثال هؤلاء جاء في يوم عاشوراء الى العباس عليه السلام وهو يعرفه حق المعرفة ويعرف بايمانه وقدرته وكيانه وكيف يتعامل معه الامام الحسين ، موضحا انه بسؤاله عنه "اين ابن اختنا" توجد هنالك صلة قرابة معه ليطلب منه الخروج من المعركة وترك اخاه الحسين عليه السلام. وكشف السيد الصافي ان الذين قاتلوا الامام الحسين عليه السلام جبناء، مستشهدا بما ذكره ارباب المقاتل في تصوير حالهم حينما يكر عليهم الامام الحسين كيف كانوا يهربون كالجراد المرتشف، موضحا انها صفة طالب الدنيا الذي يكون اشد شيء عليه الموت، مبينا ان هذه التفاتة مهمة من واقعة عاشوراء وانها تؤكد بان هؤلاء طلبوا الدنيا والحديث الشريف يبين (حب الدنيا رأس كل خطيئة) وان ابشع تلك الخطايا قتل سيد الشهداء عليه السلام. وتساءل السيد الصافي "مالذي جال في عقل هؤلاء عندما كانوا يمسكون السيف ويضربون الحسين عليه السلام، ومالذي كان في ذهن ذلك الذي رمى سهما حتى يقتل طفلا رضيعا". ويرى ممثل المرجعية الدينية العليا ان واقعة الطف انتجت هذا التمييز الكبير، وان هذا التمييز ليس وليد واقعة وانتهى وانما هذا المعسكر الذي يتصف بالجبن وحب الدنيا والمكاسب الشخصية وعدم سماع النصيحة لازال موجود، وان هنالك من يعاند ولايسمع النصيحة وتأخذه العزة بالاثم ويسقط بالحضيض، مبينا ان امثال هؤلاء ذهبوا بلعنات الدنيا والاخرة، مستشهدا بزيارات الامام الحسين التي ملئت باللعن لهؤلاء. وبين السيد الصافي ان اللعن مفهوم قراني وان البعض ممن لا عقل ولا فهم له يُريد بأن لا يعرف المشهد العاشورائي فيقول كلمات اللعن في الزيارة موضوعة، مبينا ان من يقول هذا الكلام مُحب للدُنيا ويريد ان يغلّف ذلك، ولايريد ان يسمع النصحية. واستشهد ممثل المرجعية الدينية العليا بموقف الملبين لنداء المرجعية العليا قائلا "هبَّ من هبَّ بالأمس القريب بلا ان يتثبّت، لماذا؟! لان المنهج كان واضحا وهناك فتوى ضد دواعش وضد اعداء، فهبَّ هؤلاء وتخلّف عنهم من تخلّف". ونوه الى ان المشهد العاشورائي يتجدد يوميا ليس في القتال فحسب، بل هنالك مواقف اخرى. واكد ان الشمس لا يُمكن ان تُحجب، وان جيّشوا الاشياء ضد الحسين في انه خارجي وخرج على خليفة المسلمين وكل شيء الا ان جميع ذلك انتهى وان كُل ما يُجيّش ضد سيد الشهداء (عليه السلام) لاشك ولا ريب سينتهي الى فشل واصبح الطفل الرضيع يفتّح عينيه على الحسين (عليه السلام). ودعا في ختام الخطبة الى ضرورة احياء الشعائر قائلا "من الاشياء التي يُوفّق اليها المؤمنون هو إحياء المراسيم والشعائر ليس تذكيراً بسيد الشهداء (عليه السلام) فقط ، وانما إحياءً لنفوسنا التي مرضت والتي شربت من الدُنيا والتي تكاسلت، خوفاً على ان نفوسنا من ان تميل الى دنيا دنيئة وإحياء الشعائر تذكير وجلو للنفس فعلينا دائماً ان نستفيد من بركات هذه الشعائر والمجالس الحسينية". ولاء الصفار  الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة 

gate.attachment